السيسي يتحرك إقليميا بنجاح .. كيف سيتحرك ترامب ؟

الاجتماع بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي ودونالد ترامب ، يأتى فى اجواء متباينة ، حيث الاوضاع المتوترة للغاية فى كوريا الشمالية وتصاعد الازمة الاميركية مع ايران ، وقد سحبتا الاهتمام الدولى من بقية القضايا الدولية الاخري ، فالحرب فى سوريا توشك على نهايتها بهزيمة داعش والتنظيمات المتطرفة والدول التى راهنت على اسقاط نظام بشار الأسد ، والدول العربية منشغلة بالازمة مع قطر اكثر من اى قضية اخري ، والولايلات المتحدة تريد حشد المجتمع الدولى والدول العربية اولا ضد ايران ، التى اصبحت العدو الاول لمعظم الدول العربية ، فى ظل تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية والصراع مع اسرائيل التى اصبحت تعيش فترة اذدهار فى علاقاتها مع العديد من الدول العربية .

وجاء لقاء الرئيس السيسي برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو فى مقر إقامة السيسي ، مؤشرا على التقارب العربي الاسرائيلي ، رغم عدم وضع علم اسرائيل الى جوار العلم المصري ، الان ان الأجواء لإيجابية طغت على الاجتماع وفقا لـمجلة المصدر الاسرائيلي ، وجاء خطاب الرئيس السيسي امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ودعوته الفلسطينين والاسرائليين الى التوجه نحو السلام واتباع مسيرة السلام المصرية الاسرائيلية" الرائعة "بمثابة رسالة مصرية اخري حول قطرة مصر على رعاية اتفاق سلام جديد فى المنطقة ينهى صراع الشرق الاوسط التاريخي عبر ابرام صفقة القرن . ولابد ان نجاح مصر فى تحقيق خطوات عملية على الارض على طريق توحيد الصف الفلسطينى وترشيد سلوك حركة حماس ، يصب فى مصلحة الموقف المصري الذى يعود لممارسة دور اقليمى نشط .

ونجحت مصر  ايضا فى عزل السياسة القطرية واثبتت ان موقفها ازاء قطر فى دعم التنظيمات الإرهابية والمتطرفة كان صحيحا والنتيجة انضمام السعودية والامارات والبحرين اليها فى هذا الموقف ، اضافة الى الموقف المشترك بين الطول الأربع ضد ايران وهو مايتوافق مع السياسات الاميركية والاسرائيلية ، والتوافق على محاربة التنظيمات الإرهابية مثل داعش وإيقاف طعم تلك التنظيمات التى تحارب فى سوريا ودعم الجهود السياسية لحل الازمة هناك وهو ماتساهم فيه مصر بنجاح عبر العمل مع روسيا وهيئات سورية معتدلة .

فى ظل تلك السياسة المصرية الاقليمية النشطة ، جاء الموقف الاميركى باستقطاع ٣٠٠ مليون دولار من المعونات العسكرية والاقتصادية لمصر ، بسبب تقارير منظمات حقوقية أميركية ودولية حول انتهاكات لحقوق الانسان فى مصر . لتضع العلاقلات المصرية الاميركية فى ازمة ، وسيكون الرئيس ترامب مطالبا بإيضاح المواقف الاميركية المتناقضة من مصر ، واظهار ان الدعم لمصر الذى تحدث عنه كثيرا ليس مجرد كلام ، فى ظل مواقف سلبية من الكونجرس ، ولابد ان هذا التناقض يبكون محل حوار السيسي وترامب اليوم ، حيث ننتظر بصةورة خاصة ماالذى سيقوله ترامب والاهم مالذى سيفعله لحماية العلاقلات الاستراتيجية مع مصر خاصة ان مناورات النجم الساطع الاميركية المصرية ماتزال مستمرة فى الساحل الشمالى الغربي ، وبتبقي معرفة الموقف الحقيقي لترامب ومعرفة مااذا كان جادا وقادرا على تنفيذ تصريحاته ام انه يناور هو الاخر !

التعليقات