جيفارا.. أيقونة الثوار فى العالم لماذا يعيش حتى الان ؟

فى كل مظاهرات الثوار فى العالم وخصوصا الاحتجاجات والانتفاضات الطلابية ، كانت صور جيفارا حاضرة بقوة رمزا للثورة والكفاح ، وتحولت صور جيفارا الى أيقونة للثورة والثوار ، وفى الانتفاضات الطلابية فى مصر بعد هزيمة ١٩٦٧ رفع الطلبة صور جيفار الذى كان ملهما لهم فى حرب العصابات ، وأنشد المغنى الثورى الشيخ امام عيسي من كلمات شاعر الثورة احمد فؤاد نجم أغنيته الشهيرة " جيفارا مات " وكان ختام الاغنية بمثابة قسم الثورة " ياتجهزوا حيش الخلاص .. يتقولوا على العالم خلاص " وفى ثورة يناير ٢٠١١ عادت صور جيفار خفاقة فى التحرير مع احلام الشباب الثورى بانتصار ثورة العيش والحرية  والكرامة الانسانية، وفى كل أنحاء العالم تنتشر تيشيرتات مرسوم عليها صور جيفارا ، ويرسم الالاف صوره على صدورهم مثلما فعل لاعب المرة الارجنتيني دييجو مارادونا ، الذى تلقي العلاج من ادمان المخدرات فى كوبا ، وتحول الى احد كبار المعجبين بتجربة كوبا فى الصمود امام الديناصور الاميركى ، وتغلبت على الحصار واعتمدت على نفسها وتحتفظ بنجاح تجربتها الاشتراكية على بعد اميال قليلة من معقل الرأسمالية العالمية ، وقام الرئيس الاميركى باراك اوباما بزيارة كوبا منذ عدة اشهر فى اعتراف بانتصار الثورة الكوبية التى كان جيفارا احد ابطال هذا الانتصار ، على الرغم من انه لم يكن كوبيا وانما أرجنتيني مثل مارادونا الذى وجد الخلاص من المخدرات فى كوبا ، كما وجد جيفار الخلاص من الظلم والديكتاتورية والفاشية فى كوبا ايضا ومنها واصل طريق الكفاح الأسطوري رافضا ان يتحول الى وزير فى حكومة ثورية ، اذ وجد نفسه مع الثوار والمقاتلين من احل الحرية فى افريقيا واميركا اللاتينية

وأرنستو تشي جيفارا: هو ثوري  ماركسي أرجنتيني المولد، وهو طبيب، وكاتب، وزعيم، وقائد عسكري،ج، وشخصية رئيسية في الثورة الكوبية. ولد جيفارا في روزاريو في الأرجنيتن عام 1928، وأصيب بالربو منذ طفولته وقد لازمه هذا المرض طوال حياته، فلم يلتحق بالخدمة العسكرية.

عندما كان جيفارا طالباً في كلية الطب في جامعة بيونس آيرس سافر إلى جميع أنحاء أميركا اللاتينية، وقد كوّنت هذه الرحلة شخصية جيفارا حيث شعر بالظلم الواقع على الفلاحين الهنود، كما تبين استغلال العمال في مناجم النحاس بشيلي، وقد أدّت هذه الرحلة إلى استنتاج جيفارا بأنّ التفاوتات الاقتصادية متجذرة في المنطقة، وذلك بسبب الرأسمالية والإمبريالية والاستعمار الجديد.

 

بعد أن حصل جيفارا على شهادته، توثقت علاقته باكثر الناس فقراً وحرماناً، ثم غادر الارجنتين عام 1953 في رحلة أخرى لأميركا اللاتينية، حيث ناقش خلالها مع منفيين يساريين بعض الأفكار الشيوعية، ولم يكتف بدور المتفرج بل شارك فى الثورة. في عام 1954 شارك جيفارا في مقاومة الانقلاب العسكري الذي دبرته المخابرات الأميركية في جواتيمالا  في ظل حكومة جاكوب أربنز وقد ساعد هذا الانقلاب على نشر إيديولوجية جيفارا الراديكالية.

