هل تفسد لافتة التصنيف العمرى"12+" و"للكبار فقط" صناعة السينما ؟

أثار قرار التصنيف العمرى للأفلام الجدل والاستياء من قبل القائمين على صناعة السينما ومديرى دور العرض السينمائي، الذين اعتبروا القرار خسارة كبيرة لإيرادات الأفلام؛ حيث فوجئت عائلات كانت متجهة إلى السينما فى عيد الأضحى مثل كل عام للترفيه عن أطفالهم، بوجود لافتات فوق أفيشات الأفلام مكتوب عليها «+١٢»، بناء على قرار من غرفة صناعة السينما بعدم دخول الأطفال أقل من ١٢ عاما، مما أحدث ارتباكا بين العائلات المنتظرة خارج السينمات»
 
البعض قرر مغادرة المكان، والكثير حاول مناقشة رجال الأمن خارج السينما، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل، وتساءلت الجماهير: ما الهدف من منع دخول الأطفال فيلم كوميدي؟ 
ونشبت أزمة بين الرقابة ومديرى دور العرض بسبب اعتراض الرقابة على دخول الأطفال للسينما، وهو ما دفع خالد عبدالجليل، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، بتشديد الرقابة على دور العرض لالتزامهما بالتصنيف العمرى؛ حيث أجرى عدة جولات تفقدية لعدد
من السينمات بوسط البلد، وشدد على ضرورة تطبيق التصنيف العمرى، وإلا سيعرِّض ذلك مديرى دور العرض للمساءلة القانونية.
 
دفع القرار ايضا مديرى ومسئولى بعض دور العرض لمنع الجمهور من غير الفئات العمرية المسموح لها بمشاهدة الأفلام، هذا إلى جانب العائلات التى اشترت تذاكر كى تشاهد الأفلام، لكنهم يفاجأون عند دخولهم القاعات بموظفى السينمات الذين يستعلمون عن عُمر كل فرد سيجلس على مقعد بقاعة السينمات، وعندما يعرفون بأن الأطفال سيكونون برفقة العائلات لمشاهدة الفيلم ضمن نزهة العيد، يمنعونهم من الدخول، مما يضطر الأهالى فى النهاية لإعادة التذاكر، والحصول على المقابل المادى لها.
 
وقال الناقد كمال رمزى إن الأزمة فى فكرة التصنيف العمرى للأفلام لم تكن فى تصنيف الفيلم ولكن فى آلية تنفيذه، مضيفا أن هناك بالفعل أفلاما تتعرض للظل ويتم تطبيق التصنيف العمرى للأفلام عليها كما ينبغى، وذلك لصالح أفلام أخرى قد تكون أكثر ضررا على المشاهد وتم تصنيفها للكبار فقط أو كما يقال عنها "+ 16"، بالتالى الأمر يحتاج من الرقابة على المصنفات الفنية نوعا من الشدة والحزم على دور العرض ولا يتم ترك المسالة فى يد الموزع والمنتج يفعلان ما يحلو لهما فى دور العرض.
 
من جانبه، قال الناقد محمود قاسم إن التصنيف العمرى للأفلام له إيجابياته وسلبياته، مضيفا أن من أهم إيجابياته أن يتم الحفاظ على العمل الفنى كما هو دون الحذف منه، وعلى المشاهد أن يحدد وجهته بناءً على تصنيف الفيلم، ولكن من سلبياته أنه لم يتم تطبيقه بشكل جيد حتى الآن، وهو أمر لابد من إيجاد حلول له حتى يمكن أن نشاهد نتائج إيجابية له على أرض الواقع.
 
وقال الفنان أشرف مصيلحى باعتباره مديرا لإحدى السينمات،  إن هذا القرار يؤثر فى صناعة السينما تأثير سلبيا كبير؛ لأنه سيمنع الأسر من دخولها، لصعوبة ترك أطفالهم فى المنزل. وأبدى دهشته من قرار جهاز الرقابة، وقال: «أتعجب من هذا القرار، كنت أستبشر خيرًا بتطبيق قرار التصنيف العمرى على الأعمال الفنية، دون أن أتوقع أن تكون النتيجة بهذا الشكل».
وعبر مصيلحى عن انزعاجه الشديد من الحملات التى يقوم بها موظفو الرقابة، ومباحث المصنفات الفنية على بعض دور العرض، وتحرير محاضر مخالفة ضد بعض السينمات التى لا تنفذ القرار، معتبرًا أن هذه الإجراءات تمثل خطورة على صناعة السينما التى تعانى بالفعل. وطالب الرقابة بإعادة النظر فى فكرة منع الأطفال من دخول الأفلام، وبخاصة أن سن الـ ١٢ عامًا هى جزء من الجمهور الحقيقى، وسيؤدى منعهم بالضرورة إلى خسارة المنتجين لأموالهم، ومن ثم انصرافهم عن العملية الإنتاجية.
 

 

التعليقات