"الحكاية" تكشف الكارثة.. تجميد الكرة المصرية والمنتخب مُهدد بالإقصاء من تصفيات المونديال

أصبحت الكرة المصرية مُهددة بالإيقاف الدولي، بعد قرار محكمة القضاء الإداري بحل مجلس إدارة الجبلاية برئاسة هاني أبوريدة، بعد الدعوى القضائية التي رفعها الثلاثي ماجدة الهلباوي وعمر هريدي وماجدة محمود، يطالبون فيها ببطلان الانتخابات التي أجريت في 30 أغسطس العام الماضي، بسبب ترشح حازم وسحر الهواري بالرغم من وجود أحكام قضائية عليهما الأمر الذي يُخالف  الدستور والقوانين.
 
وكان اتحاد كرة القدم برئاسة أبوريدة، قد أكد أنه سيتقدم بإستشكال لوقف إيقاف تنفيذ حكم الحل، في الوقت الذي تواجه الكرة المصرية سيناريوهات مشابهة لما حدث في مالي، خصوصًا أن لوائح "فيفا" تمنع القضاء المدني بالتدخل في شئون كرة القدم، كما ترفض تدخل الحكومات في تعيين أو حل الاتحادات الرياضية التي يتم انتخابها من جانب أعضاء الجمعية العمومية.
 
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قد أعلن تجميد نشاط اتحاد كرة القدم المالي بسبب التدخل في شئون من جانب الحسيني أميون جويندو وزير الرياضة في مالي الذي قرر حل اللجنة النفيذية للاتحاد وقام بتعيين لجنة مؤقتة لقيادته حتى يمكن انتخاب مجلس إدارة جديد، ومنحه الفيفا مهلة للتراجع عن هذا القرار لكنه أصر على تنفيذه.
 
وأصبح المنتخب المالى مهددا بالحرمان من المشاركة فى تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2019 والتى ينتافس فيها مع كل من الجابون وبوروندى، كما لن يتمكن من استكمال تصفيات مونديال 2018 فى المجموعة التى تضم كوت ديفوار والجابون والمغرب.
 
وكان حازم إمام عضو اتحاد الكرة، قد طالب بتجميد النشاط الرياضي في مصر، خصوصًا أنها الرياضة المصرية دخلت لأروقة المحاكم وباتت في نفق مظلم، مشيرًا إلى أن أفضل حل لإيقاف رفع القضايا لحل مجالس الإدارات سواء فى الأندية أو اتحاد الكرة هو تجميد النشاط الرياضى لمعاقبة الأفراد الذين يقومون برفع القضايا والزج بالرياضة في ساحات المحاكم.
 
فيما علق مجدي عبدالغني عضو الجبلاية على الحكم القضائي، مؤكدًا أنه لن يترك منصبه إطلاقًا، مشيرًا إلى أن الانتخابات أجريت بناء على لوائح أولمبية ودولية وكان هناك مندوبين من الفيفا في الانتخابات وأقروا بصحة النتيجة، مشيرًا إلى أن الكرة المصرية قد تواجه عواقب وخيمة، الأمر الذي يؤثر على منتخب مصر في تصفيات المونديال وتصفيات كأس أمم إفريقيا.
 
وأضاف عبدالغني:"ما يحدث من جانب عمر هريدي يوحي بأن هناك ثأر بينه وبين اتحاد الكرة، ما يحدث ليس في مصلحة الكرة المصرية، في ظل عدم صدور قانون الرياضة حتى الآن، مشيرًا إلى أنه بذل مجهودًا كبير في الانتخابات ولن يفرط في حقه وسيكمل المدة القانونية، مؤكدًا أن خالد عبدالعزيز وزير الرياضة سيقوم بتعيين نفس المجلس للخروج من تلك الأزمة كما حدث مع النادي الأهلي.
 
فيما قال هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة، أن صدور قرار بحل المجلس يعني أن الكرة المصرية مهددة بالتجميد، مؤكدًا أنه لابد من إيجاد حل للقضية التي رفعها الثلاثي ضد المجلس والتي صدر فيها حكم قضائي ببطلان الانتخابات مشيرًا إلى أن "فيفا" لا يعترف إطلاقًا بالدعاوى القضائية المنظورة أمام محاكم الدول والتي ينتج عنها أحكام مدنية بصرف النظر عن نتائجها.
 
وأكد المحامي عمر هريدي، صاحب دعوى بطلان انتخابات اتحاد الكرة، أن الـ«فيفا» لن يقبل على خطوة تجميد نشاط كرة القدم المصرية، لأن قرار المحكمة هنا جاء مستندًا على مخالفات دستورية وقانونية، وهي امتناع اللجنة المشرفة على انتخابات اتحاد الكرة عن تنفيذ أحكام قضائية باستبعاد بعض المرشحين من العملية الانتخابية، لصدور حكم ضدهم بالسجن، وبالتالي لا تنطبق عليهم شروط الترشح، فالمخالفة هنا تتعلق بصريح القانون، وليس مخالفة بند من بنود لائحة النظام الأساسي باتحاد الكرة وكما هو معلوم فإن القانون يجب اللوائح وليس العكس.
 
أما الدكتور محمد فضل الله، أستاذ القانون واللوائح الرياضة بالجامعة الأمريكية بالإمارات، فقال إن حكم القضاء الإداري بحل اتحاد الكرة، لم يكن مفاجئًا وكان متوقعا، مشيرا إلى أن العقوبة من الفيفا لن تحدث إلا في حالة الشكوى من المجلس الحالي، لافتًا إلى أن الطعن على الانتخابات إذا كان يتعلق بالجوانب الفنية أو الرياضية يكون أمام المحكمة الرياضية، إما إذا كان الأمر يتعلق بالسيادة الوطنية فهذا للقضاء العادي، ونحن هنا أمام حكم قضائى واجب النفاذ والتطبيق.
 
أشار فضل الله ، إلى أن الفيفا لا تستطيع الاعتراض هنا إلا في حالة الشكوى الرسمية فقط من قبل مجلس الجبلاية، ولكن لا يستطيع المجلس أن يفعل ذلك خوفا من الرأى العام، كما أنه من المفترض ألا يلجأ للطعن أمام القضاء العادى لأن ذلك يخالف لوائح الـفيفا، مؤكدًا أن الاتحاد الدولي ليس جهة فصل للطعن على المخالفات المتعلقة بشروط الترشح للانتخابات لأنها من أعمال السيادة الوطنية لذلك ستكون المرجعية النهائية للمحكمة الرياضية الدولية.
 
التعليقات