العالم يترقب "قمة القرن".. "ترامب وكيم" تحول كبير في العلاقات

يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون في قمة تاريخية تُعقد في سنغافورة في تمام الساعة التاسعة صباحًا بالتوقيت المحلي السنغافوري (الـ3 صباحًا بتوقيت القاهرة)، ليصبح بذلك أول رئيس أمريكي في منصبه يلتقي بزعيم كوري شمالي في تاريخ البلدين.

وتأتي هذه الخطوة بعد حرب كلامية ومشادات وتهديدات بين الجانبين، هددت باحتمالية نشوب حرب عالمية سيكون لها تداعيات خطيرة على العالم بأكمله.

إلا أن التوترات هدأت مع بداية شهر مارس، بعد أن قال مسؤول كوري جنوبي من البيت الأبيض إن زعيم كوريا الشمالية سيمتنع عن أي تجارب إضافية نووية أو صاروخية، وهي التصريحات التي أشادت بها إدارة ترامب، واعتبرتها مؤشرا على تحسن العلاقات بين البلدين، لا سيما وأن بيونج يانج أفرجت عن الأمريكيين الثلاثة المحتجزين وأعادتهم إلى بلادهم بعد زيارة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

ووصل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون إلى سنغافورة أمس الأحد ، وذلك قبيل قمته التاريخية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتم اختيار سنغافورة نظرا لما تتميز به من سمعة جيدة فيما يتعلق بالسيطرة الأمنية والحيادية ، وخبرتها في استضافة اجتماعات دولية رفيعة المستوى ، برزت سنغافورة دائما كخيار جيد لاستضافة المحادثات المقررة الأسبوع المقبل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.

وتعد سنغافورة واحدة من أكثر البلدان أمانا في العالم ، وواحدة من أكثر البلدان تقدما من حيث التكنولوجيا والبنية التحتية والخدمات المصرفية. وأفادت التقارير بأنه تم اختيارها دون سويسرا ومنغوليا والصين لاستضافة القمة التاريخية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية .
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت :" كنا بحاجة إلى مدينة لديها البنية التحتية حتى نتمكن من جلب الكثير من الصحفيين والمسؤولين الحكوميين من أجل عقد اجتماع بهذا الحجم والنطاق والأهمية".

نشرت صحيفة الأوبزرفر مقالا تحليليا كتبه سيمون تيزدل يقول فيه إن الرئيس الأمريكي يعتقد أنه سيكون نجم القمة التي ستجمعه مع الزعيم الكوري الشمالي، ولكن كيم جونج أون له حساباته أيضا.

ويرى الكاتب أن ترامب ربما يكون محظوظا في هذه القمة.

لكن كيم، بحسب الكاتب، ينظر إلى القمة مع ترامب أنها فرصة يأخذ منها مقابلا لحملته من بينها الاستثمار في بلاده ورفع العقوبات الاقتصادية عنها.

ويرى الكاتب أن زعيم كوريا الشمالية سيطالب بداية برفع العقوبات، ثم الاستثمارات والمساعدات الإنسانية، وربما اتفاقية سلام، مقابل تخليه عن البرنامج النووي.

ويذكر بأن كيم تحدى العالم بعدما تولى السلطة عام 2011، ومضى في تسريع تطوير الأسلحة النووية، وأثبت العام الماضي أن صواريخه، يمكنها، نظريا، أن تضرب مدنا أمريكية.

ثم حدث تحول مفاجئ تزامن مع وصول مون جاي إن إلى الرئاسة في كوريا الجنوبية، وهو محام يدافع عن حقوق الإنسان، وله رغبة حقيقية في التواصل مع كوريا الشمالية، عكس الرئيسة السابقة التي خرجت من الباب الضيق.

وتزامن هذا التحول أيضا مع فترة ترامب الرئاسية، وتهديداته "بتدمير" كوريا الشمالية تدميرا كاملا.

