تفاصيل مقال "الجارديان" الذي أغضب "الخارجية"

اهتمت الصحف البريطانية الصادرة، الأحد، بالهجوم الذي تعرض له مسجد الروضة في سيناء، وتناولت الحدث وما تلاه من تطورات بالتحليل والتعليق، وإحدى هذه الصحف كانت "جارديان" البريطانية، التي نشرت مقالا للكاتب سايمون تزدول، أثار استهجان وزارة الخارجية.

وأعرب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، المستشار أحمد أبوزيد، عن الشعور الجارف بالصدمة والغضب جراء المقال، الذي وصفه في تغريدة على موقع "تويتر" بأنه "نموذج صارخ للمعايير المزدوجة وانتهاك لقرار مجلس الأمن 2354 الذي يحظر بشكل واضح تمجيد أو تبرير أو التحريض على أعمال الإرهاب".

والمقال الذي جاء بعنوان "رد القاهرة بالقبضة الحديدية على الهجمات الإرهابية لا ينجح أبدًا"، زعم فيه الكاتب أن رد الرئيس عبدالفتاح السيسي على العدوان "كان متوقعا.

 بعد ساعات من قتل مسلحين مرتبطين بتنظيم داعش 300 شخص أثناء صلاة الجمعة فأرسل السيسي طائرات القوات الجوية للانتقام".

وزعم "تزدول" أن "ما ورد في بيان المتحدث العسكري بشأن نجاح غارات القوات المسلحة في القضاء على بعض المواقع التابعة لمن نفذوا الهجوم على المسجد لم يكن مقنعا، والأمر ليس بهذه البساطة".

وادعى "تزدول" أن "هناك احتمالا بأن تكون المواقع التي قصفت قد اختيرت بعشوائية" دون أن يقدم دليلًا عل ما ساقه.

وانتقد الكاتب تصريح الرئيس السيسي عقب الهجوم ووعهده بالانتقام للشهداء وإعادة الاستقرار والأمن بـ"القوة الغاشمة".

وتطرق الكاتب إلى ما جرى في عهد الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، وكيف استخدم نظامه «القبضة الأمنية في التعامل مع المتشددين الإسلاميين في الصعيد الذين كانوا يستهدفون الأقباط وقوات الأمن، وأدى ذلك إلى تدمير مصادر معيشة الفلاحين، وهو ما جعلهم هدفا سهلا مكّن المتطرفين من اجتذابهم لصفوفهم".

ويقول الكاتب إن سياسة القبضة الحديدية التي استخدمت في سيناء لم تؤد إلى إضعاف المتطرفين بل على العكس هناك احتمال أن تكون صلة ما يعرف بـ"ولاية سيناء" مع تنظيم "داعش" تزداد قوة، فبعد هزيمة التنظيم في سوريا والعراق يبدو أنه يعيد صفوفه في ليبيا وقد يصبح شمال سيناء مقصدا آخر للجهاديين المطرودين.

يذكر أن سايمون تيزدل، كاتب المقال، هو مساعد رئيس التحرير في صحيفة "جارديان" وكاتب عمود الشؤون الخارجية. وكان سابقا كاتب متخصص في الشؤون الأجنبية للصحيفة وعمل أيضا كمحرر أجنبي ومراسل الصحيفة من العاصمة الأمريكية، واشنطن. وفي الفترة من عام 1996 إلى 1998 كان المحرر الأجنبي لمجلة "أوبزرفر" البريطانية المملوكة لمؤسسة "جارديان ميديا جروب".

ولم يكتب "تيزدل" مقالات عن مصر منذ عام 2006، عندما كتب مقالا في "جارديان» بعنوان "مصر ترى أنه هذا ليس وقت الديموقراطية"، انتقد فيه تعامل الرئيس حسني مبارك مع الحركات السياسية مثل كفاية، وبعض الحركات النسوية المطالبة بالمساواة بين الجنسين.

التعليقات