27 عاما على استعادة "طابا" من إسرائيل.. مصر تحررها من "الإرهاب"

يعد 19 مارس 1989.. أحد أبرز الأيام المضيئة في تاريخ مصر الحديث، حينما فرضت سيادتها الكاملة على حدودها الشرقية لأول مرة منذ سقوطها في يد الاحتلال الاسرائيلي بعد نكسة عام 1967.. باستعادة مدينة طابا، كآخر جزء من سيناء الغالية، بعد 16 عاما من المفاوضات التي أعقبت انتصار أكتوبر عام 1973.
موقع مدينة طابا الاستراتيجي كان دائما سبب اشتعال الصراع على أراضيها منذ الاحتلال الإنجليزي لمصر في مواجهة أطماع الدولة العثمانية، فالمدينة التي تقع على رأس خليج العقبة، ويحدها شرقا سلسلة من الجبال والهضاب ومياه خليج العقبة ومدينة إيلات الاسرائيلية من الغرب، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ حوالي 240 كيلو متر جنوبا، لم تحصل على أول اعتراف دولي بتبعيتها لمصر كاخر حدودها الشرقية إلا بعد تصريح 28 فبراير عام  1922 الشهير والذي اعترفت فيه بريطانيا بمصر كدولة مستقلة.
وبرغم انتصار أكتوبر 1973 ظل الصراع حول طابا قائما، حيث تمسكت إسرائيل بعدم الانسحاب الكامل من سيناء بعد خروج آخر جندي إسرائيلي منها يوم 25 أبريل عام 1982، وسارعت بالتلاعب في العلامات الحدودية المستقرة تاريخيا بالمنطقة، وقررت انتهاج سياسة "وضع اليد" ببناء فندق هيلتون طابا على أراضيها، للمساومة عليه وابتزاز الإدارة المصرية بالانسحاب من طابا مقابل الاعتراف بملكية إسرائيل للفندق وترك الحرية للمواطنين الإسرائيليين باجتياز الحدود دون تأشيرات، كآخر أوراق الضغط على الحكومة المصرية، التي رفضت ذلك الحل رفضا قاطعا ولجأت إلى التحكيم الدولي.
‏7 سنوات كاملة استغرقتها المعركة الدبلوماسية والقانونية في قضية التحكيم الدولي لأرض طابا منذ خروج آخر جندي إسرائيلي من سيناء عام 1982، شهدت خلالها جولات قانونية عنيفة بين الفريق المصري الذي قاده الدكتور مفيد شهاب وبين الفريق الإسرائيلي، لتعلن في نهايتها هيئة التحكيم الدولية في 30 سبتمبر 1988 خلال الجلسة التي عقدت في برلمان جنيف حكمها في القضية، بأن طابا أرض مصرية.
لكن اسرائيل التي تركت أراضي طابا منذ 25 عاما، تركت معها قوى الإرهاب والتطرف كأذرع استعمارية تضمن لها استمرار مخططاتها في زرع التوتر الأمني بالمنطقة، حيث كانت آخر الأعمال الإرهابية في فبراير الماضي عندما استهدف إرهابيون حافلة تقل سائحين، في واقعة أودت بحياة 4 أشخاص وإصابة 13، في حادثة تعيد إلى الأذهان ذكرى تفجيرات طابا في أكتوبر عام 2004 ، وراح ضحيتها 34 شخصا وأصيب أكثر من 150.
لكن، على أية حال، ربما لم يكن الشاعر مصطفى الطائر دقيقا عندما كتب أغنية "مصر اليوم في عيد" سنة 1982 وقال فيها "سينا رجعت كاملة لينا"، أما بعد عودة طابا في 1989، فمن حق المصريين أن يستمعوا للأغنية بفخر.
التعليقات