في ذكراه .. ماذا قال الشيخ الشعراوي لتحية كاريوكا والسادات ومبارك ؟

الشيخ محمد متولي الشعرواي اشهر الدعاة في القرن العشرين ، حلت بالامس  ذكرى وفاته في 17 يونيو 1998، والشيخ المثير للجدل  صاحب الشهرة الواسعة في التفسير ، كانت حياته مليئة أيضا بخفة الظل وميله للدعابة وصداقاته مع الساسة والفنانين ، بوابة الحكاية ترصد عددا من المواقف الطريفة في حياة الشعراوي  :
- مع أمير الشعراء أحمد شوقي : يقول الشيخ رحمه الله في مذكراته " كنت في سن الشباب، وجئنا إلى القاهرة بصحبة صديق له لديه علم دائم بمكان تواجد أمير الشعراء أحمد شوقي وعندما قابلته سألني شوقي:  ما الذي تحفظه عنى؟؛ فذكرت له ما أحفظ له من شعر. فسألني: وما الذي أجبرك على حفظ كل هذه القصائد؟ فقلت له: لأن والدي كان يمنحني ريالًا عن كل قصيدة أحفظها لك!
- مع الرئيس السادات له عدد من المواقف؛ حيث كان الشعرواي وزيرا للأوقاف في حكومة ممدوح سالم وعندما سافر الشعراوي إلي روما لوضع حجر أساس مركز إسلامي هناك، طلب منه وزير الري، وزير التموين آنذاك، أن يشتري لكل منهما زوجين من الأحذية  وفي اجتماع وزاري مع الرئيس السادات بعد ذلك دخل وزيرا التموين والري.. فسألهما السادات بطريقته المعروفة:« الجزمة الشيك دي منين؟» فقالا:« من مولانا الشيخ الشعراوي»، وبعدهما دخل الشعراوي وهو يرتدي حذاءه القديم، فسأله السادات:« أمال الجزمة الإيطالي فين يا مولانا؟» فرد الشعراوي:« شايلها في البيت عشان المقابلات المهمة فقط».
- أيضًا بعد أن عُيِن وزيرًا للأوقاف سأله الرئيس السادات ذات مرة: هل صحيح يا شيخ شعراوي أنك لا تجلس على مكتبك في الوزارة وتركت الكرسي الفخم وتجلس على كرسي "خيرزان" جنب الباب؟ فقال الشيخ الشعراوى نعم يا ريس صحيح، فسأله السادات: طيب ليه؟ فقال الشعراوي: عشان أكون قريب من الباب، ولما ترفدني أجري سريعًا وأقول "يا فكيك" وأحمد الله اني نفدت بجلدي.
- مع الفنانة تحية كاريوكا : أثناء تواجد الشيخ "الشعراوي" في فندق الحرم بالمدينة المنورة في الحج إذ بالفنانة "تحية كاريوكا" في آخر سنوات حياتها تنادي على الشيخ عن بعد واتجهت إلى الشيخ حتى اقتربت منه ونادت عليه فلم ينظر إلى وجهها، فقالت له بصوت مرتفع: يا سيدنا الشيخ  انظر إلى وجهي تعرفني! فقال لها: أنا لا أعرفك، فردت: أنا الفنانة  "تحية كاريوكا".. أريد أن أسلم عليك، وتدعو لي، فقال لها: لو عرفت أنك أنت التي تنادين عليّ كل هذه النداءات لاتجهت إليكِ "رأسا".. لا "رقصا"!، وأخذ يطيّب خاطرها ويدعو لها من قلبه، وهي تبكي فرحا.
- الفنانة الكبيرة "شادية" كان لقاءها الأول مع الشيخ "الشعراوي" مصادفة في مكة المكرمة عندما نزلت من الأسانسير ليدخل الشيخ "الشعراوي" ولم يكن يعرفها، فتعرفت عليه، وقالت: عمي الشيخ الشعراوي أنا شادية! فرحب بها، فقالت له: ربنا حيغفر لنا يا شيخ؟ فقال لها: إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك.. وإن الله تواب رحيم. وبعدها سألت عن منزل "الشعراوي" في الحسين وذهبت إليه وقابلته، وكانت جلسة طويلة خرجت منها "شادية" وقد اتجهت إلى القرآن والعبادة كما يروى عنها المقربون  .
- أما لقاء "مبارك" و"الشعراوي" فقد كان الأقوى بين مقابلات الشيخ مع رؤساء مصر، وفي هذا اللقاء قال "الشعراوي" لمبارك بعد نجاة الأخير من حادث الاغتيال في "أديس ابابا"عام 1995 قوله الشهير الذي علق بأذهان الكثيرين: "يا سيادة الرئيس؛ إني أقف على عتبة دنياى، مستقبِلاً آخرتي، ومنتظرًا قضاء الله؛ فلن أختم حياتي بنفاق، ولن أبرز عنتريتي باجتراء".. ثم جعل يتحدث عن الحُكْم، وكيف أن الانسان ينبغي ألا يطلبه، وينبغي أن يُطلَب إليه؛ حتى يوفقه الله فيه. وفي النهاية قال قولته الشهيرة: "إذا كنتَ قدرَنا فليوفّقك الله، وإذا كنّا قدرَك فليُعِنْكَ الله علينا"

ويذكر أن الشيخ الشعرواي مواليد  5 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م. وبعد تخرجه عين في المعهد الديني بطنطا ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983م وعام 1988م، ووسام في يوم الدعاة ، وقام بالتدريس في السعودية وعاش فيها طويلا ودخل في معارك مع كبار المثقفين توفيق الحكيم والدكتور زكي نجيب محمود وفؤاد زكريا ويوسف ادريس اتهمهم بالا

التعليقات