قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إنه بدون ثورة فكرية شاملة نغير طريقة نظرنا للأمور ونوثق اتصالانا بالعالم الحديث، لا يمكن تحقيق التنمية التى نريدها، موضحا أن التنمية لا تقوم على الأساس المادى فقط ولكن تقوم على أساس فكرى ومعنوى.
 
وأضاف الرئيس السيسى فى كلمته باحتفالية ليلة القدر، أننا نحتاج إلى غناء الفكر وثراءه ومرونته بدلا من الضيق، ونحتاج الى تجديد منهج فكرنا ومواجهة الإرهاب وإضعافه، وصولا للقضاء عليه بحيث تنطلق التنمية بسرعة أكبر.
 
وتابع: "بينما نسير على هذا الطريق لتحقيق التنمية لن نغفل على احتياجات شعبنا المعيشية والتنموية وفضلنا أن نواجه مشاكلنا الاقتصادية ونتعامل مع جوهرها لتحقيق سبل المعيشية الكريمة للمصريين، وقطعنا طريقا صعب ونحقق تقدما سريعا".

وتابع السيسى حديثه قائلًا الاحتياطى من النقد الأجنبي ارتفع منذ 2011 بشكل غير مسبوق وهذه مجرد بداية لما نصبو إليه، مؤكدًا أن هذه المؤشرات تطمئن قلوبنا بأننا على الطريق الصحيح، حيث إن حسن التخطيط خلال الفترة الماضية أتاح لمصر رفع صادراتها والاحتياطى النقدى، مؤكدًا أننا مصرون على الاستمرار فى طريق البناء والتقدم ومواجهة كافة التحديات.

وواصل رئيس الجمهورية تصريحاته خلال الاحتفالية مؤكدًا أن التنمية الشاملة فى مصر تحتاج إلى ثورة ثقافية وفكرية لأن التنمية لا تقوم على الجانب المادي فقط، لافتًا إلى أنه كنا ومازلنا فى سباق مع الزمن لتصحيح الاختلال فى الاقتصاد وتحسين سبل المعيشة فى مصر، حيث فضلنا مواجهة مشاكلنا الاقتصادية بكل صراحة وشفافية لتوفير المعيشة الكريمة لأبنائنا.

وأضاف بالقول: "حاولنا نواجه المشاكل بصدق وبأمانة وأى حد فى مكانه مكنش هيعمل كده، وتوكلنا على الله دون التواكل عليه".

ووجه الرئيس كلمة إلى المصرين بصفة عامة والأجهزة الامنية خاصة، قائلا: "انتبهوا.. هذه الفترة بتبقى موسم الشر ووقت الشر وبيحاول أهل الشر ينالوا من استقرارنا وأمننا، وعليكم الانتباه لدور العبادة كلها مساجد وكنائس والمنشأت الحيوية فى الدولة بالكامل لازم ننتبه لها".
 
وشدد على ضرورة الانتباه خلال الفترة القادمة والحفاظ على بلدنا مصر، قائلا: "لازم ننتبه كويس ونكون متيقظين للدفاع عن مقدرتنا وأرجوا نبقى واخدين بالنا وده وقت الشر، والمفروض يحاولوا فى كل مناسبة طيبة يفرحوا هما بطريقتهم بقتلنا وإيذائنا وتدميرنا".

كما دعا السيسي، إلى عدم التفكير فى المصالح الشخصية، وأن يقف الجميع إلى جانب الصالح العام، مضيفًا: "لو تقاطعت مصلحة الناس مع مصلحتى، مش مهم مصلحتى، احنا محتاجين كثير نقف ونتدبر أمرنا ونشوف احنا مين واحنا فين.. أكتر من 50 دولة دلوقتى هما فين؟".
 
مضيفًا: "محتاجين نقف ونشوف احنا بنعمل إيه ونربى ولادنا إزاى ونبتعامل مع الواقع إزاى واحنا ممكن نقول كلام كتير لكن فين الكلام ده وتطبيقه على أرض الواقع".

كما أشاد بدور الأزهر فى محاربة التطرف وتجديد الخطاب الدينى، مضيفا: "سيظل الأزهر مؤسساتنا العملاقة التى نفتخر بها ونؤكد أن هذه المسئولية تقع على عاتق المجتمع بأثره الذى يتعين عليه أن يقف وقفه صادقة مع ذاته ويقرر فيها أن الآوان قد آن للنظر الى المستقبل وبناءه بدلا من التعلق بالماضى".
 
وأكد أنه أن الآوان قد آن حتى يقرر المجتمع نبذ التطرف والانغلاق والانفتاح على العالم فى ثقة وحب وتسامح ورحمة، مضيفًا: "أنا على ثقة مطلقة فى قدرات جميع المؤسسات الدينية ورجال الدين، وثقة فى المجتمع وقواه الحية والناعمة من المفكرين والمثقفين".
 
وأوضح، إن الضلع الثالث من مثلث التقدم الذى تتبعه الحكومة المصرية هو تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة التى تنقلنا من حال إلى حال تحتاج إلى تجديد الخطاب الدينى وإخلاء الدولة من الإرهاب، لافتًا إلى أنه لن نتمكن من تحقيق التنمية التى نصبو إليها إلا من خلال الخطاب الدينى حيث أن فقر الفكر هو الذى يؤثر على تقدم البلاد فنحن نحتاج إلى أن نزيد منهج فكرنا.