4 ملفات نقلت علاقات موسكو والرياض من الغزل إلى الزيارات الحميمة

شهدت الأيام القليلة الماضية تقاربا ملفتا بين المملكة العربية السعودية وروسيا، تكللت اليوم الخميس، بالزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إلى روسيا كأول ملك سعودي يزور موسكو منذ نشأة علاقات البلدين قبل نحو 9 قرون، رغم الخلافات العميقة بين موسكو والرياض على خلفية الدعم اللامحدود من روسيا للرئيس السورى بشار الأسد، الذى تدعم السعودية جهود الاطاحة به بشتى السبل، اضافة للعلاقات الاستراتيجية بين موسكو وطهران العدو التاريخى للرياض، يضاف لذلك التحول الكبير فى العلاقات بين تركيا وايران من ناحية أخرى، وهو الأمر الذى يضفى مزيدا من التعقيد والحيرة، خاصة وأن تركيا تناصب نظام بشار الأسد العداء وتضع قواتها على حدود سوريا الشمالية، فى الوقت الذى يخوض فيه جنود الحرس الثورى الإيرانى الحرب جنبا إلى جنبا مع الجيش السورى ضد "داعش" وقوات النصرة.

التقارب بين البلدين تظل الكثير من التساؤلات حوله بلا اجابات، وإن كانت هناك 4 عوامل واضحة ساهمت فى نقل العلاقات بين البلدين من حالة الثبات إلى الدفء وتبادل الزيارات، وهى السياسة النفطية والتسليح .
وتأتي ، لتتوج هذا التقارب الاستراتيجي في الملفات كافة، وتوجت اليوم بموافقة السعودية على شراء منظومة اس 500 للدفاع الجوى من روسيا، وتطوي صفحة الخلافات حول بعض النقاط التي يشترك فيها البلدان.

بحسب دراسة أجراها الباحث الاقتصادي السعودي عبدالعزيز بن محمد المقبل ونشرها مركز «سمت» للدراسات، فقد أكدت أن العلاقات السعودية الروسية شهدت تطورا كبيرا في شتى المجالات التعاونية والتنموية، حيث جاءت هذه التطورات نتيجة جهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تدعيم هذه العلاقات الثنائية. وأوضحت الدراسة أن سبيل التقارب مع روسيا جاء في طريق اتفاق سقف الإنتاج النفطي العالمي، وهو ما أفرز تحسنا ملموسا في أسعار النفط، وبالتالي النمو الاقتصادي العالمي، سواء الاقتصادات العظمى، أو الاقتصادات الناشئة.

وأشارت الدراسة إلى أن المواضيع غير النفطية ساعدت في تجاوز وجهات النظر بين البلدين إلى مستويات أكثر عمقا، حيث إن الزيارات التي قام بها الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا اكتسبت أهمية بالغة من حيث المضمون النوعي للاتفاقات التي تم التوقيع عليها خلال زيارته، والتي وضعت آلية أساسية للتنسيق المشترك بين الجانبين على كافة الصعد، مما أثمرت عن أول زيارة تاريخية لملك سلمان إلى الجمهورية الروسية.

بحسب الدراسة، فإن النشأة النفطية الجديدة في روسيا كانت مليئة بالتجارب والمخاطر، لكنها كانت جزءا أساسيا في صنع التركيبة الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية لروسيا، لافتة إلى أن المتأمل في القيادة الروسية اليوم، من خلال قراءة الأسماء القيادية، يدرك تغلغل رجال النفط والغاز الروسي في صلب القرارات الاستراتيجية في الكرملين.

التعليقات