أجمل مفاجأة من الكينج منير وقعبور في نهاية 2018

يبدو أن عام 2018 وهو يلملم أشيائه استعدادا للرحيل، صعب عليه ما فعله فى أرواحنا ووجداننا، فلم يرض أن يتركنا حزانا أو فى نفسنا غصة على ما سمعناه فيه من فرقعات غنائية كاذبة يقال عنها أغنيات ناجحة، أو أصوات تشبه غربان الملاهي الليلية، مثل "حمو بيكا" و"مجدي شطه"، فأحب 2018 قبل أن يتركنا بلا عودة أن يهدينا ألبومين لأثنين من أهم مطربي العالم العربي، هما "أحمد قعبور، ومحمد منير"، اثنين يجمعهما أشياء كثيرة مشتركة بداية من الميلاد، والتمرد على كل ما هو تقليدي وغير صادق، مرورا بالإنسانية التى تشع من أغنياتهما والتى تجعل العالم أجمل، وصولا للقضايا التى يتناولانها فى أغنياتهما، حيث غنيا وجع الناس، وأحلامهم، وحبهم للحرية، والعدالة الإجتماعية، فمنذ بدايتهما لم يتنازلا عن جوهر القناعات الأساسية التي لها علاقة بالحب، بالعدالة الإنسانية، وبالكرامة الإنسانية، بحلمنا أن نعيش في بلاد مطمئنة على كوكب مطمئن لأن الكوكب كله لم يعد مطمئناً، ولهذا لم يكن غريبا أن يغني قعبور فى ألبومه الجديد "مين عطاك الحق" يخاطب فيها المستبد والظالم الذي يعتقد أنه يمتلك كل الحقيقة وكل المعرفة فيقول له "مين عطاك الحق".
ويغني منير لإستعادة الإنسان الذى غاب عنا جميعا بعد وهم الربيع العربي وهوجة يناير، " وحشني كل ما فيكم / يا ناس حتى أساميكم / ياريت ترجع لنا الأيام / وأسلم على أياديكم / وأشم ريحة الرضا فيها".
ونحن نودع 2018 مصحوبة برغبة شعبية عارمة في كسر "قُلة" ورائها، واستحلاف خليفتها أن تكون على قدر أكبر من الإنسانية والرأفة والرحمة والشفقة، نتمنى أن يكون عام 2019 أرحم وأعطف على وجداننا، وأن يهذب مشاعرنا التى أصابها الأذى طوال 2018 .

التعليقات