برلنتي عبد الحميد.. زوجة المشير ولغز النكسة

من فرط إعجابها بالمقاومة اللبنانية، علقت صورة حسن نصرالله، وشعار «حزب الله» في منزلها بالعجوزة قبل وفاتها بأعوام قليلة، ورغم أن أعوامها وقتها قد تعدت الـ70 عاما، إلا أنها كانت حرصة على متابعة الأحداث.. تتحمس وتنفعل وتعرف كيف تأخذ موقفا أيضا، إذ ظلت تدافع عن نفسها وعن شريك حياتها المشير عبد الحكيم عامر، وتؤكد أنه لا ذنب لها في سقوط المشير وانهيار الجيش واحتلال سيناء، وأن أحد لا يعرف الحقيقة، لأن زوجها لم يكن ليفعل شيئا دون تعليمات من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وأن تحميله وحده مسئولية النكسة غبن تاريخي وظلم إنساني.
في ذكرى ميلادها الـ80، تفتح «الحكاية» الأبواب الخلفية في حياة الفنانة برلنتي عبد الحميد، الزوجة الثانية للمشير عبد الحكيم عامر، الرجل الثاني في مصر، إبان حكم جمال عبد الناصر.
نفيسة عبدالحميد حواس هو الاسم الحقيقى للفنانة برلنتى عبد الحميد، ولدت فى 20 نوفمبر عام 1935، حصلت على دبلوم التطريز، وتقدمت إلى معهد الفنون المسرحية، والتحقت بقسم النقد، لكن سرعان ما أقنعها الفنان زكى طليمات بأن تلتحق بقسم التمثيل فى المعهد وتخرجت فى المعهد العالى بتفوق.
بدايتها السينمائية كممثلة رئيسية كانت عام 1952 في فيلم "ريا وسكينة"، إذ اختارها فيه المخرج صلاح أبو سيف ليكون محطه انطلاق لها في السينما.
وفي منتصف ليل القاهرة في 15 مارس 1965، تزوجت برلنتى عبد الحميد من المشير عبد الحكيم عامر وتعتبر زوجته الثانية، وأنجب منها ابنه عمرو، وأجبرها على اعتزال الفن عن سن 29 عاما.
الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، عرف بالقصة كاملة، وعندما تحدث مع نائبة ووزير حربيته عبد الحكيم عامر لم ينف الزواج، وأكد له أن زواجه من برلنتي لن يعلم به أحد، وقتها حاول عبدالناصر أن يخفف من وطأة الحوار فسأل نائبه وفوق وجهه ابتسامه مصالحة، هل صحيح برلنتي حلوة كما يقولون؟! فرد عليه المشير أنه لم يتزوجها لمجرد إنها امرأة جميل،  لكن لأنها أغنته عن صداقة الرجال بثقافتها وصراحتها وخفة ظلها.
عاشا عامر وبرلنتي قرابة العامين إلى أن جاءت نكسة نكسة يونيو 1967، واتهم "عبد الحكيم"  بالمسؤولية عن الهزيمة، وأنه كان مع زوجته الممثلة المعروفة عندما بدأ الهجوم الجوي الإسرائيلي، وهو ما نفته تماما برلنتي متهمة عبدالناصر بالمسؤولية، لتهديده بالحرب ضد اسرائيل وإغلاقه خليج العقبة وهو يعلم تماما أن جيشه ليس مستعدا، وثلثي قواته في اليمن في حالة انهاك، وأن المعدات والأسلحة لدى الجيش متهالكة.
وفي كتابها "الطريق إلى قدري.. إلى عامر"، أوضحت برلنتي أن أجهزة عبد الناصر قتلت زوجها بالسم، وأن الطبيب الذي حقق في الوفاة التي تم توصيفها انتحارا، أكد لها أنه مات مسموما وتحقق من ذلك بأدلة مادية لا يمكن دحضها، وأطلعها على صورة التقرير الطبي الأصلي الذي يثبت ذلك.
وأضافت أنها تعرضت شخصيا، في أعقاب ذلك، للاعتقال والاقامة الجبرية لفترة طويلة، وحرمت من رضيعها الذي انجبته من المشير، ولم تكن تجد ثمن الطعام، وان جسدها تعرض للتفتيش من سيدات كان يتم إدخالهن معها في "الحمام" إمعانا في اذلالها.
عاشت الممثلة المشهورة مثيرة للجدل وماتت والألغاز وعلامات الاستفهام تظل حكايتها مع المشير الراحل عبد الحكيم عامر التي لحقت به في الأول من ديسمبر 2010.

التعليقات