الأمن الأميركي يعتقل روسية بعد ساعات من لقاء هلسنكي

اعتقلت السلطات الأميركية، أمس الإثنين، 16 يوليو 2018، امرأة روسية قالت عنها وزارة العدل إنها تعيش في واشنطن، وتبلغ من العمر 29 عاماً، بتهمة التآمر للعمل كعميل للحكومة الروسية، بينما كانت تسعى لإقامة علاقات مع مواطنين أميركيين واختراق جماعات سياسية.  وتأتي واقعة القبض على المواطنة الروسية، عقب ساعات من جلسة جمعت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب، في العاصمة الفنلندية هلسنكي.  وشددا بوتين وترمب على عدم صحة ما يشاع حول وجود تدخُّل روسي في الشأن الداخلي الأميركي، كما أكد بوتين أن روسيا لم ولن تقوم بهذا. واختتمت في هلسنكي قمة مباحثات شاملة بين روسيا والولايات المتحدة، وأكد الرئيسان في بداية لقائهما المغلق، الذي استمر أكثر من 4 ساعات، أهمية هذه القمة من أجل بحث العلاقات الثنائية، وكذلك القضايا الدولية المُلحَّة. وذكرت الوزارة، في بيان، أن ماريا بوتينا عملت بتوجيه من مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الروسية يخضع لعقوبات فرضها عليه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية. وأضاف بيان الوزارة أنه تم الاستماع لها أمام القاضية ديبورا روبنسون، في محكمة واشنطن، وفي انتظار أن يتم الاستماع لها في جلسة أخرى في 18 من يوليو الجاري. ويجرّم «قانون العميل الخارجي» في الولايات المتحدة العمل لصالح أية دولة دون إبلاغ النائب العام. وأوردت وزارة العدل الأميركية، في بيانها، أن «بوتينا عملت كعميل خارجي لروسيا داخل الولايات المتحدة من خلال تطوير علاقات مع أشخاص في الولايات المتحدة والتسلل إلى المنظمات التي لها تأثير في السياسة الأميركية، بغرض تعزيز مصالح الاتحاد الروسي»، دون تفاصيل حول هوية هؤلاء الأشخاص أو تلك المنظمات.

فيما أكدت السفارة الروسية في واشنطن أنها تدرس ملابسات اعتقال المواطنة الروسية ماريا بوتينا في الولايات المتحدة، وتبذل كل الجهود لحماية حقوقها. وقال موقع روسيا اليوم: إن السفارة قالت: «نحن على اتصال مع السلطات الأميركية، ونسعى للحصول على إمكانية تواصُل المسؤولين القنصليين مع المواطنة الروسية بهدف حماية حقوقها المشروعة». من جانبه، نفى محامي المواطنة الروسية، نيل دريسكول، قيام موكلته بأي نشاط يهدف إلى التأثير على السياسة الأميركية. وقال: إن «ماريا بوتينا ليست عميلة الاتحاد الروسي، وهي موجودة في الولايات المتحدة بتأشيرة دخول دراسية، وتخرجت قبل فترة في الجامعة الأميركية بواشنطن، وحصلت على درجة الماجستير في مجال العلاقات الدولية»، مشيراً إلى أنها حصلت على تصريح عمل. وأضاف أن الاتهامات المنسوبة إليها مبالغ فيها. وتعليقاً على نبأ اعتقال المواطنة الروسية، قال رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف، إنه «لم يتفاجأ» بذلك، مشيراً إلى أن «الآلة المعادية لروسيا تبدي مقاومة بشتى الوسائل». وأضاف أن ذلك «قد يكون رد فعل آلة الصقور الأميركيين في أجهزة القوة، والتي خرجت عن السيطرة، على نتائج القمة (بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب)».  هذا، وقد أعلنت وزارة العدل الأميركية أمس الإثنين عن اعتقال المواطنة الروسية ماريا بوتينا، التي وجهت إليها تهمة ممارسة نشاط عميل أجنبي لصالح روسيا من دون تسجيل رسمي لدى الوزارة.

التعليقات