11 فبراير.. أسرار ليلة تنحي مبارك.. "الجيش رفض إذاعة البيان"

كشف عبداللطيف المناوي، رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري قبل ثورة 25 يناير، عن أسرار جديدة لم تكشف من قبل بشأن كواليس ليلة تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك في 11 فبراير من العام 2011.

المناوي أكد في حديث مطول مع موقع "سي إن إن بالعربية"، اليوم، أن الأحداث الأكثر سخونة كانت يوم 10 فبراير، وهو اليوم السابق لخطاب التنحي.

وقال "تلقيت اتصالا تليفونيا من أحد المسؤولين بالجيش، أبلغني فيه أن هناك بيانا هاما من المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيصل للتليفزيون لإذاعته، وطلب مني عدم إطلاع أحد عليه وتحديدا القصر الرئاسي، وعلمت أن الاجتماع الذي خرج عنه البيان كان قبل يومين وعقد دون حضور رئيس الجمهورية الذي هو رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.  عندما وصلني البيان كان قراري فوريا بإذاعته، فلم يكن هناك فرصة للتفكير أو اتخاذ قرار مبني على الحسابات، بل على الإدراك بكافة الظروف المحيطة بالحالة المصرية جميعها، كان إدراكا بما شاهدته في صباح اليوم نفسه".

وأضاف "بعد دقيقتين من إذاعة البيان تلقيت اتصالا من وزير الإعلام وقتها، أنس الفقي، ثم اتصالا من رئيس ديوان رئيس الجمهورية، الدكتور زكريا عزمي. سألني أنس الفقي: ما هذا الذي أذيع؟ فأجبته بأنه بيان الجيش. فعاد وسألني، من أتى به؟ فقلت ببساطة أنه جاء من القوات المسلحة. ثم سألني مجددا: لماذا لم تبلغنا بهذا البيان قبل إذاعته؟ فكانت إجابتي بأن هذا هو عملي الذي أقوم به وفقا لتقديري بشكل مستمر، ولم أظن أنه كان يجب إبلاغكم بما يحوي البيان. وكان يجلس بجانبه الدكتور زكريا عزمي، ثم قال لي، إذا تلقيت بيانات أخرى من الجيش فاتصل بنا، وأضاف: "دكتور زكريا يؤكد عليك ألا تذيع أي بيانات للجيش قبل إبلاغنا، ثم اتصل بي زكريا عزمي مباشرة ليطلب مني نفس الطلب، فأعدت له نفس الرد، وبدا واضحا على نبرة الدكتور زكريا الغضب من الموقف".

وأكد المناوي، أن "مبارك هو من أقنع نفسه بالقرار، ولو عدنا لهذا الزمن نجد إنه اتخذ القرار دون وجود أحد من المساعدين أو المستشارين، وأبلغ قراره لوزير الدفاع وقتها، المشير محمد حسين طنطاوي"، مشيرًا "تم إذاعة بيان التنحي عقب وصوله إلى مدينة شرم الشيخ مع عائلته حيث إنه في الساعة الثانية عشر ظهرا يوم إذاعة بيان التنحي علمت أنه يجهز نفسه للسفر إلى شرم الشيخ، وكان هناك حديث عن أنه سيلقي خطاب التنحي بنفسه، وانتظرنا حوالي 4 ساعات بعد تسجيل كلمة التنحي لإذاعتها".

وأضاف "لم تكن هناك رغبة منه، ولكنه كان الترتيب لذلك، ووجد أن ذلك سيحتاج لمزيدا من الوقت فاتفق أن يقوم نائبه عمر سليمان بإلقاء الخطاب بدلا منه بعد أن راجع نص الكلمة مع عمر سليمان ووزير الدفاع حسين طنطاوي هاتفيا، وطلب مبارك منهما التأكد من دستورية وقانونية هذا الانتقال للسلطة، فلم يكن يريد التسبب في أي مشكلات لاحقا، واختاروا عمر سليمان لقراءة البيان بدلا من فرد من الجيش، حتى لا يعطوا انطباعا بأن الرئيس تم عزله بانقلاب عسكري".

وأشار "وصلني البيان عن طريق المتحدث باسم الجيش، اللواء إسماعيل عتمان، كان يرتدي معطفا قصيرا، بسرعه فتحه وأخرج من جيبه الداخلي شيئا ما وهو يقول "معي البيان"، وأبلغني أنه سينتظر حتى تصله أوامر بإذاعته، إذ كانوا في انتظار مغادرة جمال وعلاء وأسرتيهما"، مؤكدا " انتظرنا حوالي من ساعتين لثلاث ساعات، حتى يتأكد سفر بقية العائلة لشرم الشيخ".

وعلى صعيد طريقة تعامل مبارك وأسرته مع المظاهرات التي وصلت إلى القصر قبل يوم واحد من التنحي، قال "كان يشعر بالحزن المشوب بخيبة الأمل، ففي آخر اتصال تم معه كان يشعر بذلك، فلم يتخيل أن الناس لا ترى ولم تعرف ما فعله ولا تدرك حقيقة الأمر، وكان يشعر بحالة من حالات التجني، لكن في نفس الوقت لم يكن هناك إدراك بحجم المخاطر الموجودة".

وأكد أن مبارك كان أكثر تماسكا من جمال مبارك، كان لديه شجاعة ورباطة جأش واضحة، لأنه في يوم التنحي لم يكن موجودا بالقاهرة.

وردا على سؤال كيف كانت تصله خطابات مبارك قبل بيان التنحي، أن "الخطاب الأول راجعت نصه واطلعت عليه عن طريق وزير الإعلام أنس الفقي، الخطاب الثاني اقترحت جزء من النصوص وأوصلتها بطريقة أو بأخرى وكانت أشاهده من مكتبي بالتليفزيون أثناء تسجيله، الثالث كان لدي اقتراح تم صياغته ولم يتم الالتفات له".

 

 

التعليقات