في دراسة طبية جديدة، حذر فريق بحثي من أن معجون الأسنان قد يساهم في مقاومة جسم الإنسان للمضادات الحيوية.

الدراسة التي نشرت في مجلة «البيئة الدولية»، قالت إن أحد المكونات الشائعة المتواجدة في معجون الأسنان وغسيل اليد، قد يزيد من انتشار مقاومة المضادات الحيوية، نظرا لاحتوائهما على مركب يعرف باسم «تريكلوزان»، والمستخدم في أكثر من 2000 من منتجات العناية الشخصية بصورة يومية تقريبا.

و«تريكلوزان» من المواد المضادة للبكتيريا التي توجد داخل المئات من مستحضرات التنظيف المنزلية ومستحضرات العناية بالنظافة الشخصية، وأثبتت دراسات دورها في رفع فرص الإصابة بالسرطان وتليف الكبد وزيادة حجم الأورام على المدى البعيد، وكما ربطت الدراسات السابقة بينها وببن الإصابة بالمشاكل الصحية المختلفة ومنها حدوث مقاومة الجسم للمضادات الحيوية.

ويقول باحثون، أن هذه المادة المضادة للبكتيريا تساهم في تثبيط فاعلية أحد البروتينات الحيوية والمهمة جدًا لتخليص الجسم من السموم والمواد الكيمائية الغريبة داخله، وكرد فعل من الكبد، فإن خلاياه تتكاثر وتتليف، أى تصبح صلبة وتظهر بها الندوب مع مرور الوقت، ومع استمرار التعرض لـ «تريكلوزان» واستمرار تليف خلايا، تصبح الفرصة مواتية جدًا لنمو أورام الكبد.

وبحسب الدكتور جيان هوا جو من جامعة «كوينزلاند» في أستراليا، فإن هذه المواد الكيميائية تستخدم بكميات أكبر على مستوى الحياة اليومية، لذا تنتهي في آخر المطاف بمستويات عالية في تحفيز مقاومة الأدوية المضادات المتعددة».

وقام الفريق البحثي الذي أشرف على الدراسة بالتحقيق فيما إذا كان التعرض لمواد كيميائية لا مضادة للميكروبات ومضادة للميكروبات، مثل «التريكلوسان» له تأثير على إحدى مقاومات المضادات الحيوية على بكتيريا الإشرايكية القولونية أو ما يعرف بجرثومة الأمعاء الغليظة التي تعيش في الأمعاء.

ويحفز «التريكلوسان» المقاومة المتعددة للأدوية المعالجة لجرثومة الأمعاء الغليظ من النوع البرى بعد 30 يوما من التعرض للمادة الكيميائية، عند تركيز 0.2 ملج/لتر (مليجرام لكل لتر)، بحسب نتائج الدراسة.

وأوضح الباحثون، أن هذا الاكتشاف يقدم دليلا قويا على أن «التريكلوسان» الموجود في منتجات العناية الشخصية المستخدمة بصور يومية هو الذي يسرع من انتشار مقاومة المضادات الحيوية.