كأس العالم 2018.. لعنة "البطل" تحرق ألمانيا

أفضى التردد بشأن إعادة هيكلة فريق اعتاد المجد، والإصرار على أشخاص أسيري النجاح، إلى سقوط ألمانيا ضحية للعنة البطل، في مونديال روسيا 2018 الذي ودعه "المانشافت" من الأبواب الخلفية بعد أداء متواضع في دور المجموعات مني خلاله بهزيمتين وفوز وحيد جاء بشق الأنفس.
 
ولم يتمكن الفريق الألماني من الهرب من لعنة البطل التي تحققت أيضا في روسيا للنسخة الثالثة على التوالي، فكان هذا مصير إيطاليا، بطلة نسخة 2006 التي ودعت مونديال جنوب أفريقيا 2010 من دور المجموعات، لتتبعها إسبانيا التي غادرت البرازيل في 2014 وعادت أدراجها مبكرا بعد أن رفعت الكأس قبلها بأربع سنوات في جوهانسبرج.
 
والآن جاء الدور على ألمانيا التي كانت الأقوى في البرازيل لكنها تودع مونديال روسيا الآن من دور المجموعات، لأول مرة في تاريخها.
 
وفشل منتخب "المانشافت" في التأهل إلى دور الـ16 بالمونديال بعدما سقط أمام المكسيك في مباراته الأولى بهدف نظيف، لكنه استفاق في الوقت المحتسب بدلا من الضائع أمام السويد ليكسر حاجز التعادل ويفوز 2-1، قبل أن يهدر العديد من الفرص أمام "الشمشون" الكوري الذي تألق بفضل حارس مرماه، تشو هيون-وو، ليعاقبه بهدفين في الوقت القاتل أيضا من اللقاء.
 
وتماما كما حدث مع مارتشيلو ليبي على رأس الإدارة الفنية لمنتخب إيطاليا في جنوب أفريقيا ومع فيثنتي ديل بوسكي في البرازيل، عجز المدرب يواخيم لوف، الذي يقود الفريق الألماني منذ 2006، عن تجنب الفشل في روسيا.
 
ولم يتمكن "الأتزوري" من تجاوز مجموعة كانت تنافس فيها باراجواي وسلوفاكيا ونيوزيلندا، بينما عجزت إسبانيا عن النجاة أمام هولندا وتشيلي وأستراليا، على الرغم من أنها فازت على الأخيرة، لكنها ودعت البطولة قبل دور الـ16.
 
أحيانا يغيم سحر الانتصار على الواقع ويصر المديرون الفنيون على مد ثقتهم في نفس الفرق التي جعلتهم أبطالا ووصلوا معها إلى المجد.
 
لكن الضربات المتلاحقة التي تعرض لها المنتخب الألماني منذ انطلاق صافرة المونديال، هدمت فكرة لوف الذي كان منصبه غير قابل للنقاش حتى وقت قريب، ليصبح الآن محل تساؤلات.
 
ونذرت ديناميكية اللعب والنتائج بأن الفريق الألماني سيواجه صعوبات، لكن لم يتخيل أحد أن يصل الأمر لكارثة بهذا الحجم.
 
ولم يتمكن لوف من استشعار الخطر ووجه أنظاره نحو فريقه دون أن يجد ضالته. وكان ثلاثة لاعبين فقط إلى جانب حارس المرمى نوير، أساسيين في المباريات الثلاث التي خاضها "المانشافت" في روسيا: الظهير جوشوا كيميتش ولاعب الوسط توني كروس والمهاجم تيمو فيرنر.
 
وأصر المدرب الألماني على حارس بايرن ميونخ المخضرم وصاحب الـ32 عاما، رغم أن الإصابة أبعدته عن الملاعب طوال الموسم تقريبا، ولم يعر اهتماما للمستوى العالي لحارس عرين برشلونة، مارك-أندريه تير شتيجن، الأمر الذي انعكس بشكل واضح في نتائج الماكينات الألمانية خلال مشاركتها القصيرة في هذا المونديال.
 
وأثارت مراهنة لوف على نوير العديد من التساؤلات، وكذلك استبعاده للاعب مانشستر سيتي، ليروي ساني، في قرار غير مفهوم أيضا.
 
ووضع المدرب ثقته العمياء في لاعبيه المعتادين: مسعود أوزيل وتوماس مولر وماركو ريوس وجوليان دراكسلر وسامي خضيرة، اللاعبين الذين يشعرون بأكبر قدر من الإحباط.
 
وبدى جيروم بواتينج وماتس هوملز اللذين أوشكا على دخول نادي الـ30 عاما، ضعفاء دون قدرة على رد الفعل أو مساعدة من لاعبي الوسط، وفي الهجوم، راهن لوف على فيرنر الذي لم يكن على مستوى التوقعات.
التعليقات