هل تجوز صلاة التراويح في المنزل؟

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن صلاة التراويح من خصائص شهر رمضان الفضيل، فيبدأ فيها المسلم عند ثبوت رؤية الهلال مستحضرًا فيها الله عز وجل بقلب خاشع واقفًا ذليلًا بين يدي الله داعيًا ربه أن يتجاوز عنه ما قدَّم من سيئات وأن يغفر له ويرحمه.

وأضاف «علام»، في برنامج «مع المفتي»، أنه تجوز صلاة التراويح في المنزل وخاصة لأصحاب الأعذار، وإن كان الأفضل صلاتها في المسجد لمن استطاع لأنها من شعائر الإسلام، وعلى الإمام أن يراعي أحوال الناس فعليه أن يخفف ولا يطيل القراءة أو الصلاة.

وأشار إلى أن التراويح هي جمع الترويحة وقد سميِّت بذلك لاستراحة القوم بعد كل أَربع ركعات، ويتبين أن صلاة التراويح الأفضل فيها أن تكون أكثر مِن ثماني ركعات، وهو ما ذهب إليه جمهور الأئمة والعلماء والمذاهب الفقهية على مر العصور؛ حيث قالوا إن صلاة التراويح عشرون ركعة، ولكنها سنة مؤكدة وليست واجبة، فمَن تركها حُرِم أجرًا عظيمًا، ومَن زاد عليها فلا حرج عليه، ومَن نقص عنها فلا حرج عليه، فلا ينبغي أن ننشغل في هذا الشهر الكريم بإثارة الخلاف في العدد أو تخطئة أحدنا للآخر، بل المنتظر -وهو المهم- أن نخرج من هذه الصلاة وقد ارتاحت قلوبنا وشفيت أمراضنا القلبية، وأن نخرج وقد انزاح الغلُّ والحسد والكراهية من قلوبنا تجاه الآخرين؛ فتلك هي الثمرة الحقيقية لصلاة التراويح ولكل صلاة بطبيعة الحال، فليست العبرة في الكم وإنما في أثر هذا الكم في النفس.

وعن صلاة المرأة للتراويح في المساجد، أوضح مفتي الجمهورية أن المرأة كانت تصلي بالمسجد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فحضور المرأة الصلاةَ ومجالس العلم والذِّكر من الأمور الطيبة التي يجب أن تحرص عليها المرأة في رمضان؛ لكي تستنير في أمور العبادة، وتتعلم به من أحكام الدين ما ينفعها في دنياها وآخرتها، بشرط أن تراعي آداب الخروج إلى المسجد وألا تهمل بيتها وزوجها وأولادها، فقد فتح الله للمرأة المسلمة في رمضان أبواب خير كثيرة شأنها شأن الرجال، فما من عمل صالح تعمله في بيتها أو عملها أو تربية أولادها، وكذلك طاعاتها إلا ولها فيه أجر مضاعف.

وأشار إلى أن إطعام الطعام للنفس وللأهل وللغير من الأمور المحببة في الشرع الشريف وخاصة في هذا الشهر الفضيل، ولكن بلا إسراف أو تبذير، لأنه سلوك سلبي لا يليق بنا نحن المسلمين، فالأولى لمن يسرف ويبذر في هذا الشهر أن ينظر إلى جيرانه وأقاربه وباقي الناس المحتاجين.

وشدد «علام» على ضرورة الابتعاد عن السلوكيات السلبية والامتناع عن تضييع الأوقات في غير المفيد على مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات وغيرها، وأن يحرص فقط على المفيد والنافع وأن ينتهز فرصة هذا الشهر كي يدرب نفسه على الابتعاد عن المعاصي والمحرمات لينال ثواب الشهر الفضيل على أكمل وجه، ولكي يتعود على الطاعة والتصرفات النافعة لما بعد رمضان.

التعليقات