"البث المباشر".. سلاح الفقراء للهروب من جشع "القنوات المحتكرة"

بدأ القلق يتسرب شيئًا فشيئا إلى القنوات الرياضية التي تبث أهم البطولات بشكل حصري على محطاتها، وذلك في ظل عدم قدرتها على التعامل مع البث المباشر للمباريات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي بدأت في البث بالمجان لمستخدميها،وكان آخرها الصفقة التي أبرمت أمس الثلاثاء، بين «فيسبوك» ورابطة الدوري الإسباني بشأن بث مباريات «الليجا» لمستخدمي فيسبوك في منطقة شبه القارة الآسيوية، والتي تضم دول الهند، وأفغانستان، وبنجلاديش، وبوتان، ونيبال، وجزر المالديف، وسيريلانكا وباكستان في السنوات الثلاث المقبلة.

 

فالبث المباشر للأحداث الرياضية وما يصحابه من إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي بات من التيارات المقبلة التي لا يمكن نكرانها، فتوجه المستخدمين حاليًا هو متابعة المباريات على الأجهزة الإلكترونية الحديثة، وبخاصة هواتف المحمول والأجهزة اللوحية، وتهدف مواقع التواصل الاجتماعي من تلك الصفقات إلى زيادة عدد مستخدميها وإجبار الشركات على إنفاق المزيد من الأموال في الإعلانات، كما ترحب الدوريات العالمية بدورها بتلك الصفقات بحثًا عن زيادة رقعة متابعيها في مختلف أنحاء العالم. وتتعامل المسابقات العالمية مع فكرة أن الجيل الصاعد العاشق للرياضة بشكل عام بات يتعامل مع الأجهزة الحديثة بصورة كبيرة للغاية، وبالتالي تأمل الكثير من الشركات في توفير محتوى رياضي مصحوبا بالإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، لمواكبة التطور الكبير في الحرب الشديدة بين مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون.

 

البداية بدأت فكرة بث الأحداث الرياضية على مواقع التواصل الاجتماعي في عام 2011 عندما قررت شركة «Ultimate Fighting Championship» بث 4 نزالات على موقع فيسبوك، ومن ثم انتشرت الفكرة، فمن التجارب الناجحة في هذا المجال كانت بث مباريات دوري كرة السلة الأمريكي "NBA" وكرة القدم الأمريكية "NFL" على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم بث المباريات الافتتاحية لعام 2016 لمستخدمي تويتر والبالغ عددهم 800 مليون مستخدم. وفي عام 2017 بدأ موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الدخول على مفاوضات من أجل بث مباراة واحدة أسبوعيًا من دوري البيسبول، وتأتي خطوة فيسبوك الأخيرة أمس وسط منافسة شرسة مع العديد من الشركات التكنولوجية في الحصول على حقوق بث بعض الرياضات المختلفة، حيث استحوذت شركة أمازون على حقوق 20 مباراة في الدوري الإنجليزي في الموسم بداية من عام 2019 في بريطانيا، كما حصل «فيسبوك» على حقوق بث مباراة واحدة من الدوري الإسباني والإيطالي أسبوعيًا في بريطانيا.

 

السبب وراء اللجوء لمواقع التواصل الاجتماعي تعتمد بعض الدوريات الكبرى على تشجيع متابعيها على تحميل تطبيق الدوري الخاص على هواتفهم المحمولة للحصول على محتوى حصري، وهو الأمر الذي لم يلق رواجًا كبيرًا، وبالتالي أتت فكرة التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي التي تحظى بشعبية كبيرة وثقة لدى المستخدمين، من أجل الوصول إلى شريحة أكبر من المتابعين.

 

وأشار بحث نشره موقع «wearesocial» العام الماضي إلى أن مشاهدا من كل 2 مشاهدين يتابع المباريات والأحداث الرياضية على مواقع الإنترنت. ففي المستقبل القريب ستلعب مواقع التواصل الاجتماعي دورًا تكميليًا في نقل الأحداث الرياضية، بدلًا من استبدال السبل التقليدية عبر شاشات التلفزيون، ولكن لا يمكن التقليل من أهمية محطات التلفزيون، بعد وصولها إلى عدد كبير من المستخدمين. وهناك مؤشرات كثيرة إلى حدوث ثورة في عالم الإنترنت، وعلى ملاك الحقوق الاستعداد للاعتماد على عدد أقل من متابعي البطولات على شاشات التلفزيون، خاصة أن مواقع التواصل الاجتماعي تبث الأحداث الرياضية بالمجان للمستخدمين.

التعليقات