بوفون ونهاية مريرة لمسيرة دولية امتدت عقدين مع إيطاليا

وضع الحارس المخضرم وقائد المنتخب الإيطالي الأول لكرة القدم، جيانلويجي بوفون، الاثنين نهاية لمسيرة دولية امتدت لعشرين عاما مع الفريق الوطني لبلاده، بعد الإقصاء من بلوغ مونديال روسيا 2018 على يد السويد في الملحق العالمي بالخسارة ذهابا بهدف نظيف والتعادل في سان سيرو بدون أهداف.
 
ومثّل هذا الفشل الذريع نهاية مريرة لمشوار حارس مرمى صنع تاريخا رياضيا لإيطاليا، التي توج معها بطلا للعالم في 2006 بألمانيا.
 
بوفون كان قد أعلن نيته الاعتزال بنهاية الموسم الحالي، لكن خطته كانت مغادرة المنتخب بعد خوض سادس مونديال له بعد فرنسا 1998 وكوريا واليابان 2002 وألمانيا 2006 وجنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014.
 
لكن فريق المدرب جيان بييرو فينتورا عاش واحدة من الليالي الأكثر قسوة في تاريخ "الآتسوري" ليفشل في هز الشباك ويغيب عن الحدث العالمي للمرة الاولى منذ نحو ستة عقود، ويتسبب في اعتزال مبكر لواحد من أعمدة الفريق، القائد بوفون.
 
وكان الحارس الإيطالي الذي يقارب عمره الـ40 عاما هو أول من أدلى بتصريحات عقب المباراة وأول من اعترف بالأخطاء التي ارتكبها كل عناصر الفريق الوطني، قبل أن يؤكد وسط الدموع عن توديعه لقميص "الآتسوري".
 
وإذا كان فينتورا قد تجنب الوقوف أمام الصحافة في المقابلة المعتادة عقب المباريات وفضّل المثول بعدها بـ50 دقيقة في المؤتمر الصحفي، فإن بوفون خرج مباشرة للجماهير وأقر بأنه "أمر مؤسف عدم التأهل للمونديال" قبل أن يؤكد أن "الاعتزال أمر ضروري للجميع" وأن قراره كان "صائبا".
 
انتهت إذن حقبة لاعب تاريخي مع إيطاليا امتدت لعقدين، بمشوار بدأ في عام 1997 وتحديدا في ملحق مماثل للفيفا أمام روسيا للتأهل إلى مونديال فرنسا 1998.
 
ووقتها حجز المنتخب بقيادة تشيزاري برانديللي، بطاقة التأهل لكأس العالم وبدأت معه حقبة طويلة لـ"الآتسوري" مع بوفون، كانت أوج لحظاتها في التاسع من يوليو 2006 ببرلين.
 
وهناك في الملعب الأوليمبي قاد بوفون منتخب بلاده للتتويج بلقب كأس العالم للمرة الرابعة على حساب فرنسا من بوابة ركلات الترجيح (5-3) وذلك بعد التعادل الإيجابي بهدف لمثله، ليرفع كأس العالم ويدون اسمه في سجلات التاريخ.
 
ورغم ذلك، فإن المشوار الدولي لحارس مرمى يوفنتوس مع منتخب بلاده لم يخل من الإحباطات الكبرى، كفشله في التتويج بأمم أوروبا، بخسارته في نهائي نسختي 2000 أمام فرنسا و2012 أمام إسبانيا.
وكان بوفون على بوابة أن يصبح اللاعب الوحيد الذي شارك ست مرات في المونديال، لكن الأداء الكارثي لفريقه حرمه من الانفراد بهذا الرقم.
 
وبهذا يتقاسم بوفون الرقم القياسي في عدد مرات المشاركة بالمونديال (5 مرات) مع كل من لاعب الوسط الألماني لوتار ماتيوس والحارس المكسيكي أنطونيو كارباخال.
 
والليلة الماضية بالتأكيد هي الأكثر سوادا في مشوار بوفون الدولي، لكنها رغم ذلك لن تمحو عطائه وقيادته للمنتخب الإيطالي طوال عقدين من الزمان ساهم خلالها في قيادته للكثير من النجاحات، رغم أنها لا تخلو أيضا من خيبات الأمل.
 
التعليقات