كاتب مصري يكشف كيف فجر الاخوان والسلفيون قنبلة حلا شيحة
Monday, August 13, 2018 - 10:34
حلا شيحة.. دع الخلق للخالق
محــمد بغــدادى
ما الذى حدث !!.. فنانة معتزلة قررت أن تعود إلى التمثيل بعد قراءات مستفيضة وتعمق فى شئون دينها على مدى 11 سنة !! ما الذى أزعج السلفيين.. وجماعة "الأخوان المسلمين" إلى هذا الحد؟؟ ولماذا انطلقت كل هذه الهجمات الشرسة على الفنانة حلا شيحا من كل صوب!! .. ولماذا اختزلوا كل أركان الإسلام فى طرحة توضع على الرأس؟؟ .. ولماذا قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن!! وكأنها صبأت عن دينها.. أو أرتدت عن الدين الإسلامى.. وهى المتمسكة بأداء فرائض ربها.. ملتزمة عن يقين بإيمانها بالله وملائكته وكتبه ورسله.. ولا تغفل عن ذكر الله لحظة واحدة.. فكيف ادعت خديجة ابنة القيادى البارز فى تنظيم الإخوان خيرت الشاطر عبر صفحتها على (الفيس بوك) أنها صديقتها وتوأم روحها ــ وهى لا تعرفها !! ــ ودعتها للثبات على دينها.. والعودة من طريق الشيطان.. فالأضواء تنتظرك والشياطين.. ودنيا فانية وفتن كلها شؤم.. وألا تشمت بها الأعداء.. (أى أعداء !!).. وقد عادت لهدوئها النفسى فى احضان عائلتها الدافئة التى حرمت منها قصرا.. وبكى صاحب الفيديو الشهير.. وطالبها بألا تعود للكفر والعصيان.. بالثبات على دينها.. واصفا ماحدث لها بانه فتنة وانتكاسة!!.. أى فتنة.. وأى كفر وعصيان يا مولانا !!
وهكذا دخل السلفيون زكتائب الإخوان فى حالة هستيريا من البكاء ولطم الخدود.. فى مناحة لم نرها منهم تعقيبا على أي جرائم وحشية أرتكبها خفافيش الظلام ضد الأبرياء.. ولم يضبط ــ يوما ما ــ أى واحد منهم متلبسا بالبكاء.. عندما أرتكب السفاحون أبشع الجرائم المخزية ضد الإنسانية.. عندما اغتصبت العصابات الداعشية مئات الفتيات الإيزيديات القاصرات.. وباعوهم فى سوق النخاسة.. وأباحوا لأنفسهم نكاح الجهاد.. وأحرقوا الطيار الأردنى حيا داخل قفص من الحديد.. وأعدموا العشرات ذبحا ونحراً.. أو رميا بالرصاص بتفجير رؤسهم عن قرب.. وتفاخروا عبر الفيديوهات الممنهجة بوحشيتهم.. وقتلوا بدم بارد مئات المصلين من الرجال والأطفال أثناء أداء صلاة الجمعة فى مسجد الروضة.. لماذا يبكى السلفيون والإخوان إذن على منديل رأس تضعه المرأة على رأسها أوتخلعه!! لماذا وضعوا الإسلام كل الإسلام فى كفة.. وحجاب حلا شيحا فى الكفة الأخرى!!
لماذا لا تتركوها فى حالها.. لماذا تصرون على تنغيص حياتها.. واتهامها بالكفر والعصيان.. ما كل هذا الهراء.. ألا تؤمنون بالحرية الشخصية.. بالتأكيد هى حرة فى اتخاذ ما تراه من قرارات تتعلق بمصيرها وحياتها الخاصة.. ولكن الأمر لدي خفافيش الظلام ليس له علاقة مباشرة بحجاب حلا شيحا تحديدا.. ولكن حملة تحجيب الفنانات وتنقيبهن كان ضمن خطة ممنهجة.. أرادوا بها التأكيد على اتساع مساحات سيطرتهم على نجوم المجتمع ونخبته الأكثر شهرةً وبريقا.. ليأكدوا للعامة والبسطاء أن دعواهم وصلت إلى قمة شخصيات المجتمع العامة من المشاهير.. ليزداد رصيدهم من النجاح والسيطرة بعد استقطابهم لتيارهم السياسى لتعزيز سطوتهم على المجتمع.. لهذا يبكون على حجاب حلا شيحا.. ولوخلعت مئات الفتيات الحجاب فى ساعة واحدة ما أزعجهم هذا.. وما حرك لهم سكنا.
لفت انتباهى عبارة ذات دلالة كتبتها الفنانة حلا شيحا على صفحة (الانستجرام) الخاصة يها.. العبارة غاية فى البساطة.. ولكنها شديدة العمق والدلالة.. حين قالت: "دع الخلق للخالق".. بعد أن التزمت الصمت التام.. وأغلقت تليفوناتها.. لتستعيد سكينتها وهدؤها النفسى.. وتسترد أمانها وسلامها الداخلى.. بعيدا عن الصراع الحاد الذى أجهدها.. على مدى سنوات ليست بالقليلة.. فأخذت تقرأ مئات الكتب لتبحث عن صحيح الإسلام .. مظاهره.. وجوهره.. كنت قريبا من صديقى الجميل والد حلا.. الفنان الكبير أحمد شيحا على مدى السنوات الماضية.. وكان يتألم لأن ابنته حلا هاجرت مبتعدة عن حضن عائلتها.. وأن هذا ضد إرادتها.. ولكنه تحلى بالصبر الجميل.. هو ووالدتها السيدة الفاضلة نادية.. هاتفته لأطمئن على ابنته.. فجاء صوته محملا بالفرحة والأسى معا..
قال لى الفنان أحمد شيحا معلقا على ما يدور من لغط شديد:
"حلا خلعت الحجاب من قرارة نفسها.. وبقناعتها الكاملة.. دون تأثير من أحد.. كما تركت الفن واختفت تماما لمدة 11 سنة ظلت خلالها تدرس بعمق أمور دينها.. وتفرغت لأسرتها وتربية أطفالها.. وعندما اكتملت لديها المعرفة الكاملة بدينها.. وأيقنت أن هذا لا دخل له بعلاقتها برب العالمين.. وطوال فترة اعتزالها لم تقل مطلقا أن الفن حرام.. ولم تناقش هذا الأمر مطلقا".. وانتقد شيحا جماعة الأخوان وحلفائها والتيارات السلفية.. بسبب مزاعمهم عن علاقتهم بابنته قائلا :"الحكاية أن جماعة الإخوان الإرهابية يروجون أن حلا كانت على علاقة بهم من أجل تدمير الظهير المصرى الذى يحب ابنتى ويلفقون لها تهم هى بريئة منها كاملة.. فحلا مصرية ابنة مصري حتى النخاع.. وكلام خديجة الشاطر لا اساس له من الصحة".. وبهذا التصريح.. يجب أن تصمت كل الأصوات.. وليدعوا الخلق للخالق.. لعلها تستعيد توازنها.. فالله جل جلاله.. "فعال لما يريد".
(جريدة الأهرام )
التعليقات