جبهة الإبداع: المطالبة بمعاقبة "محفوظ" في البرلمان دعوة للتخلف وعودة لعصور الظلام

علقت جبهة الإبداع المصري على مطالبات نائب البرلمان أبو المعاطي مصطفى حول معاقبة الأديب العالمي نجيب محفوظ، بأنه يبحث عن نجومية سطحية، ودعوة للتخلف وعودة لعصور الظلام .

وأضافت فى بيان لها أن  بعض السادة نواب البرلمان المصري يبحثون عن نجومية زائفة عبر ادعاءات سطحية بالدفاع عن "أخلاقيات المجتمع"، بمنطق اجتزاء النصوص على طريقة "لاتقربوا الصلاة"، وهذا الأسلوب التقليدي للشهرة وما على شاكلته من أساليب يصطدم مباشرة بالأمل في صناعة وعي مصري حقيقي قادر على بناء الجمهورية الجديدة بعد ثورتين.

جبهة الإبداع أكدت أن وجود مثل هذه العقليات في البرلمان يؤثر على قدرة المؤسسة التشريعية والرقابية للشعب، بما يحولها عن مسار دورها الرئيس في إنتاج تشريعات وقوانين قادرة على حماية التراث المصري، والمنتج الحضاري الوطني، وإنتاج مناخ حر يدعم حرية الفكر والتعبير المؤهلة لمواجهة تحديات المصير في مواجهة تيارات عالمية تعزز الكراهية وتذوب الهوية وتكرس للجهل والدموية والعودة لعصور الظلام.

وأشارت إلى أن شعور القلق يخيم على واقع الإبداع المصري ومستقبله، في ظل تمدد أفكار تيارات الظلام خارج أطر تنظيمات الدين السياسي لتصل إلى عموم الناس في وطننا ولتفرز نائباً برلمانياً يخلط بين رؤاه كموظف في مصلحة الضرائب يحاور مجموعة من العمال في ورش دمياط أثناء مهام عمله، وبين دوره كمشرعٍ ينبغي أن يدرك طبيعة وآليات القضايا الثقافية و الأدبية قبل أن يخوض في تقييمها فتتلبسه شخصية القاتل الذي حاول اغتيال الأديب (نجيب محفوظ) نهايات القرن الماضي.

الجبهة أبدت استنكارها الشديد لهكذا أداءات برلمانية لا ترقى لتحديات المرحلة الراهنة، فإنها تعرب عن ضرورة مراجعة النائب المحترم وغيره من نواب البرلمان لأهل التخصص قبل أن يتحدثوا في قضايا عن جهل فيصدرون للعالم صورة للبرلمان المصري باعتباره مجلس شورى (داعش) أو (الإخوان).

كما طالبت جبهة الإبداع المصري جموع المبدعين المصريين بتحمل مسؤلياتهم التاريخية تجاه حماية الهوية المصرية بما أنتجته عبر تاريخ الوجود الإنساني قبل أن يفاجئنا برلماني خلفيته زراعية أو ضرائبية بضرورة هدم التراث الفرعوني لأنه يعبر عن شرك ويقدس أصناماً ويخلف كفراً.

وأهابت الجبهة  بالقيادة المصرية سرعة العمل عبر الحكومة ووزارة الثقافة بالتعاون مع صناع الرأي لإنتاج ميثاق وطني للإبداع المصري يكفل حماية التراث وحرية الإبداع وإزالة كل معوقات تحول دون تفعيل القوى الناعمة لمصر حتى يتبوأ الوطن مكانته الأصيلة على خريطة الإنسانية، وتعود (مصر المصرية) عزيزة أبية بإبداع يعبر عنها ويعبُر بها إلى المستقبل.. إنه الانتصار لمصر قبل نجيب محفوظ وبعده.

التعليقات