نابغة الطب المصرى على باشا ابراهيم وقصر العيني

 

 

بعد احتلال مصر سنة 1882 حاول الإنجليز التقليل من أهمية قصر العينى لذلك أعطوا أهمية خاصة للأطباء الأجانب وخاصة الإنجليز أيضا إنشاء مستشفيات إنجليزية فى القاهرة إشتهر منها مستشفى هرمل ومستشفى ليدى كتشنر بشبرا ثم مستشفى ملتون فى عابدين لصاحبها الدكتور ملتون وكان جراحا بريطانيا ماهرا وهو الذى حاول إنقاذ حياة بطرس باشا غالى عندما أطلق عليه الرصاص على باب مجلس الوزراء

كانت بداية إنتهاء النفوذ الأجنبى على الطب المصرى مع الحادثة التالية ، كانت عيادة ومستشفى الطبيب المصرى الدكتور/على ابراهيم فى منزله فى عابدين وهو بيت قديم مكون من طابقين وحدث أن اصيب السلطان حسين كامل سلطان مصر سنة 1915 بالمرض واستدعوا جميع الأطباء الأجانب ومنهم الطبيب البريطانى دكتور ملتون ولكنهم عجزوا عن علاجه واحتارت الحاشية إلى ان إقترح أحدهم أن يستدعوا هذا الطبيب المصرى جارهم بجوار قصرعابدين وعرضوا الأمر على السلطان الذى كان يعانى من شدة المرض فوافق سريعا وأحضروا الدكتورعلى ابراهيم الذى عالجه وأجرى له عملية جراحية حتى شفى تماما وكان ممتنا وشاكرا للطبيب فسأله عن أجرالعلاج والعملية فطلب الطبيب المصرى الف من الجنيهات الذهبية وبالفعل تم دفع المبلغ بالكامل له وكان مبلغا خرافيا فى زمانه وأغلى من الأجانب.

بعد يومين جاء رجل فقير من اهل عابدين للدكتور على ابراهيم ليعرض عليه إبنته المريضة ، وبعد الكشف عليها قرر الدكتور إجراء عملية جراحية لها فى صباح اليوم التالى وبالفعل أجرى لها العملية ونجحت وقدم الرجل الفقير للدكتور كل مايملكه وهى خمسة جنيهات وأخذها منه الدكتور على ابراهيم وطلب منه الإنتظار ثم وضعها فى مظروف واضاف إليها خمسين جنيها ذهبية مما دفعه السلطان وأعطاها لوالد الفتاة لينفق منها على إبنته فى فترة النقاهة

طاف الرجل فى شوارع وحوارى عابدين يحكى مافعله معه الدكتور على ابراهيم الذى كان عميدا لكلية طب القصرالعينى ومديرا لجامعة القاهرة وكان شخصية عظيمة وله قصة أخرى مع الملك فؤاد شقيق السلطان حسين كامل والذى تولى حكم مصر بعد وفاة شقيقه

كان الأمير محمدعلى توفيق قد اقام قصره المشهور حتى الآن فى المنيل وقد بناه على الطراز الأندلسى وجعل له حراسا من الأرناؤوط (الألبان) على طريقة جده محمد على الكبير واغتاظ الملك فؤاد من ابن اخيه البرنس محمدعلى توفيق الذى كان وليا للعهد قبل ولادة فاروق ولذلك عندما تمت ولادة فاروق قرر الملك فؤاد اقامة قصر لولى العهد الجديد فى المنيل فى الأرض المواجهة لقصر الأمير محمدعلى توفيق وكان الدكتور على ابراهيم الذى أصبح باشا يريد هذه الأرض لبناء قصر العينى الجديد ثم مرض الملك فؤاد وعالجه الدكتور على ابراهيم وشفاه الله على يديه وسأله الملك عن طلباته فطلب الدكتور على باشا ابراهيم أن يتنازل الملك عن هذه الأرض لبناء المستشفى الجديد ووافق الملك فى لحظة ضعف إنسانى ونسى قراره بأقامة قصر لولى العهد

بقى تدبير التمويل لبناء قصر العينى الجديد وكان المطلوب مليون جنيه وكانت الجامعات فى مصركلها أهلية تقام بالتبرعات مثل دول العالم المحترمة وشاءت المصادفات ان يمرض رئيس الوزراء اسماعيل باشا صدقى وان يعالجه الدكتور على باشا ابراهيم ويتم شفائه بعون الله وسأل رئيس الوزراء اسماعيل باشا صدقى طبيبه عن اتعابه فطلب منه مليون جنيه فضحك اسماعيل صدقى واعتقد انه يمزح معاه ولكن نفى الدكتور انه يمزح واخبره انه يريد هذا المبلغ لبناء قصرالعينى الجديد فكان رد صدقى باشا انه بعد عودته لمكتبه ان شاء الله سيدبر المليون جنيه

وفى اول يوم لعودته الى عمله فى رياسة الوزراء ارسل شيكا قيمته مليون جنيه مساهمة من الحكومة لبناء قصر العينى الجديد

رحم الله نابغة الطب المصرى على باشا ابراهيم مؤسس نقابة الأطباء واول نقيب لها.                         

 

التعليقات