بالصور.. "الحكاية" ترصد: لماذا تربعت مصر على عرش الإسكواش؟

لم يكن نجاح كلا من نور الشربيني ومحمد الشوربجي في حصد بطولة هونج كونج المفتوحة للإسكواش، إنجازا مفاجئا للعبة الإسكواش في مصر، إذ أن الفراعنة يتفوقون في لعبة الإسكواش على المستوى العالمي، بشكل ملفت للنظر، خاصة إذا قورن ذلك بباقي الألعاب الأخرى.
 
ولعبة الإسكواش من الرياضات ذات الشعبية الكبيرة في مصر والعالم، والتي ظهرت في القرن 19  لأول مرة في إنجلترا ثم بدأت بالانتشار في جميع أنحاء العالم.
 
وقد حقق اللاعبون المصريون بطولات دولية عديدة مكنتهم من التربع على عرش اللعبة في السنوات الأخيرة، متفوقون على كل لاعبي العالم، إذ تصدروا التصنيف العالمي للعشرة الأوائل بـ6 لاعبين، وحصل كلا من نور الشربيني وكريم عبدالجواد ببطولة العالم في 2016، كما فازت الشربيني ببطولة بريطانيا للمرة الأولى في تاريخ مصر، وفاز عبدالجواد ببطولة قطر الدولية، كما فاز محمد الشوربجي بـ6 بطولات كبرى متتالية من أصل 7 بطولات تقام على مدار الموسم.
 
وسابقا كان هناك نجوما باللعبة مثل أحمد برادة وعمرو شبانة وإنجي خير الله سطروا بإنجازاتهم سطورا ساطعة لمصر في هذه اللعبة، حتى أن موقع إسكواش العالمي فرد  تقريرا بعنوان، "مين يقدر يوقف مصر ؟"، وأكد التقرير أن المنتخب المصرى هو الفريق الذى لا يهزم.
 
 
لاعبو مصر ضمن الـ10 الأوائل في تصنيف 2016:
 
احتفظ محمد الشوربجي بصدارة التصنيف العالمي للرجال، ليصبح ثالث مصري يحقق هذا الرقم بعد عمرو شبانة ورامي عاشور، وفي المركز الثاني جاء كريم عبدالجواد، بينما  صعد رامي عاشور للمركز الخامس، ومروان الشوربجي للمركز السادس، ثم علي فرج للمركز السابع، وفي المركز الثامن يأتي عمر مسعد، وحافظت نور الشربيني على  صدارة التصنيف العالمي للسيدات، وارتقت رنيم الوليلي لوصافة التصنيف، ونوران جوهر بالمركز الثالث، كما احتفظت أمنية عبدالقوي بالمركز الثامن.
 
وما يؤكد تفوق مصر بالإسكواش فوز لاعبيه بمعظم جوائز الاتحاد الدولي للعبة بختام الموسم، فحصل محمد الشوربجي على جائزة أفضل لاعب، ونور الشربيني على أفضل لاعبة، ومروان الشوربجي على أفضل لاعب صاعد، ونوران جوهر على أفضل لاعبة صاعدة.
 
أسباب تفوق الإسكواش المصري:
 
يرى خبراء اللعبة أن ما جعل مصر مهيمنة على هذه الرياضة هو المكانة التي تتمتع بها اللعبة في مصر، ووجود قاعدة إسكواش كبيرة بالبلاد، ثم وجود أبطال سابقين يتعلم منهم النشء، فضلا عن السماح للشباب الموهوبين بالتنافس مع كبار اللاعبين، فكل لاعب صاعد أمامه قدوة يسعى ليكون مثله، إضافة إلى وجود مدربين على أعلى مستوى، وسمحت أيضا قواعد اللعبة في مصر لدفع اللاعبين إلى تطوير مستواهم، إذ أن البطولات المصرية تتيح لهم لعب العديد من المباريات أكثر مما هو مسموح به في إنجلترا أو الولايات المتحدة، وبالتالي يمكن للاعب المصري أن يلعب 5 مباريات يوميا، في الوقت الذي لا يتاح فيه للاعبين في أمريكا وبريطانيا غير مباراة واحدة في اليوم.
 
كما أن اتحاد اللعبة في مصر يعمل دائما على خلق أجيالا واعدة للمستقبل في اللعبة، وكذلك بالاحتكاك القوي بمدارس عالمية خلال معسكرات طويلة وتوفير رعاية صحية وطبية للاعبين المصريين، والتعاقد مع عدد من خبراء في اللعبة للإشراف على المنتخبات، وفي مقدمتهم لاعب الإسكواش الأشهر عمرو شبانة، وكذلك توسيع قاعدة ممارسة لعبة الإسكواش على مستوى الجمهورية وإتاحتها في جميع الأندية في مصر بدلا من تركيزها في المناطق الراقية والأندية الكبيرة.
 
 
وفي 2014 كشف تقرير أمريكي لمجلة "ذي أتلانتيك"، الضوء على تفوق المصريين في هذه الرياضة، مرجعة ذلك إلى أنها وصلت عبر الاحتلال البريطاني، فبعد ابتكارها في مدرسة إنجليزية إعدادية في القرن19، إذ انتشرت الرياضة في الإمبراطورية البريطانية، بما فيها مصر، وبنى الإنجليز أندية لضباط الاحتلال في القاهرة والإسكندرية، غير إن الصبية جامعي الكرات المصرين وطاقم الخدم كانوا يمارسون الرياضة في غير أوقات العمل.
 
وتابعت بأن أول بطل دولي عظيم في الإسكواش كان المصري عبدالفتاح باشا عمرو، وهو دبلوماسي بدأ ممارسة اللعبة حينما كان مقيما في لندن، وفاز ببطولة بريطانيا المفتوحة، والتي أصبحت فيما بعد أكبر بطولة دولية للعبة، 6 مرات على التوالي في الثلاثينات من القرن الماضي، كما أن نجاح عمرو ألهم أحد جامعي الكرات في مصر، محمود الكريم، ليجمع 4 ألقاب لبطولة بريطانيا المفتوحة في الأربعينات.
 
وأكدت أيضا أن الرئيس الأسبق حسني مبارك، وهو لاعب إسكواش، روج للرياضة على المستوى القومي، وعندما وصل أحمد برادة إلى نهائيات البطولة التي أقميت في مصر وعمره 19 عاما، فقد هنأه مبارك بشكل شخصي، وهو ما زاد من شعبية الإسكواش.

 

التعليقات