وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على إجازة عقار «فيتراكفى»، كأول دواء فى العالم يمكنه معالجة مرض السرطان من منبعه للكبار والصغار، بحسب ما أفاد مفوض الهيئة الحكومية، وعلى عكس جميع الأدوية السابقة التى كانت تتعامل مع موقع الورم بدلا من المكان الموجود فى الجسم الذى نشأ فيه الورم، يعتمد العقار الجديد على معالجة الطفرات الوراثية للأورام السرطانية، بغض النظر عن نوع المرض أو مكان نشأته.

وقال مفوض الهيئة الأمريكية، سكوت جوتليب، إن «التصديق على إجازة وطرح هذا الدواء خطوة مهمة لعلاج السرطان، لأنه يعالجه من منبعه، ويعالج أساس جينات الأورام السرطانية أيا كان موقع منشئها فى جسم الإنسان»، مؤكداً أن العقار الجديد سيساعد مرضى السرطان للحصول على العلاج المناسب، ويساهم فى علاج أشخاص يعانون من أورام سرطانية مختلفة، ولكن يمتلكون طفرات وراثية مشتركة.

وقال رئيس مركز تطوير الأدوية المبكر فى مركز «ميمورال سلوان كيترينج» للسرطان، فى نيويورك، الدكتور ديفيد هايمان: «تقليديا كان يتم علاج السرطان بناء على أساس مصدر الورم السرطانى، لكن حاليا سيكون العلاج لأى مكان فى الجسم لأنك تعالج الجين الأصلى الذى تسبب فى ظهور الورم».

12d24872-aa35-4dbb-9eaa-11da6679f8b9.jpg

وتمت تجربة الدواء فعليا على سيدة تُدعى آنا بلازا، والتى كانت تعانى من ورم سرطانى، وابنتها ريهانا التى ولدت بنفس الورم فى ذراعها، وتم منح الدواء للطفلة حديثة الولادة يوميا، منذ عام، وفوجئ العلماء بأنه بعد 3 أيام فقط بدأ الورم فى الانكماش، وخلال أشهر تم القضاء على الورم السرطانى بصورة كاملة، ولم يضطر الأطباء إلى قطع ذراع الرضيعة.

وسوف يُطرح الدواء على شكلين، الأول فى هيئة أقراص أو كبسولات، والآخر على هيئة دواء شراب للأطفال بشكل خاص، لكن حتى الآن لايزال هذا الدواء باهظ التكلفة، حيث سيكلف البرنامج العلاجى فى السنة الواحدة أكثر من 393 ألف دولار أمريكى.

وأوضح الدكتور ريتشارد بازدار، مدير مركز الأورام فى هيئة الدواء الأمريكية، أن «ما يقرب من 25% إلى 30% من المرضى الذين يعانون من الأورام السرطانية لديهم طفرات فى الجين».