خبير مالي كبير يدافع عن طارق عامر: رفع الفائدة لن يؤثر على الجنيه

دافع الخبير المالي أحمد بدر الرئيس التنفيذي لاحد البنوك الكبرى بالشرق الأوسط عن قرار طارق عامر برفع الفائدة وهو القرار الذي تعرض لهجوم كبير من اقتصاديين ورجال اعمال ، وابدى بدر تفاؤلا مشروطا بمستقبل الاقتصاد المصري ،و علق على الأوضاع الاقتصادية الراهنة بمصر والسعودية في حوار مهم اجرته معه وكالة بلومبيرج تنشره الحكاية لاهميته في النقاط التالية :

يرى بدر أن السبب الرئيسي وراء إقدام البنك المركزي المصري على اتخاذ قرار رفع سعر الفائدة بمعدل 200 نقطة أساس هو جذب المزيد من تدفقات النقد الأجنبي من خلال تشجيع المستثمرين الأجانب على الإقبال على تجارة الفائدة، وهو ما انعكس بالفعل على أذون الخزانة المصرية التي جذبت استثمارات أجنبية تقدر بحوالي مليار دولار منذ قرار رفع سعر الفائدة. وأضاف بدر أن الحكومة تستهدف من هذا القرار جذب الأموال الساخنة ولتحقيق هذا عليها توفير أدوات مالية ذات عائد مرتفع جذاب للمستثمر الأجنبي مع الإبقاء على قيمة العملة المحلية عند مستويات منخفضة. وأشار بدر في بداية حواره إلى أنه يعي جيدا أن هذا القرار كان بمثابة مفاجأة للسوق وأنه جاء بضغط من مطالبة صندوق النقد الدولي لمصر باتخاذ إجراءات سريعة للسيطرة على مستويات التضخم المرتفعة. وأوضح بدر أنه يعتقد أن الإقدام على رفع سعر الفائدة بنسبة 2% فقط، في ظل اقتصاد دولة يمتلك أقل من 10% من تعداد سكانها حسابات بنكية، لن يكون له أثر كبير على الجنيه، وأن هناك الكثير من الأمور التي ما زالت تنتظر الاقتصاد المصري مثل عودة السياحة ووجود طلب كبير على الدولار الأمريكي والتي من شأنها أن توازن الاقتصاد وقيمة العملة المحلية. وجاءت تصريحات بدر  ردا على سؤاله حول أسباب عدم انعكاس قرار رفع سعر الفائدة على سعر الصرف للجنيه إلى الآن بالرغم من وصول استثمارات الأجانب في أدوات الدين الحكومية المصرية إلى مستويات تاريخية، في ظل استفادة المستثمرين من انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار.

وتعليقا على اتجاهات المستثمرين الحالية بسوق الأسهم في مصر، قال بدر إن المستثمرين ما زالوا يفضلون ويراقبون أسهم قطاع المستهلكين لأنهم يسعون لجني ثمار ما بعد عام 2017 وما بعد مرور فترة التصحيح بالسوق في هذا العام أيضا، كما أن الجنيه يعد رخيص جدا والمستثمرين يعون ذلك جيدا وهو ما يجعل الاستثمار في مصر رخيص بشكل عام. وأضاف أن قطاع البنوك يعد من القطاعات المفضلة أيضا لأنه إذا كنت تراهن على تعافي اقتصاد دولة فإن أول ما سيقع عينيك عليه كمستثمر هو البنوك.

وحول رأيه في حقيقة تضرر قيم تحويلات المصريين العاملين بالخارج، التي تستحوذ على الجزء الأكبر من حساب المعاملات الجارية لمصر، بصورة كبيرة جراء تراجع أسعار النفط قال بدر "إن حقيقة الأمر تشير إلى أن تحويلات المصريين في الخارج لم تنخفض على الإطلاق بل ظلت مستقرة جدا وستظل جزءا أساسيا من دعم حساب المعاملات الجارية لمصر".

وحول حقيقة سعي مصر للسيطرة على مستويات التضخم المرتفعة، قال بدر إن هذه حقيقة وقد بدأنا نشهد تراجع التضخم بالفعل. ولفت بدر إلى وجهة نظر البعض بأن قرار رفع سعر الفائدة، الذي يهدف في الأساس لكبح جماح التضخم، قد جاء متأخرا بعض الشيء لأن التضخم كان بدأ بالفعل في التراجع على أساس شهري، وكان بمثابة مفاجأة إيجابية على حد تعبيره.

وعلق بدر على سوق الأسهم في السعودية (تداول) قائلا إن هناك حالة من الحذر تسيطر على المستثمرين حيال السوق السعودية في انتظار بدء انعكاس آثار برنامج الإصلاح الذي تطبقه السعودية على الاقتصاد. وأوضح أنه وسط ترقب السوق للانضمام المحتمل للسوق السعودي إلى مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة "إم إس سي أي" في عام 2019، فإن المستثمرين الأجانب يتمهلون في الحصول على مراكز بالأسهم السعودية المتوقع أن تكون ذات أوزان كبيرة بمؤشر السوق السعودي حال انضمامه إلى "إم إس سي أي". ويرى بدر أنه من المبكر أن نقول أن السوق بدأ في تسعير هذا الانضمام.

التعليقات