بعد قرار النيابة العامة بإخلاء سبيل الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد أيام من تبرئته نهائيا من اتهامات قتل المتظاهرين إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، يبقى السؤال الأهم إلى أين سيذهب مبارك بعد ذلك، إلى مستشفى المعادي أو مستشفى سجن طرة مرة أخرى، أم إلى السعودية لأداء الحج أو حتى العمرة.

التقارير حول صحة مبارك تشير إلى أنه سيقضي أيامه الأخيرة في بيته الذي خصصته له الدولة، وأن صحته العامة تحول دون إمكانية سفره إلى أي مكان بالإضافة إلى أن مبارك يريد أن يفي بتعهداته بأن يموت على أرض مصر، وفي نفس الوقت يستبعد أن تتم إدانة مبارك في القضايا الأخرى المعروضة على القضاء، خاصة أن محاموه تصالحوا مع الدولة في قضية هدايا الأهرام بدفع قيمة تلك الهدايا رغم أن مبارك لم بطلبها أساسا ولم يتسلمها إذ ظلت في حوزة سكرتارية الرئيس.

والقضية الوحيدة التي أدين مبارك فيها هي قصية القصور الرئاسية التي حكم فيها عليه بالسجن ثلاث سنوات مع نجليه علاء وجمال، ووافقت النيابة على طلب محامي مبارك باعتبار فترة الحبس الاحتياطي التي قضاها على ذمة قضية قتل المتظاهرين، وقضت محكمة النقض المصرية في الثاني من مارس ببراءة مبارك بشكل نهائي من تهمة الاشتراك في قتل المتظاهرين.

لكن مبارك لا يزال خاضعا لقرار منعه من السفر الصادر على ذمة تحقيقات تجريها النيابة بتهمة تحقيق كسب غير مشروع.

وكان مبارك، الذي يبلغ الآن 88 عاما، قد أدين في أول محاكمة له عام 2012، بعد عام من تنحيه وحُكم عليه بالسجن المؤبد.

وظل مبارك محتجزا منذ القبض عليه في أبريل 2011 في عدد من المستشفيات، وهو الآن موجود في مستشفى المعادي العسكري.

ونفى مبارك اتهامه بتوجيه أمر بقتل المتظاهرين، مؤكدا أن التاريخ سيحكم عليه بأنه "وطني خدم بلاده مترفعا عن أي مصلحة".

وقد بنت عائلة زوجة الرئيس سوزان ثابت مقابر للأسرة في مصر الجديدة خلف مقابر جنود الكومنولث، وتم دفن محمد أصغر أحفاد مبارك وابن نجله علاء في تلك المقابر، والتي يتوقع أن يدفن فيها مبارك بعد وفاته، وهو قد صمد حتى الآن متغلبا على أمراض خطيرة، حتى حصل على البراءة في أهم القضايا التي حوكم فيها ماعدا قضية القصور الرئاسية التي تم تحريكها ضده أيام حكم الإخوان.

 وأيدت محكمة النقض الحكم الذي أصبح نهائيا، وقام مبارك ونجليه بتمضية مدة الحكم، وقد نفى وأولاده أمام المحكمة اتهامات باستغلال النفوذ وتطوير وتحسين منزله ومنازل أبناؤه على حساب الدولة.

وأقر محاموه بأن أعمال هندسية تمت فى المقار التى يتردد عليها مبارك لتامين الاتصالات.

ويشكل هذا الحكم عائقا أمام تمتع مبارك بجنازة عسكرية وقت رحيله، ولكنه سيظل محتفظا بالأنواط والأوسمة التى حصل عليها طوال فترة عمله فى القوات الجوية والرئاسة.