 

"الإمبراطور دونالدوس"
ونشرت صحيفة صاندي تايمز مقالا بعنوان: "علينا أن نتعود على الامبراطور دوانلدوس". ويشير الكاتب إلى أن استراتيجية ترامب هي تخويف الصين وأوروبا، قائلا إنها فيما يبدو تؤتي أكلها.

يقول الكاتب نيال فيرغسون أن المراقبين يتابعون كل حركات ترامب وتصريحاته منذ عامين. ويصفه خبراء السياسية الخارجية بأنه "ثور في متجر خزف"، يحطم القواعد التي بني عليها النظام الاقتصاد العالمي، مثلما فعل مع قاعدة عمرها أكثر من 50 عاما وهي أن التجارة الحرة عائداتها أحسن من نظام الحامية الاقتصادية.

ويضيف أنه على الرغم من الحرب التجارية فإن المؤشرات الاقتصادية الأمريكية إيجابية منذ انتخاب ترامب. وهذا لا يعني، حسب الكاتب، أن ترامب عبقرية مهملة . كل ما في الأمر هو الحدس الذي يتمتع به.

ويرى أن فترة رئاسة ترامب قد تكون آخر فرصة لأمريكا لتحاول وقف أو عرقلة صعود نجم الصين.

ويقول إن سياسة ترامب هي تخويف الدول الأقل قوة من الولايات المتحدة. ويتوقع أن الصين تهاب الحرب التجارية، ولم يستطع الأوروبيون مواجهة ترامب بشأن اتفاقية إيران النووية، ولكنهم يتفقون معه سرا بخصوص الصين.

ويضيف أن جميع المؤشرات تدل على تحول الولايات المتحدة من جمهورية إلى امبراطورية. والرئيس الامبراطور يسيطر على النقاش العام بنشر تغريدات طويلة واستفزاز لاعبي كرة القدم الأمريكية، ثم إصدار عفو عن مساجين بطريقة عشوائية.

 

مقابلة مع بشار الأسد
نشرت صحيفة ميل أون صاندي حوارا أجرته، هالة جابر، مع الرئيس السوري، بشار الأسد، في دمشق.

تقول الصحفية إن الرئيس، بشار الأسد، تحدث إليها بلسان الواثق من نفسه، لأن قواته أصبحت تسيطر على العاصمة لأول مرة منذ ست سنوات، بينما تراجعت فصائل المعارضة المسلحة وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية بفضل الدعم الروسي والإيراني.

ويتهم الأسد، في حواره مع الصحيفة، بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا بإطالة عمر الحرب في سوريا، وعرقلة محاولات التسوية بين السوريين.

وعن الهجوم الكيمياوي المزعوم على بلدة دوما، آخر معاقل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، الذي قتل فيه 42 شخصا، بينهم أطفال ظهروا في صور فيديو يعانون من الاختناق، يقول الرئيس السوري إنها عملية ملفقة أعدتها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، لتبرير غاراتها الجوية اللاحقة. ويضيف أن بريطانيا تدعم صراحة مجموعة الخوذات البيضاء التي هي "فرع من تنظيم القاعدة".

ولا يزال الرئيس السوري مصرا على أن هذه الهجوم لم يقع أصلا، ويستشهد بالصحفيين الغربيين الذين زاروا المنطقة، وجهاز المخابرات السورية الذي تقول إن الأمر كله "كذبة". ويطالب الحكومة البريطانية بتقديم الدليل على وقوع الهجوم.

ويرفض الأسد الحديث عن مسؤولية نظامه في الحرب السورية، قائلا بغضب: "إنها مسألة سورية، لا نناقشها مع الغرب، وهو ليس مؤهلا ليقول لنا من يتحمل المسؤولية في سوريا".

ويضيف أن الغرب دعم هذه الحرب منذ البداية ودعم "الإرهابيين|، فالمسؤولية الأولى تعود على الغرب، على حد تعبيره.

التعليقات