لماذا حذر العلماء من غرق عشرات المدن الساحلية حول العالم القرن المقبل؟

كتب: 

يشكل ارتفاع مستوى سطح البحر، مشكلة حقيقية للحياة على سطح الأرض، حيث يؤدي ذلك إلى انغمار عدد كبير من المدن البحرية بالمياه تماما، حيث يحدث الارتفاع أساسا بسبب زيادة درجة حرارة الأرض، ما يؤدي لذوبان الكتل الجليدية نتيجة ما يسمى بالاحتباس الحراري، حيث تؤكد الدراسات الخاصة بقياس منسوب سطح البحر زيادته بنسبة 20 سم في كل قرن، أو نحو 2 ملم كل سنة.

وفى هذا السياق، أكد مجموعة من العلماء، أن نحو 50 موقعا تاريخيا وثقافيا على ساحل البحر المتوسط ​​معرضة لخطر التدمير والانغمار بالمياه تماما خلال القرن المقبل، مشيرين إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحر يشكل خطرا كبيرا على بحيرة البندقية، وساحل أمالفى، ومدينة بافوس القبرصية، وبيازا ديل دومو، موضحين أن مواقع اليونسكو للتراث العالمى قريبة جدا من المناطق الساحلية، وأنها أصبحت مهددة إلى حد كبير بخطر الفيضانات الشديدة.

وكان فريق من الأكاديميين فى جامعة كيل بألمانيا، بقيادة "لينا ريمان"، أنشئوا قاعدة بيانات خاصة بجميع مواقع اليونسكو المعرضة للخطر، ومن ثم استخدموا نماذج رياضية، للتنبؤ بكيفية تأثير ارتفاع مستويات البحار علي تلك المواقع التاريخية الثقافية، فوجدوا أنه من بين 49 موقعا ساحليا على البحر المتوسط​​، سيكون اثنان فقط فى مأمن من الفيضانات أو التعرية الساحلية بحلول عام 2100. 

فيما كتب المؤلفان فى دراستهما: «مع تزايد مخاطر الأخطار الساحلية، مثل الفيضانات والتعرية، مع ارتفاع منسوب مستوى سطح البحر، فإن عددا كبيرا من مواقع التراث العالمى الساحلية سيتعرض بشكل تدريجى لتلك المخاطر فى المستقبل، مما يهدد القيمة العالمية البارزة للمواقع المتأثرة، كما أنه من المحتمل أن يؤدى ذلك لخسائر فى الإيرادات الاقتصادية بشكل كبير جدا".

كما تبين للعلماء أيضا، أنه من بين 49 موقعا ساحليا تمت دراستها خلال تلك الدراسة، فإن أكثر من ثلاثة أرباعها «37» معرضة لخطر الفيضان الشديد بحلول عام 2100، حيث توقع العلماء زيادة ارتفاع سطح البحر بنسبة 1.3 م القرن المقبل، بينما يرى المعتدلون أن الزيادة قد تنخفض لـ80 سم حال تحكم الإنسان فى استخدام الطاقة، خاصة حال الاعتماد على الطاقة النظيفة.

فيما تشير أغلب التوقعات الخاصة بهذا الشأن، إلى أن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض ستستمر، بل إن وتيرة هذا الارتفاع قد تتسارع يستمر مستوى المحيطات في الارتفاع أيضا، لكن توقع حجم الزيادة بالضبط، فهذا يعد علما غير دقيق، إلا أن الدراسة الحديثة تشير إلى أنه يمكننا توقع أن ارتفاع مستوى المحيطات سيتراوح بين 0,8 متر ومترين بحلول عام 2100، تلك الزيادة التي تكفي لإغراق العديد من المدن الواقعة على امتداد الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية.

 

التعليقات