حكاية "ديفيد السوداني" الذي رحل في "مشاجرة موت".. "بنات وخمرة ومخدرات"

في تمام الثالثة من صباح الأربعاء قبل الماضي، ترجل 3 شباب سودانيين مخمورين، في شارع أحمد زكي بعين شمس، وأخذوا يكيلون السباب لكل من يظهر أمامهم من أهالي المنطقة، ويلقون الحجارة على المحلات التجارية، حتى اعترض طريقهم 3 شباب مصريين وجهوا إليهم اللوم، إلى أن احتد النقاش بين الطرفين، ودار بينهما عراك وقع خلاله قتيل سوداني، إثر تلقيه ضربة بـ"قطعة حديدية" على رأسه.

القتيل معروف لدى أهالي الحي بـ"ديفيد السوداني"، عمل منذ قدومه إلى القاهرة رفقة أسرته، في محل قطع غيار سيارات، دون افتعال أي مشكلات مع سكان المنطقة، وظل على تلك الوتيرة على مدار 3 سنوات، حتى تمكن من الالتحاق بمدرسة ثانوية عامة، رغم تخطيه الـ20 سنة، وخلال دراسته تعرف على بعض أصدقاء السوء الذين قادوه نحو تعاطي المخدرات واحتساء الخمور وترك عمله، فسخر حياته للقاء الرفاق وتعاطي الممنوعات، والسير في الشوارع ليًلا، ومعاكسة فتيات الحي. كل هذه التفاصيل كانت مبررًا كافيًا لطَفح كيل الأهالي. "منوال.م" - جار المجني عليه- يروي لمصراوي.

عند شارع أحمد عصمت في عين شمس، يقطن الكثيرون من أصحاب الجنسية السودانية، وأضحوا جيرانًا لكل المصريين بالمنطقة، وافتعال أي أزمة بين الطرفين تكون استثناء، وحالات فردية لا تنوب عن أي اضطراب في علاقات الجود والبهاء التي تجمع بينهما، يشير "منوال" إلى أن تصرفات المجني عليه وصديقيه، ظلت لمدة طائلة، وطوال الوقت حاول أهالي المنطقة تحذيرهم للكف عن أذيه السكان، إلا أنهم لم ينصتون للنصائح.

"عايشين حياة طبيعية، عمرنا ما حسينا إننا أغراب عن البلد"، قالها صاحب الـ21 عامًا، مواصلًا بنفاد صبر:" حاولنا ننصحه كتير لكنه مكنش بيسمع لحد، طول الوقت سارح عشان يدور على مخدرات".

أيد "ياسر.ط"، جار الجاني، حديث "منوال"، وقال إن حال "ديفيد" انقلب رأسًا على عقب بعدما تعرف على بعض أصدقاء السوء من السودانيين، فلم يتحمل الأهالي معاكسة بناتهم طوال الوقت، حتى تبارى أحد شباب الحي "محمد.ع" (الجاني) واثنين آخرين، بإيقاف المجني عليه ورفاقه خلال عبثهم في الشارع مخمورين وقت خلود السكان للنوم، ونصحوهم بالتوقف عن إلقاء الحجارة على المحلات، والكف عن معاكسة الفتيات التي كانت إحداهن شقيقة الجاني، فلم يستجب المجني عليه، ولطم "محمد" على وجه.

على الفور نشبت بينهم حرب شوارع لم تنته إلا حينما استل "محمد" قطعة حديدية، وسدد للمجني عليه ضربة خلف رأسه أفضت إلى موته في الحال. حينما وقع "ديفيد" جثة هامدة على الأرض وسط بركة من الدماء، فَر طرفا الشجار هاربين، وتركوا المجني عليه دون محاولة إنقاذه.

مازال الهدوء مُسيطرا على أجواء شارع أحمد زكي، رغم المشاجرة التي نشبت. جثة "ديفيد" محاطة بالدماء. المحال مُغلقة لا يبقى منها مفتوحًا سوى "مخبز" توجه أحد عماله نحو المجني عليه لاكتشاف موضع الجرح في محاولة لإنقاذه، إلا أنه وجده "قاطع النفس"، فصاح مرددًا: "ديفيد شكله مات.. ألحقونا"، استجاب لصراخه عدد من الأهالي الذين حضروا في عجالة واصطحبوه نحو إحدى مستشفيات عين شمس، لكنه توفى قبل وصوله.

أبلغ المستشفى قسم الشرطة، وحضرت قوة أمنية نحو محل الواقعة لكشف ملابسات الحادث، فتعرفوا على الجاني، وباقي أطراف الشجار من المصريين والسودانيين، وتم عرضهم على النيابة لتقرر حبس "محمد" 4 أيام على ذمة التحقيقات، وجار عرض باقِ المتهمين.

التعليقات