أزمة الميراث تشتعل .. صدام بين الأزهر وعلماء تونس بسبب قانون السبسى

لا تزال أصداء إصرار رئيس تونس  قائد السبسى على الاستمرار قدماً فى إصدار قانون يساوى بين المرأة والرجل فى الميراث مستمرة، وتصاعد الغضب من رموز ومؤسسات دينية ووعلماء ورجال دين أعلنوا تأييدهم  لبيان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، للرد على الرئيس التونسى وتأكيده أن "المواريث" من النصوص الشرعية قطعية الثبوت والدلالة والتى لا تقبل الاجتهاد.

فيما هاجم الإرهابى الهارب من وجدى غنيم الرئيس التونسى السبسى بل و"كفره" هو وعدد من السياسيين فى بلد البوعزيزى، وهو ما رفضه اخوان تونس وحركة النهضة، فيما وصف الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر،  مساعى الرئيس التونسى بالمساواة فى الميراث بين المرأة والرجل بأنه فتنة، وأن المزايدة بالمرأة ظهرت منذ عقود من الزمان يخطط لها فى بعض دول شمال أفريقيا "تونس والمغرب" بالإضافة إلى جمعيات ومنظمات نسائية فى مصر قرابة نصف قرن أو يزيد وجمعية أخرى بماليزيا ولها تواصل مع هذه الجمعيات،  وأن الغرض كله تطويع الشريعة الإسلامية للأهواء ولو على حساب الإسلام نفسه

مؤكدا أن للذكر مثل حظ الأنثيين فى 4 حالات من 30 حالة فى المواريث، فمسألة أن الأنثى ترث نصف الذكر فى حالات البنت مع الابن، والأخت الشقيقة مع الأخ الشقيق، والأخت لأب مع الأخ لأب، وبنت الابن مع ابن الابن، أما ما عدا هذه الحالات الأربع فالأنثى تساوى الذكر بأحوال الإخوة والأخوات لأم، والأب والأم إذا كان للميت فرع وارث مذكر، وهناك حالات ترث الأنثى فيها أكثر من الذكر مثل البنتين، والأختين الشقيقتين، والأختين لأب، وبنتى الابن عند الانفراط.
وقال الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر: مطالب المساواة بين الرجل والمرأة فى الميراث "عبث"، مؤكدًا أن المرأة لها حقوق عند زوجها ولزوجها حقوق عليها، كما قال الله "وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم".

 

وأشار «الأطرش» إلى أن المساواة بين الرجل والمرأة يطبقها الإسلام فعلاً فى الحقوق وحصولها على حقها فى المواريث، كما حدد الله «ولا يوجد دين سماوى كرم المرأة كما كرمها الإسلام»، مؤكدا أن من يطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة فى المواريث فى حين أن الله يقول «يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين»، فهم يعترضون على حكم الله وعلى قضائه وهذا لا يجوز، لأن العلم الوحيد الذى لا يوجد فيه خلاف ولا اجتهاد بين الفقهاء هو علم المواريث أنزله الله، فلا يجوز فيه أى تحريف أو تغيير أو تبديل، مضيفًا أن الله وضح أحكام المواريث مفصلة فى سورة النساء ولا أحد يملك أن يغير حرفًا واحدًا، لأن الذى فرضها هو أعلم بما فى قلوب العباد.

 

وقالت هدى بدران، رئيس اتحاد نساء مصر والنسائى العربى، إن خروج شيخ الأزهر بيبان فى ساعة متأخرة للتعقيب على الجدل الدائر عقب الدعوة التى أطلقها الرئيس التونسى فى أحد المؤتمرات حينما خاطب الحضور بضرورة البحث عن حل قانونى أو شرعى يمكن من خلاله مساواة المرأة بالرجل فى الميراث- يؤكد أن الأزهر يخشى تكرار ما حدث فى تونس فى مصر.

وأضافت،"جادلت مؤخرا أحد شيوخ الأزهر ودار الإفتاء فى قضية الميراث، وتناقشت معه حول عدم الاجتهاد فى النص القرآنى، خاصة أن هناك مبادئ معينة فى الشرع لا يتم تطبيقها مثل قطع يد السارق، مطالبة إياه بضرورة الاجتهاد لمواكبة العصر، ولماذا لا نطبق ذلك فى المواريث، فكانت إجابته أن أصل المواريث يعتمد على مبدأين، فى أن نصيب الذكر ضعف الأنثى نظرا لأن الرجل هو العائل لأسرة، والمبدأ الثانى الحفاظ على صلة الأرحام".

وتابعت: «وكان ردى عليه أن أغلب الأسر المصرية بل ثلثها تعولها الآن امرأة، وحتى لو كان الرجل يسهم فى الإنفاق، فالمرأة أيضا تسهم، خاصة إذا كان لها دخل وعمل، وبالنسبة لصلة الأرحام، صحيح زمان الوضع كان أكثر مثالية، وكان العم أو الخال يقف بجوار أقاربه ويدعم المرأة حال حدوث شىء لها (كانوا بيشيلوها فوق دماغهم)، لكن الآن لو حدث شىء فلا نجد من يدعمها، بدليل انتشار جرائم العنف وزنا المحارم التى تؤكد انعدام صلة الأرحام تماما".

 

التعليقات