لماذا طُردت المتحدثة باسم ترامب من أحد المطاعم؟

كتب: 

قالت شبكة سي إن إن الأمريكية، إن الجميع شاهد الأسبوع الماضي، طريقتين مُختلفتين استخدمهما الأمريكيون لتأكيد معارضتهم لسياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان أبطالها مسؤولين بارزين ومديري مطاعم.

حدثت الواقعة الأولى، مساء الثلاثاء الماضي، عندما كانت كريستين نيلسن، وزيرة الأمن الداخلي، تتناول العشاء في مطعم مسكيكي فاخر في العاصمة واشنطن، واحتج مجموعة من المتظاهرين أمام وجهة المطعم الزجاجية، ورددوا عبارات مُسيئة إليها مثل "العار عليك"، وهاجموها بشدة بسبب دفاعها عن فصل الأطفال المهاجرين غير الشرعيين عن ذويهم على الحدود المسكيكية الأمريكية. وقال أحد المتظاهرين لها: "كيف تتناولين عشاءك في مطعم مكسيكي، وأنتِ تشردين العائلات المكسيكية بهذه الطريقة".

أما الواقعة الثانية، فحدثت مساء الجمعة الماضي، عندما طلب صاحب مطعم شهير في فرجينيا من سارة هكابي ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض بمنتهى الأدب من أن تغادر المطعم في هدوء، لأنه يرفض دفاعها عن ترامب وسياسته.

وتقول (سي إن إن) إن الرئيس الأمريكي في لحظة صراحة نادرة أخبر مؤيديه، منذ الأسابيع القليلة الماضية، أن معارضيه ليسوا غاضبين فقط، ولكنهم غاضبون جدًا جدًا.

وتوضح الشبكة الأمريكية أن عددًا كبيرًا من الأمريكيين يرون ترامب تهديدًا كبيرًا للولايات المتحدة، ما يجعل طرد المسؤولين البارزين في إداراته من المطاعم أو الأماكن العامة أمرًا طبيعيًا وليس مُستغربًا، مُشيرة إلى أن مسؤولي إدارة ترامب الذين يدافعون عن سياساته المتعصبة، وكذبه وتشويهه لصورة الأقليات، متواطئون فيما يفعله نوعًا ما، لأنهم قرروا القيام بذلك بحرية كاملة، ولم يجبرهم الرئيس الأمريكي على الانضمام إليه.

وحسب سي إن إن، فإن الأمر لا يتعلق بمطالبة شخص ما بمغادرة مطعم أو الهجوم عليه لفظيًا لأنهم جمهوريون أو محافظون، ولكن الأمر يتعلق في هذه الحالة باستهداف أشخاص شاركوا بشكل علني في صياغة سياسات ترامب غير الاخلاقية ودافعوا عنها.

وأوضحت الشبكة الأمريكية أن الأشخاص الذين اعترضوا عشاء وزيرة الأمن الداخلي لم يصرخوا فيها قائلين "اخرجي من المطعم لأنك تنتمين إلى الحزب الجمهوري"، ولكنهم فعلوا ذلك اعتراضًا على دعمها لسياسة الرئيس الأمريكي بفصل العائلات، وقالوا لها عبارات مثل: "هل تسمعين صوت بكاء الأطفال؟"، و"إذا لم يتناول الأطفال طعامهم في سلام، لن تتناولي طعامك في سلام".

ومن جانبها، قالت ستيفاني ويلكينسون، مالكة مطعم ريد هن التي طالبت سارة ساندرز بمغادرة المكان في هدوء، للصحافة السبت الماضي إنها لم تكن ترغب في مواجهة المسؤولة الأمريكية، وأضافت: "لدي عمل وأريده ينتعش، ولكني شعرت بأنها واحدة من هؤلاء الأشخاص الذين يتخذون قرارات ينتج عنها جو غير مُريح، وكنت مضطرة لفعل ذلك للشعور بأني أحافظ على القيم الأمريكية".

وأوضحت ويلكينسون أنها في البداية تحدثت مع العاملين في المطعم والذين يرفضون تماما دافع ساندرز عن قرار الرئيس الأمريكي بمنع المتحولين جنسيًا من الالتحاق بالجيش، ودفاعها عن سياسته بفصل الأطفال عن عائلاتهم المهاجرة، ثم ذهبت إلى طاولتها وأخبرتها بأن المطعم لديه بعض المبادئ والقيم التي يجب التمسك بها مثل الصدق والتعاطف والتعاون، وهي القيم التي لا تتحلى بها إدارة ترامب.

ووفقا لسي إن إن، فإن الواقعتين ليس لهما أي علاقة بسياسات الفصل القديمة في أمريكا مثل طرد السود أو المثليين من المطاعم أو الأماكن العامة، لأن هؤلاء الذين اعترضوا عشاء نيلسن، والسيدة التي طردت ساندرز من المطعم لم يفعلوا ذلك بسبب عرقهما أو نوعهما أو جنسهما، لأنهما مسؤولتان تعملان في إدارة ترامب باختيارهما.​

التعليقات