من يكسب انتخابات اليونيسكو.. الحضارة والتاريخ أم المال والرشوة

تجري غدا الأربعاء، الجولة الثالثة لانتخابات منظمة اليونيسكو ، فى ظل تقدم المرشح القطري حمد بن عبد العزيز الكواري بـ٢٠ صوتا بزيادة صوتا واحدا عن الجولة الأولى، والفرنسية اودرية ازولاي ١٣ صوتا بدون تغير فى الأصوات والمرشح الصينى ٥ أصوات واللبنانية فيرا خورى ٣ أصوات بتراجع ٣ أصوات، و٥ اصوات لمرشح فيتنام بزيادة ٣ أصوات عن المرحلة الاولى ، وأذربيجان وحصل مرشحها على صوتين فى المرحلة الأولى وانسحب فى المرحلة الثانية.
وفيما يكثف فريق الحملة الانتخابية لـ"خطاب" كل الجهود لاقناع الفريق اللبنانى بسحب مرشحتها لصالح المرشحة المصرية وهو ما يبدو متعذرا نظرا لخبرة خوري فى العمل داخل المنظمة الدولية ٢٩ عاما، كما فشلت الاتصالات المصرية مع فرنسا والتى شارك فيها وزيري الخارجية المصريين الحالى سامح شكري والأسبق محمد العرابي، فى سحب المرشحة الفرنسية وزيرة الثقافة السابقة فى حكومة الرئيس السابق فرانسوا اولاند، وهى من أصول يهودية مغربية، مما يجعل المنافسة عربية تقريبا فى تلك الانتخابات التى تشهد " تسييسا " واضحا وخاصة على صعيد المواجهة السياسية المصرية القطرية.
وفيما جاءت التعليقات فى مصر معبرة عن خيبة الأمل فى نتائج الجولة الأولى والثانية، فقد تمسك فريق خطاب بالامل فى تغير النتائج فى الجولة الثالثة  اليوم وصولا إلى الجولة الرابعة والأخيرة التى يفوز بها المرشح الأكثر أصواتا دون شرط الأغلبية بخمسين بالمائة +١ كما حدث فى معركة وزير الخارجية الأسبق فاروق حسنى منذ ثمانية أعوام أمام المرشحة البلغارية اريينا بوكوفا رئيسة المنظمة الحالية ، حيث تعادلا بـ ٢٩ صوتا فى الجولة قبل الأخيرة بعد أن حصلت بوكوفا فى الجولة الأولى على ٨ أصوات فقط وتفوز فى النهاية بفارق ٤ أصوات على حسنى.
التعليقات الرسمية المصرية اجمعت على تأثير الأموال القطرية فى توجيه عملية التصويت لصالح مرشحها الذى يقود السباق، على غرار التصويت فى الاتحاد الدولى لكرة القدم الذى أعطى قطر حق تنظيم كاس العالم ٢٠٢٢، وهو ما تحاول الحملة المصرية فى باريس استغلاله في ضوء تسرب تقارير عن رشاوى كبيرة آمنت لقطر تنظيم كاس العالم وأنها تعاود نفس الأساليب، وتشير أصابع الشم الى مواقف غير مفهومة للطول الافريقية التى تمثل ب ١٧ مقعدا ضمن مقاعد االدول التى لها حق التصويت وعددهم ٥٧ مندوبا، على الرغم من تواجد رئيس الاتحاد آلافريقي لمتابعة الانتخابات وضمان تنفيذ قرار الاتحاد بدعم المرشحة المصرية.
ولا يعتبر دور المال وتسييس الانتخابات العنصريين الحاسميين فقط، فقد لعبت الصراعات السياسية فى الداخل دورها فى الخارج من خلال البيان  المشترك الذى وقعت عليه ٧ منظمات حقوقية مصرية، والذى تضمن انتقادات شديدة لسجل مصر فى مجال حقوق الإنسان، وتقارير اخري دولية عن تراجع فى حقوق النساء والتمييز ضد المسيحيين وتخلف نظام التعليم  واهمال الكنوز الآثرية حيث تحوز مصر ثلث اثار العالم المسجلة لدى اليونسيكو، كلها عناصر تم توظيفها بشكل كبير للنيل من المرشحة المصرية التى تحولت فى أوقات كثيرة إلى موقف الدفاع لنفس عشرات الاتهامات، حيث استعانت بشهادات من ممثلي الديانات الثلاث بانضمام رئيسة الطائفة اليهودية فى مصر ماجدة هارون إلى ممثلي الأزهر والكنيسة لدعم مشيرة خطاب، فى إشارة إلى تعايش الأديان الثلاثة فى مصر، فيما تم تقديم أفلام ووثائق تثبت حرص مصر على حماية التراث العالمى من الآثار وبناء أكبر متحف فى العالم للحضارة الفرعونية أولى الحضارات فى التاريخ، وهو أكبر ملف تعتمد عليه خطاب ولكنه لا يبدو كافيا لمصر التى تمتلك ثلث آثار العالم وتمتلك أقدم حضارة فى التاريخ وآثار خالدة شاهدة عليها منذ سبعة آلاف سنة أمام دولة حديثة العهد بالوجود، ولكنها تملك مليارات الدولارات لإنفاقها على تلك المواجهة بين الحضارة والتاريخ والمال والرشاوى السياسية!.

التعليقات