قصة استطلاع رأي "روسيا اليوم" المستفز.. مصر تتوعد واستدعاء المسؤولين

عادت أزمة حلايب وشلاتين إلى الصورة مجددًا، بعد استطلاع رأي مستفز وغريب من جانب موقع روسيا اليوم، حول تبعية مثلث حلايب لمصر أول السودان، على إثره تم إعلان إلغاء وزير الخارجية المصري حوارا مع موقع روسيا اليوم.

وأعلنت الهيئة العامة للاستعلامات عن "أسفها وإدانتها الشديدين" لقيام موقع "روسيا اليوم" بنشر استطلاع للرأي لمتصفحيه حول تبعية مثلث حلايب، لمصر أو للسودان.

وجاء في بيان الهيئة: "تبدي الهيئة العامة للاستعلامات أسفها وإدانتها الشديدين لقيام موقع "روسيا اليوم" بنشر استطلاع للرأي لمتصفحيه حول تبعية مثلث حلايب، لمصر أو للسودان".

وأضافت الهيئة: "تعلم الهيئة الرأي العام المصري، أنه فور نشر هذا الاستطلاع المسيء والمستفز للحقائق الثابتة وللعلاقات الراسخة بين الدول الشقيقة والصديقة، بدأ التشاور بينها وبين الجهات المصرية المختصة وعلى رأسها وزارة الخارجية المصرية، للاتفاق على الخطوات والإجراءات التي سيتم اتخاذها في مواجهة هذا الخروج عن التقاليد الإعلامية المهنية واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها".

وأكد البيان: "حتى يتم إعلان هذه الخطوات والإجراءات، فقد قررت هيئة الاستعلامات استدعاء المسئولين المعتمدين لديها عن مكتب "روسيا اليوم" في مصر صباح اليوم السبت 12 مايو، لإبلاغهم برفض مصر التام وإدانتها الكاملة لطرح ما يخص سيادتها ووحدة أراضيها بتلك الطريقة، والتعرف منهم على ملابسات نشره تمهيداً لاتخاذ الخطوات والإجراءات المشار إليها سابقاً".
وتؤكد مصر دائما "أن حلايب وشلاتين أراض مصرية وتخضع للسيادة المصرية".
أما وزارة الخارجية المصرية فقد أوضح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسمها، أن الوزارة تواصلت صباح السبت، مع الجانب الروسى للإعراب عن استنكارها الشديد للاستطلاع الذى قامت به القناة التابعة للحكومة الروسية حول حلايب، وطلبت تفسير عاجل لهذا الإجراء المرفوض.

جاء ذلك رداً على استفسار عدد من المحررين الدبلوماسين عن موقف مصر من استطلاع الرأى الذى أجرته قناة روسيا اليوم على موقعها الإلكترونى أمس الجمعة بشأن حلايب.

وكشف المتحدث باسم الخارجية، أن سامح شكرى قرر إلغاء حوار كان مقررا أن يجريه مع قناة روسيا اليوم صباح السبت بمناسبة انعقاد اجتماعات وزراء الخارجية والدفاع بين مصر وروسيا (صيغة 2+2) فى موسكو يوم الاثنين المقبل، وذلك على خلفية الاستطلاع المشار إليه.

فيما أدان الكاتب الصحفى عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام،  قيام موقع "روسيا اليوم" بنشر استطلاع للرأى، حول تبعية مثلث حلايب وشلاتين لمصر أم للسودان.

وأوضح أن هذا الاستطلاع يعتبر سقطة مهنية جسيمة تعبر عن عدم وضوح الرؤية للقائمين على هذا العمل، وخلط فاضح بين العمل المهني والتدخل في شئون الدول الأخرى.
وأكد أن هذا العمل ليس له علاقة بحرية الرأي أو التعبير أو العمل المهني، إنما يمثل تدخلا سافرا في الشئون الداخلية المصرية، ويسهم في زعزعة العلاقات المتينة والمستقرة مع دولة السودان الشقيقة التي يكن لها الشعب المصري كل التقدير والاحترام.
وطالب نقيب الصحفيين، موقع "روسيا اليوم" بسحب هذا الاستطلاع والاعتذار عنه، متسائلًا: "هل يجوز أن تقوم وسيلة إعلامية أو صحفية مصرية بعمل استفتاء حول تبعية القرم أو الشيشان لروسيا؟! وانطلاقا من مبدأ المعاملة بالمثل فإننا نرفض هذا العبث المهني الذي يسير عكس اتجاه تنامي العلاقات المصرية الروسية في مختلف المجالات".
ومن جانبه، أعلن النائب نادر مصطفى أمين سر لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب أن البرلمان ونوابه لن يقبلوا الاستخفاف والهزل فى أمور السيادة المصرية، متسائلا: "هل تقبل روسيا أن يجرى موقع الأهرام فى مصر استفتاءا حول تبعية مدينة موسكو أو أى مدينة روسية حدودية".

وأكد النائب ان البرلمان سيكون له موقف قوى إذا استدعى الأمر، مشيدا بتحرك مؤسسات الدولة المصرية السريع لإعلان الرفض، وطالب النائب المواطنين بعد التعامل بجدية مع ذلك الأمر، وألا يعطوا لها اهتمام، محذرا من الدوافع والأسباب التى قد تكون واقفة خلف ذلك الإجراء من الموقع الروسى.

فيما أكد السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق وعضو لجنة العلاقات الخارجية أنه غير مقبول على الإطلاق أن يتم التعامل مع ذلك الموقف باستطلاع رأى على موقع الكترونى، معلنا رفضه التام لما قام به موقع روسيا اليوم، وحذر من النية الخبيثة من ذلك الأمر والتى قد يكون هدفها الوقيعة بين مصر وروسيا وإشعال الفتنة بين الشعبين المصرى والسودانى.

وكان موقع روسيا اليوم نشر استطلاع رأي حول تبعية  مثلث حلايب لمصر أو السودان أمس، ولاقى الأمر استنكار شديد من المتابعين، خاصة انها تمس أراض مصرية، وتوقع بين بلدين شقيقين.

التعليقات