لماذا اختار " ترامب" هذا التوقيت للإعلان القدس عاصمة إسرائيل؟

يبدو أن ترامب "قارئ جيد" للتاريخ الفلسطيني وخاصة " ياسر عرفات"  وأن اختيار هذا التوقيت للإعلان عن نقل السفارة الأمريكية للقدس والإعتراف بأنها عاصمة إسرائيل، لمن يكن من قبيل الصدفة، فاليوم هو الذكري الـ29 لاعتراف الزعيم الفلسطينى ياسر عرفت بإسرائيل وحقها فى العيش فى أمن وسلام، ولكن يبقى السؤال هل صدفة أم أمر مقصود؟ هل هذا عقاب امريكي لفلسطين على فتحها الباب من أجل السلام مع الكيان الصهيوني رغم اعتداءاته المستمرة بحق الشعب؟ .

قبل 29 عشرون عامًا من الآن، وتحديدًا في 7 ديسمبر 1988، كان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات القى خطابًا شهيرًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن فيه اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بحق "إسرائيل" في الوجود، وأدان الإرهاب بكافة أشكاله، مقدمًا مبادرة فلسطينية للسلام تدعو إلى حق دول الشرق الأوسط، بما فيها فلسطين وإسرائيل وجيرانها في العيش بسلام.

ورغم الاعترافات الدولية التي توالت بالدولة الفلسطينية المستقلة بعد خطوة عرفات، إلا أن المجتمع الدولي لم يلتزم بتعهداته لفلسطين التي سبقت هذا الاعتراف، حيث كان المطلوب من منظمة التحرير الفلسطينية الاعتراف بقراري مجلس الأمن 242 و 338 ، مقابل الاعتراف فلعيًا بالمنظمة دوليًا،  وإقرارها بحق التفاوض على 22% من أرض فلسطين وهي الأرض التي تم احتلالها في العام1967 ومن ثمن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وهو أمر لم يتحقق بعد 29 عامًا من اعتراف عرفات.

وجاء قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أمس الأربعاء كالصاعقة على الدول العربية وفلسطين، حيث تعتبر مدينة القدس أهم المدن الفلسطينية المحتلة في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة، بينما تستمر إسرائيل في توسبع الاستيطان بداخلها الأمر الذي يمثل عائقًا كبيرًا بالنسبة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمام تحقيق سلام شامل، وعادل، ودائم في الشرق الأوسط.

 ويقول الفلسطينيون أن خطورة الخطوة الأمريكية ، في نقل السفارة لمدينة القدس بأنه يعد اعترافا نهائيا بدولة إسرائيل، الأمر الذي يصبح على أثره امدينة عاصمة لإسرائيل ولا داعي لوضعها على طاولة المفاوضات، وفقًا للمنظور الأمريكي، وهو أمر يعد تعقيدًا لأي محاولات دولية لعقد مفاوضات إسرائيلية فلسطينية من شأنها حل القضية.

 

التعليقات