شوية حرية .. الملابس الداخلية للازمة !
Submitted by asmaa.emad on Sun, 06/18/2017 - 12:43خلاص انكشفت النوايا وظهرت التحالفات "على أصلها" وأعلن كل طرف موقفه بوضوح فاقع قاطع ومؤلم أحياناً.
شكراً لقطر!
وخالص الامتنان لـ "اللعيب الأمريكاني" الألعوباني الكبير اللي شجع دول المنطقة التي كانت وضعت رأسها كالنعامة في الرمال لسنوات طويلة وسكتت على قطر ومؤامراتها وطموحها ولعبها في الملابس الداخلية للمنطقة.. بفلوسها!
وانظر لخريطة الشرق الأوسط هذه الأيام وقارنها بخريطة ماقبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، لن تجد فرقاً كبيراً. كل طرف كشف عن انحيازاته تماما كما انقسم العالم ايامها بين المحور والحلفاء، والآن تقف السعودية بحلفائها على ضفة.. وتقف إيران بحلفائها على الضفة الأخرى، وبين الاثنين نحن نتفرج على المحركين الكبار وعلى اللاعبين والمستفيدين، وعلى مواقف وانحيازات من يسددون الفواتير القديمة، وكل طرف يعلن عن موقفه على الملأ، الاتفاقات السرية خرجت للعلن..، من موريشيس والمالديف وجزر القمر وحتى النيجر إلى جانب السعودية، أما العثمانيين الجدد وإيران طبعاً فهما قلبا وقالبا في تحالف الضرورة الى جانب قطر بالمؤن والعتاد والسلاح وحتى الاستعداد لإرسال الجيوش! . وتركيا، الطامح الطامع الكبير، لايمكن ان تكون بعيدة عما يجرى، فأنقرة لن تترك طهران وحدها تلعب في الاقليم مستخدمة قطر عروسة الماريونيت في مواجهة السعودية. تركيا تريد الفوز بالقطعة الأكبر من الكعكة، وهي تعرف أن السعودية سوف تخرج في النهاية إماصفر اليدين أو متعادلة على الأقل في معركتها مع إيران.
أما نجم "الأراب أيدول" الكبير فكل الأنباء التي تسربت عن دوره في الكواليس أكدت أنه أشعل فتيل قنبلة الأزمة قبل سفره من الرياض محملاً بالهدايا الملكية، والمؤكد أنه في النهاية سيكون الرابح الأعظم، فهو لن ينسف جسوره مع قطر (رغم الكلمتين الخائبتين عن تمويلها للارهاب)، فهناك في منطقة "العيديد " القطرية أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وأمريكا لن تغامر بمصالحها مع أخلص عملائها بالمنطقة علشان خاطر عيون السعودية ، مهما كانت الاغراءات. تويتة وتصريح بكلمات مبهمة من الرئيس ووزير خارجيته تكفيان لذر الرماء في العيون وواشنطن هي المستفيدالكبير، ومشروع الشرق الأوسط الجديد سيعود من جديد على أنقاض أخطر حرب مذهبية تشهدها المنطقة في التاريخ الحديث:
حرب الشيعة والسنة!
أصل الحكاية وفصلها، وأولها وآخرها، هو الصراع القديم الجديد المستمر بين السنة والشيعة، وهو الصراع الذي تبددت فيه المليارات على السلاح والمؤامرات وإنشاء التنظيمات واطلاق الارهابيين واهدار الملايين على قنوات فضائية وصحف ومطبوعات ومؤتمرات كلها في صراع تاريخي محتدم بين السنة والشيعة، بين الرياض وطهران. وما شهداه من فترات هدوء وتهدئة كانت كلها أكاذيب صغيرة ونفاق على درب طريق طويل من الشقاق العقائدي الأزلي عمره أكثر من 14 قرناُ!.
ولعل خطبة الجمعة الأخيرة لخطيب قيل أنه سعودي أو أردني في مكة المكرمة والتي انتشرت كما النار على مواقع التواصل كفيلة بتأكيد أصل الصراع وتوضيح المواقف الكاشفة للأزمة التي هي في الأصل دينية.. طائفية.. مذهبية حتى النخاع!، أما ماحولها فهي مجرد تفاصيل صغيرة . وسوف تنتهي الازمة مع قطر بأسرع مما نتخيل لانه خلاف - مهما احتدم عرضي وهامشي ، ولن يهدأ مشعلوا حرائق المذاهب وامراء الطوائف إلا ان يشعلوها حرباً ضروساً ، وعلى مصر والمقيمين خارجها - فقط - مراعاة فروق التوقيت !!.