زلزال السترات الصفراء يهدد أوروبا

موجات من الغضب العارم تجتاح أوروبا خاصة في فرنسا وهولندا وبلجيكا اليوم السبت، للمطالبة بإقالة الحكومات لتتسلل حركة السترات الصفراء الذين يخرجون للشوارع للأسبوع الرابع على التوالي، إلى عدد من العواصم الأوروبية مطالبة بضرورة تغيير السياسات والانسحاب من الاتحاد الأوروبي وسقوط عشرات المصابين، واعتقال المئات من المتظاهرين لتدق مسمارا جديدا في نعش الاتحاد الأوروبي.
وشارك ما يقرب من 31 ألف متظاهر باحتجاجات "السترات الصفراء"، منهم 8 آلاف بالعاصمة باريس، اليوم السبت، في شتى أنحاء فرنسا، واعتقلت الشرطة الفرنسية 700 شخص على خلفية التظاهرات، وطالب محتجو "السترات الصفراء" بخروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، وسط دعوات باستقالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ونشبت مواجهات عنيفة بين قوات الشرطة الفرنسية والمتظاهرين، حيث استخدمت قوات الأمن الفرنسية الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع ورشاشات المياه الساخنة، ما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين بحالات إغماء، ورد المحتجون برشق قوات الأمن بالحجارة، وأغلقوا عددا من الشوارع وأضرموا النيران، إلى أن أصبحت المواجهات بين الطرفين على شكل كر وفر في العاصمة باريس التي تحولت إلى مدينة أشباح.
وتركزت المواجهات اليوم السبت بين قوات الأمن ومحتجي حركة السترات الصفراء في شارع الشانزليزيه، وقرب القصر الرئاسي الذي حاولوا الزحف نحوه، لكن قوات الأمن منعتهم من ذلك، إلا أنه مع حلول ساعات المساء بدأت التظاهرات تتحول إلى أعمال شغب أحرقت فيها عدد من المركبات.

توقف باريس
وتسببت موجة التظاهرات العارمة في تحول العاصمة الفرنسية باريس إلى مدينة أشباح، حيث أغلقت المتاحف والمتاجر في يوم كان يفترض أن يكون للتسوق في أجواء احتفالية قبيل عيد الميلاد، وأُغلقت أيضا عشرات الشوارع أمام حركة المرور، كما أغلقت متاحف ذات شهرة عالمية مثل متحف أورسيه واللوفر ومركز بومبيدو، إلى جانب برج إيفل.
بلجيكا تنتفض
ولم يتوقف الأمر عند فرنسا، بل وصلت حمى السترات الصفراء إلى بلجيكا، حيث أغلق المحتجون الطريق السريع المؤدي إلى فرنسا، فيما اعتقلت الشرطة البلجيكية نحو 70 شخصًا في العاصمة بروكسل.

وأغلق الحي الذي تقع فيه مقار الهيئات الأوروبية بشكل كامل، قبل أن يتجمع عشرات المحتجين ظهر اليوم في موقعين في بروكسل، حيث أطلقت الشرطة البلجيكية الغاز المسيل للدموع، واستخدمت خراطيم المياه لتفريق متظاهري السترات الصفراء بالقرب من مكاتب الحكومة والبرلمان.

وحطم المتظاهرون لافتات الشوارع وإشارات مرور بالقرب من حاجز للشرطة، بعد منعهم من الوصول إلى مكتب رئيس الوزراء تشارلز ميشيل في العاصمة بروكسل، ورددوا شعارات تطالبه بالاستقالة، بالإضافة إلى تراشق المحتجين مع رجال الشرطة بالحجارة، وأطلقوا عليهم ألعابا نارية، وقالت الشرطة: إن نحو 400 متظاهر تجمعوا في المنطقة، احتجاجا على سياسات الحكومة.

هولندا تنضم
وانضمت هولندا إلى موجات الغضب العارمة التي تسللت إلى القارة الأوروبية أيضا، حيث طالب متظاهرو «السترات الصفراء» الحكومة بتقديم استقالتها، خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدن لاهاي، وأمستردام، وروتردام، حيث ردد المتظاهرون هتافات تطالب باستقالة رئيس الوزراء مارك روته.

وردد المتظاهرون الذين شاركوا في احتجاجات اليوم بعد دعوات مجموعات يمينية، هتافات من قبيل «استقل يا روته»، و«ارحل يا روته»، وانتقدوا موقف الأمم المتحدة من الهجرة، وسياسات الحكومة بشأن قضايا مثل سن التقاعد، وتكاليف الصحة والتعليم، وقضايا الهجرة.

التعليقات