بينما كان بعيش جيفارا في المكسيك عام 1955 التقى هناك براؤول كاسترورئيس كوبا الان والذى كان فى  المنفي مع أصدقاء له، حيث كانوا يجهزون للثورة حيث كانوا ينتظرون خروج فيدل كاسترو شقيقه الأكبر ورئيس كوبا السابق  من سجنه في كوبا، وقد قام الأخير بتجنيد جيفارا كطبيب في البعثة التي ستحرر كوبا من النظام الديكتاتوري المدعم من طرف الولايات المتحدة حيث كانت تدعم الديكتاتور فولجنسيو  باتسيتا، وفي عام 1956 سجن جيفارا في المكسيك مع فيدل كاسترو ومجموعة من المتمردين الكوبيين، وأطلق سراحهم بعد شهرين، أمّا في عام 1957 فقد اكتسح رجال العصابات هافانا عاصمة كوبا واسقطوا ديكتاتورية باتسيتا، وهنا لمع نجم جيفارا حيث تمت ترقيته إلى الرجل الثاني في القيادة.

أدوار جيفارا الحكوميّة

في أعقاب الثورة الكوبية قام جيفارا بعدد من الأدوار الرئيسية في الحكومة الجديدة، ومنها:

إعادة النظر في الطعون وفرق الإعدام.
أسس قوانين الاصلاح الزراعي.
عمل أيضاً كرئيس ومدير للبنك الوطني ورئيس تنفيذي للقوات المسلحة الكوبية.
سفير منتدب إلى الهيئات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة.

لكنّ جيفارا لم يرتح للحياة السياسية فاختفى، وأرسل عام 1965 رسالة لفيدل كاسترو، كتب فيها: أشعر أنّي أتممت ما لدي من واجبات تربطني بالثورة الكوبية لهذا استودعك واستودع الرفاق، اتقدم رسمياً باستقالتي من قيادة الحزب ومن منصبي كوزير ومن رتبة القائد ومن جنسيتي الكوبية. بعدها قام جيفارا بالتحريض على الثورات الأولى الفاشلة في الكونغو، حيث فشلت بسبب عدم تعاون رؤوس الثورة الأفارقة واختلاف المناخ واللغة، وانتهى الأمر بجيفارا بنقاهة فى إحدى المستشفيات في براغ للنقاهة، وهناك زاره كاسترو ليرجوه بالعودة.

أمّا في بوليفيا فلم يكن مشروع جيفارا يهدف لخلق حركة بوليفية مسلحة، بل لرص الصفوف لمجابهة النزعة الاميركية المستغلة لثورات دول القارة، ومنذ بداية عام 1967 وجد جيفارا نفسه وحيداً مع مقاتيله العشرين يجابه وحدات الجيش المزودة بالسلاح بقيادة السي آي إيه، لكنه أجبر على خوض المعارك مبكراً، ثم ألقي القبض على جيفارا، بعد أن اعترف اثنين من مراسلي الثورة تحت ضغط التعذيب بأنّ جيفارا هو قائد الثورة، وبدأت بعدها مطاردة لشخص جيفارا، وقسم جيفارا قواته لتسريع تقدمها، وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة تعرض جيفارا إلى أزمات ربو حادة ممّا سهّل عملية مطاردته والبحث عنه، وفي عام 1967 وفي أحد وديان بوليفيا الضيقة هاجمت قوات الجيش البوليفي المكونة من 1500 شخص مجموعة جيفارا المكوّنة من 16 شخص، واستمر جيفارا في القتال بعد موت أفراد مجموعته ورغم إصابته.

بعد أن تم القبض على جيفارا تم نقله إلى مبنى مدرسة في قرية لاهيجيرا ورفض جيفارا أن يتم استجوابه من قبل ضباط بوليفيين، ثم أمر الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس بقتل جيفارا، وكانت الأوامر بعدم  توجيه النيران إلى القلب أو الرأس مباشرة ،.. حتى يطول ألم المناضل الذي دوخ أمريكا وعملاءها من حكام امريكا اللاتينية ليصبح في النهاية ايقونة الثورات وملهم كل الانتفاضات الثورية في ارجاء الدنيا حتى الان . 

التعليقات