انقلاب زيمبابوى .. هل تمت الإطاحة بموجابى الذى يحكم منذ 40 سنة ؟ !

بعد قرابة 40 عاما من وجوده على سدة الحكم فى زيمبابوى، رفض جنرالات الجيش فى زيمبابوى خطط الرئيس العجوز روبرت موجابى  لتجهيز زوجته للقفز على السلطة بعد اطاحته بنائبه الذى يلقى تأييدا من الجيش، حيث انتشر جنود وآليات الجيش في شوارع العاصمة هراري، في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، وسيطروا على مبنى التلفزيون الرسمي للبلاد والبرلمان.

كما منعوا الموظفين الحكوميين من الوصول لمكاتبهم. وأكد بعض شهود العيان، سماع أصوات إطلاق نار ومدفعية في ضواحي العاصمة، فيما أشارت إحدى وسائل الإعلام إلى سماع نفس الأصوات بالقرب من الاستراحة الخاصة للرئيس روبرت موجابي. وكثرت العديد من الأقاويل حول أسباب هذا التحرك من الجيش، حيث أكد البعض أنه انقلاب عسكري، إلا أن الجيش نفى هذا الأمر، وأكد أن الرئيس موجابي وأسرته في آمان.

يأتي تحرك الجيش بعد اتهام الحزب الحاكم للجنرال كونستانتينو تشوينجا القائد العام للقوات المسلحة بالخيانة في وقت مبكر من هذا اليوم. وأصدر الجيش الزيمبابوي بيانًا قال فيه: إننا "نتعهد بأمن الرئيس وأسرته، ولكننا نستهدف المجرمين المحيطين به فقط الذين تتسبب جرائمهم في معاناة اجتماعية واقتصادية بالبلاد".

وأضاف البيان "بمجرد أن تنتهي مهمتنا سيعود الأمر كما كان عليه"، فيما لم يحدد البيان الأفراد الذين تستهدفهم الحركة، ولم يتضح بعد المسؤول عن تحركات الجيش. وأشارت بعض التقارير إلى أن نائب الرئيس المقال إمرسون منانجاجوا في طريقه للعودة  إلى البلاد بعد تحرك الجيش. وأقال "موجابي" نائبه "منانجاجوا" في الثامن من نوفمبر الجاري، بعد اتهامه بعدم الولاء، ليفر بعدها من البلاد خوفًا من أن يلاحق قضائيًا. وكان ينظر لمنانجاجوا على أنه الخليفة المحتمل للرئيس موجابي البالغ من العمر 93 عامًا، إلا أن الأخير قام بإقالة نائبه لإتاحة الفرصة لزوجته لتولي الحكم خلفًا له.

وتعد جريس موجابي زوجة الرئيس الحالي للبلاد كلمة السر في التطورات التي تشهدها البلاد، حيث ينظر إليها البعض على أنها الحاكم الفعلي للبلاد، خاصة مع تدهور الحالة الصحية لزوجها. وصرحت جريس من قبل إنها طلبت من الرئيس تحديد وريثًا للحكم له، بسبب حالته الصحية، حيث قالت أمام وسائل الإعلام "لقد قلت للرئيس يمكنك أن تترك لي السلطة، اعطني الوظيفة وسوف أقوم بها بشكل جيد لأنني أتمتع بالكفاءة" إلا أن قادة الجيش أبدوا اعتراضهم على تعيين جريس خلفًا لموجابي، وقالوا علانية إنهم لن يسمحوا لشخص لم يقاتل في حرب الاستقلال في السبعينيات بأن يحكم البلاد. وتوترت العلاقة بين منانجاجوا وجريس في الفترة الماضية، بسبب الصراع على خلافة موجابي، حيث تشير أصابع الإتهام لدور "جريس" في إقالة منانجاجوا من منصبه نائبًا للرئيس. واتهم "منانجاجوا" "جريس موجابي" بمحاولة اغتياله عن طريق وضع السم في طعام قُدم له في حفل أقيم الشهر الماضي حيث أصيب بالإعياء الشديد.

وكان عدد من قادة حرب التحرير الذين واجهوا مُلاك الأراضي البيض في السبعينيات، أكدوا في وقت سابق أن "موجابي" خان الثورة. يذكر أن موجابي هو أول رئيس لزيمبابوي بعد انتهاء حرب التحرير حيث تولى منصبه 1987، وأعيد انتخابه عام 1990. من هي جريس موجابي ولدت السيدة الأولى جريس موجابي لأسرة فقيرة في جنوب إفريقيا، وتزوجت من طيار كان يشغل منصب الملحق العسكري في سفارة زيمبابوي بالصين.

وظهرت بعض الشائعات تشير إلى أنها كانت عشيقة "موجابي" أثناء عملها كسكرتيرة شخصية له، على الرغم من ارتباطها بزوجها الأول. وتزوج موجابي وجريس عام 1996، وأنجبت طفلين منه قبل الزواج، في حفل زفاف وصفته الصحف في زيمبابوي بـ"زواج القرن". وكثيرًا ما تعرضت للانتقادات بسبب تبذيرها أثناء التسوق - حيث كشفت صحيفة "التليجراف" البريطانية إلى أن السيدة الأولى أنفقت نحو 125 ألف دولار أمريكي، أثناء جولة تسوق قصيرة في باريس.

وفي أغسطس الماضي، واجهت "جريس" تهم بالاعتداء بالضرب على العارضة جابرييلا إنجلز في جنوب إفريقيا، حيث قالت إنجل: إن "جريس ضربتها بسلك كهربائي ما أدى إلى إصابتها في جبينها". وتسببت تلك الواقعة في أزمة دبلوماسية بين البلدين - حيث طلبت شرطة جنوب أفريقيا من "جريس" تسليم نفسها، ووضعت حرس الحدود في حالة تأهب قصوى لضمان عدم مغادرتها البلاد خِلسة. واستغلت "موجابي" الحصانة الدبلوماسية الممنوحة لها، وغادرت جنوب إفريقيا دون التعرض لها، كما حظرت زيمبابوي الرحلات الجوية التي تنظمها شركة الطيران المملوكة لجنوب أفريقيا.

التعليقات