كاسترو كابوس امريكا .. قصة مائة عام من الثورة

بعد سنوات قضاها فى الظل تاركا الحكم لشقيقة راؤول رحل قائد الثورة الكوبية فيدل كاسترو ، الذى خلص كوبا من حكم ديكتاتورية فاشية عسكرية من حكم جنرالات دمويين تحالفوا مع الاقطاعيين ورجال الكنيسة والذين تقاسموا السيطرة على كوبا مئات السنيين ، وشكل كاسترو الجيش الشعبي الذى استطاع دخول هافانا وانهاء الحكم العسكري برايات حمراء إشارة الى اعتناقه الاشتراكية ، وساهم مع رفيق نضاله القائد الذى اصبح أسطورة " تشي جيفارا " فى تغيير وجه أمريكا اللاتينية الى الأبد ، بعد ان ظلت الولايات المتحدة تعتبرها حديقتها الخلفية وتتحكم فى مستقبلها وانظمة الحكم فيها ، ولكن كاسترو تحدى ذلك كله وأقام نظاما اشتراكيا بقيادة الحزب الشيوعى الكوبي ، الذي واجه مشاكل الفقر والظلم  الاجتماعى الذي كان يعانى من غالبية الشعب الكوبي ، والاهم ان راية الثورة الاشتراكية تمددت الى دول امريكا اللاتينية ورفض جيفارا ان يستمر وزيرا فى كوبا واتجه الى مساعدة حركات التحرر فى بقية دول اميركا اللاتينية حتى  مقتله فى فنزويلا ليصبح أيقونة الثوار فى العالم ، كما استطاع ضم رجال الكنيسة اليه فى هذا النضال فظهر رجال الدين الثوريين ولاهوت التحرر فى تطوير  لدور الكنيسة فى الثورة ضد الإقطاع والظلم والاستبداد

وواجهت كوبا جبروت وسيطرة الولايات المتحدة عندما وضعت على أراضيها صواريخ سوفيتية ، وكادت حربا عالمية ثالثة تنشب مع الاتحاد السوفيتى لولا التوصل الى حل تم بمقتضاه اجلاء الصواريخ وانهاء الحصار الاميركى لكوبا  التى استطاعت استكمال مسيرتها بقيادة كاسترو الذي اتهم باقامة نظام غير ديموقراطي يرفض التعددية ويطرد اعداءه من الاثرياء الى امريكا . وكان صمود نظام كاسترو  رغم الحصار الاميركى هو مااضطر الولايلات المتحدة اخيراً للاعتراف بالنظام الكوبي وتبادل السفراء وانهاء صور الحصار عندما قام الرئيس اوباما بزيارة كوبا معلنا نهاية عصر من العداء والفشل فى اسقاط نظام كاسترو ، الذى كان قد اعتزل الحكم منذ عدة سنوات وان ظل يكتب مقالا أسبوعيا يعبر فيه عن رؤيته للقضايا الدولية والمحلية، بعد سنوات طويلة كان كاسترو يخطب خلالها بالساعات الطوال لدرجة ان كثير من خطبة تجاوزت ١٢ ساعة متصلة !

وتنتهي مع وفاة فيدل كاسترو عن عمر يناهز 90 عاماً حقبة تاريخية مهمة في تاريخ البلد الذي بقي يحكمه منفردا متهما بالديكتاتوريه  قرابة نصف قرن، وبالرغم من أن كاسترو شغل العالم خلال فترة حكمه بتصريحاته وسياساته المثيرة للجدل، إلا أنه وفي مكان ما تبقى أشياء قلما تذكر عن هذه الشخصية.

وهذه 10 منها:

1 . ثالث أطول فترة حكم

بعد ملكة بريطانيا وملك تايلاند، كانت فترة حكم كاسترو لكوبا هي ثالث أطول فترة انتهت بتسليمه مقاليد الحكم إلى أخيه راؤول عام 2008

2- 634 محاولة اغتيال فاشلة

دخل كاسترو سجل جينيس  للأرقام القياسية بأكبر عدد من محاولات الاغتيال الفاشلة التي كان الكثير منها بتخطيط من وكالة الاستخبارات الأميركية والتي تعددت وسائلها بين الحبوب المسمومة، والسيجار المسموم، وبذلة غطس مسمومة.

3. السيجار.. هدية لعدوك

بعد ما اشتهر بحبه للسيجار، اضطر كاسترو إلى الإقلاع عنه عام 1985 لأسباب صحية، ثم قال "أفضل ما يمكنك فعله بصندوق سيجار هو أن تهديه لعدوك".

4. كاسترو الأب

للزعيم الراحل ثمانية أبناء، أكبرهم فيدل كاسترو دياز بالارت، والمعروف بـ"فيدليتو" وهو صورة طبق الأصل عن والده وعمل في المجال النووي عقب تدريبه على يد السوفييت. ولكاسترو إبنة تدعى ألينا فيرنانديز، من علاقة عاطفية نسجها مع " رفيقة" من هافانا عندما كان تحت الأرض في خمسينيات القرن الماضي.

له أيضا أبناء ذكور من زوجته الثانية داليا سوتو، وتبدأ أسماء جميعهم بحرف الألف، أصغرهم أنتونيو وهو طبيب منتخب البيسبول الوطني.

5. ليست مجرد رمز

لحية كاسترو لم تكن مجرد رمز لشخصه، خصوصا بعد اعترافه أن عدم حلقها وفر له 5000 دقيقة كل عام . 

6. أبو الثورة الاشتراكية.. ليس اشتراكيا

أو لم يكن اشتراكي الأصل، فوالده وبالرغم من بدايته المتواضعة إلا أنه صاحب مزارع للسكر، وهذا ما يفسر ارتياح كاسترو لجو الريف أكثر من المدينة.

7. عادة أم حيلة؟

عرف عن كاسترو حبه للعمل إلى وقت متأخر، فكان لا يخلد إلى النوم قبل الساعة الثالثة أو الرابعة صباحا، لكن عرف عنه أيضا عقد اجتماعات المفاوضات في ساعات مبكرة جدا حين يكون الطرف الآخر منهكا ناعسا، وينطبق ذلك على المقابلات الصحافية.

8. قارئ نهم

مولع بإرنست هيمنجواى  وروايته "لمن تقرع الأجراس" هي المفضلة لديه إلى جانب ولع من نوع آخر وهو مطالعة كتب الطبخ التي كان يجمع وصفاتها ويخضعها للتنفيذ في المطبخ، ويشهد مقربون له بلذة أطباق الباستا التي استمتع بطبخها.

9. "المسيح كان شيوعيا"

بقيت الميول الدينية لكاسترو غامضة رغم إعلان إلحاده. لكنه قال فيما بعد ان للمسيحية وجها "جيدا" على حد تعبيره ،مضيفا "المسيح كان شيوعيا في حقيقته".

10. خطأ أم مؤامرة؟

رفعت زوجة كاسترو ميرتا بالارت، وهي سليلة عائلة ثرية، دعوى طلاق على زوجها عندما كان يقبع في السجن بعد أن وصلتها بطريق الخطأ رسالته إلى عشيقته نتاليا يرفويلتا التي استلمت أيضا رسالته إلى الزوجة.

 

التعليقات