كندا تسير على درب واشنطن في محاصرة إرهاب إيران

في تصريحات ساخنة للغاية خلال قمة الدول السبع الكبرى، اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، بأنه "جبان وضعيف" ويقول في السر عكس ما يقوله في العلن.

ترودو ردّ سريعا على هذا الأمر مؤكدا أنه ليس ضعيفا، وأن ما يقوله في السر هو ما يقوله في العلن، وبينما كان يُتوقع أن تتسبب تصريحات ترامب في حالة من الجفاء والعداء بين البلدين، أو المسؤولين فيهما على الأقل، يبدو أن تصريحات الرئيس الأمريكي أحدثت أثرا إيجابيا، وشجعت رئيس وزراء كندا على ألا يكون "جبانا وضعيفا"، يُضاف لأسباب الخلاف سحب ترامب توقيعه على قمة الـ7 الكبار التي استضافتها كندا يومي الخميس والجمعة الماضيين.

التشجيع الذي أحدثه رأي ترامب في "ترودو" يتجلى في الاتجاه من اتخاذ موقف جاد بشأن تجاوزات إيران، والحرس الثوري الإيراني، إذ سارت "أوتاوا" على درب واشنطن، وبدأت فرض عقوبات من جانبها على طهران.

هجوم كندي على إيران

ووفقا للقرار الصادر عن البرلمان الكندي، خلال الساعات الماضية، فإنه وصف قوات الحرس الثوري الإيراني بأنها منظمة إرهابية، وهي مجرد توصية للحكومة الكندية من أجل اتخاذ القرار بشأن تلك القوات التابعة لإيران، حيث جاء قرار البرلمان الكندي على خلفية الأنشطة التأمرية التي تورط فيها نظام الملالي في منطقة الشرق الأوسط.

القرار الكندي جاء تزامنا مع عقوبات شديدة تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران، على خلفية الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، حيث تشير الخطوة التي اتخذتها مندا بأنها توافق على القرار الأمريكي وترفض استمرار الاتفاق النووي مع طهران.

عقوبات كندية على طهران

القرار الكندي أيضا يؤكد توافق الموقف الكندي مع الموقف الخليجي المناهض لأنشطة إيران وحلفائها في المنطقة، فخلال منتصف مايو الماضي، أعلنت دول الخليج فرض عقوبات على عدد من الشخصيات التباعة لحزب الله اللبناني بسبب ارتباطها بإيران، ووضعتهم ضمن قوائم الإرهابيين.

قرار البرلمان الكندي – بحسب ما ذكرت تقارير إعلامية – جاء نتيجة استمرار دعم طهران للعمليات الإرهابية في كافة أنحاء العالم، وبسبب حملة الاعقتلاات التي شنتها طهران ضد مواطنيها خاصة المواطنين الذين حملون الجنسية الإيرانية والكندية، حيث طالب بضرورة الضغط على طهران للإفراج عن السجناء من مزدوجي الجنسية أو من يحملون الإقامة الدائمة في كندا والذين يقبعون في السجون الإيرانية.

توافق كندي أمريكي

القرار الكندي، توافق مع الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، الداعمة لثورة الشعب الإيراني ضد حسن روحانى ونظام خامئي، حيث أوصى البرلمان على وقف المفاوضات لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام طهران، بجانب الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني، في ظل تفاقم الأزمة الإيرانية، وتزايد المعارضة ضدها، وهو ما دعت له الولايات المتحدة الأمريكية عبر تصريحات مايك بومبيو في مؤتمر صحفي قبل أسابيع حول ضرورة أن يدعم المجتمع الدولي الثورة الإيرانية ضد إيران، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تساند الشعب الإيراني في ثورته، وهو ذات التوجه الذي ذهب إليه البرلمان الكندي.

 

التعليقات