قبل موقعة الفراعنة.. نضج لويس سواريز مفتاح تألق أوروجواي في المونديال

يمر المهاجم الأوروجوائي لويس سواريز بفترة من النضج الكروي دفعته لتقديم موسم قوي مع نادية برشلونة الإسباني، وها هو يتطلع للمشاركة مع منتخب بلاده في مونديال روسيا 2018 ، لمحاولة محو الآثار السلبية التي خلفها سلوكه غير الرياضي في مونديال البرازيل قبل أربع سنوات عندما قام بعض جورجيو كيليني، مدافع منتخب إيطاليا، والذي كلفه الإيقاف لعدة أشهر، ولكنه الآن بات لاعبا مختلفا.
وليس أي شخص من يقول هذه الكلمات، ولكنه "المايسترو" أوسكار واشنطن تاباريز، المدير الفني المخضرم لأوروجواي، والذي يعد أحد "حكماء" هذا العصر في عالم الساحرة المستديرة.
وبنبرة متقطعة، ولكنها مباشرة وواضحة في نفس الوقت، حلل تاباريز حالة نجم "السيليستي" الأول ومرجعيته الهجومية، إلى جانب إدينسون كافاني، حيث لم يبد أي شكوك عند سؤاله حول مدى نضج الـ"القناص".
وقال تاباريز "فيما يتعلق بالنضج... فليس لدي أدنى شك في هذا الأمر.أعرف لويس منذ وقت طويل. منذ أن كان في منتخب الشباب دون 20 عاما في 2007. لقد نافس في مونديال كندا، وسجل الهدف الأول في البطولة، وكان عمره حينها 18 عاما. لقد نضج كثيرا".
وأضاف "ما حدث في البرازيل هو جزء من الحقيقة، وأثر كثيرا في نضوجه، وسلوكه خارج الملعب، وفي شخصيته العائلية والشخصية، أيضا. لقد استعد ذهنيا للمونديال، وأعتقد أنه يستجيب إلى ما أعرفه عن لويس، الذي إلى جانب كونه لاعب كبير، فهو ذكي للغاية. إنه يخوض هذا المونديال وهو في كامل نضجه".
ويبدو أن ما حدث مع كيليني في مونديال البرازيل بات جزءا من الماضي في مسيرة صاحب الـ31 عاما، حيث بات شخصا آخر ويدرك أنه لا يمكنه في الوقت الحالي ارتكاب مثل هذه الأخطاء.
ولم تكن "عضة" كيليني هي الوحيدة في مسيرة الهداف التاريخي لـ"السيليستي"، إلا أن سواريز له سوابق عديدة في هذا الأمر، ففي 2010 عندما كان ضمن صفوف أياكس أمستردام الهولندي قام بعض عثمان بقال لاعب أيندهوفن الهولندي.
وبعدها بثلاث سنوات، وعلى الرغم من تغيير الأجواء والانتقال للملاعب الإنجليزية عبر بوابة ليفربول، إلا أن سواريز لم يتمكن من التخلص من هذه العادة السيئة وخلال مباراة بالدوري الإنجليزي أمام تشيلسي، قام بعض مدافع "البلوز" برانيسلاف إيفانوفيتش، ليتم إيقافه عشر مباريات من قبل الاتحاد الإنجليزي.
وعلى الرغم من غيابه عن أول خمس مواجهات لـ"الريدز" في موسم (2013-14)، إلا أنه أنهى المسابقة في صدارة الهدافين برصيد 31 هدفا.
وجاء وقت المونديال وبدأ الجميع في الاستعداد، وكان سواريز أحد هؤلاء اللاعبين الذين كانوا يتمتعوا بحالة فنية رائعة في ذاك التوقيت ولكنه غاب عن مباراة الافتتاح حينها بسبب الإصابة، قبل أن يعود ويسجل هدفين في شباك إنجلترا، ثم جاءت المباراة الختامية في دور الافتتاح لتعيد للأذهان الوجه الآخر "السيء" لسواريز.
لم يستطع سواريز التخلي عن عادة "العض" وكان ضحيتها تلك المرة كيليني، والتي تسببت في حرمانه من المشاركة مع منتخب بلاده في ثمن النهائي أمام كولومبيا والتي كانت الأخيرة له ولمنتخب بلاده في البطولة.
إلا أنه يبدو أن السنوات الماضية أثرت كثيرا في نضج سواريز والخبرات التي اكتسبها من اللعب بصفوف فريق كبير بحجم "البلاوجرانا" أكسبته الكثير من الهدوء داخل الملعب وفي أصعب الأوقات، وهي النقاط التي بالطبع يحتاجها المنتخب الأوروجوائي الذي يدخل مونديال روسيا بعناصر كثيرة من الشباب التي تحتاج للاعب بخبرات سواريز ليأخذ بيدها في مثل هذا المحفل الكبير.
التعليقات