كيف استعدت مصر لأمطار الأسبوع المقبل؟

 

بعد موجة الطقس السيئ التي تعرضت لها تونس وتسببت في شلل عام بكافة مؤسسات الدولة، تتوقع الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر تعرض البلاد لحالة من عدم استقرار الأحوال الجوية اعتبارا من الإثنين المقبل، وهطول أمطار غزيرة على القاهرة وعدد كبير من المحافظات تكون ذروتها يومي الثلاثاء ولأربعاء المقبلين.

تحذير الهيئة قابله حشد من جانب مؤسسات الدولة لمواجهة موجة الطقس السيئ التي ستضرب معظم أنحاء البلاد، بغرض تلافي حدوث أي تداعيات ناجمة عنها .

هيئة الأرصاد الجوية أهابت بجميع المسئولين في الدولة باتخاذ كافة التدابير اللازمة للحد من الأثار الناجمة عن سوء الأحوال الجوية خاصة فى المحافظات المعنية بتوقعات السيول، حيث كشف الدكتور أحمد عبد العال، رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية، عن تعرض البلاد لحالة من حالات عدم الاستقرار فى الأحوال الجوية اعتبار من الإثنين المقبل 22 أكتوبر الجارى، حيث تتكاثر السحب المنخفضة والمتوسطه يصاحبها سقوط الأمطار متوسطة الشدة على السواحل الشمالية الغربية ومناطق من الوجة البحرى والقاهرة وسيناء وجنوبا على مدينتى حلايب وشلاتين.

وأشار إلى أن هذه الموجة تبلغ ذروتها يومى الثلاثاء والأربعاء المقبلين 23 و 24 أكتوبر،  حيث تكون الأمطار غزيرة ورعدية أحيانا على هذه المناطق، وتصل لحد السيول على سيناء ومدن القناة وسلاسل جبال البحر الأحمر قد تمتد إلى مناطق من جنوب البلاد.

وتنشط الرياح المثيره للرمال والأتربه يوم الإثنين المقبل على سيناء، كما تنشط يوم الأربعاء المقبل 24 أكتوبرعلى شمال البلاد حتى القاهرة وشمال الصعيد مما يؤدى إلى انخفاض الرؤيه الأفقية على الطرق هناك وإلى اضطراب فى حركة الملاحة البحرية على خليج السويس والبحر الأحمر.

 وفي هذا السياق أعلنت مؤسسات الدولة حشد كامل طاقتها لمواجهة موجة الطقس المتوقع أن تتعرض لها البلاد خلال الايام المقبلة، حيث تستعد الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بكافة معداتها وأجهزتها، كما أعدت خطة للتعامل مع السيول والأمطار في المحافظات بالتعاون مع المحافظين.

خطة الشركة جاءت لتلافي أي مشاكل قد تحدث على غرار العام الماضي، حيث تتضمن الخطة مجموعة من المهام بينها الاتصال المباشر مع هيئة الأرصاد وإرسال النشرة الجوية يوميا الخاصة بتوقع حالة الجو كل ثلاث أيام وبناء عليه يتم تحديد مناطق الأمطار إلى قليلة وغزيرة وأماكن أمطار السيول.

خطة الهيئة تقوم أيضا على تنفيذ عملية تطهير "الشنايش" وهى الغرف الموجودة على جانب الطرق لتجميع مياه الأمطار من الشارع ، منبها أن  "الشنايش" تتعرض للانسداد بسبب التراب والممارسات الخاطئة من المواطنين، إذ يتم التعامل معها من خلال تنفيذ خطة التطهير والصيانات.

 

ولفت إلى أن الخطة تتضمن أيضا إنزال 50% من المعدات في الشوارع حتى تكون جاهزة في الأماكن المتوقع سقوط الأمطار بها في الشوارع ومطالع الكباري ومنازل الأنفاق وتكون على أهبة الاستعداد، التعاون مع المحافظين لتنفيذ الخطة مشتركة، رفع حالة الاستعداد القصوى في المحافظات التي تعاني من الأمطار والسيول والمحافظات الهادئة لتقديم المساعدة.

فيما تواصل وزارة الموارد المائية والرى استعداداتها لاستقبال الأمطار والسيول، وأعلنت الوزارة أنها رفعت كفاءة محطات الرفع على شبكة المصارف، وفقا لتقارير وزارة الرى باعتبارها صمام الأمان لمنظومة الصرف واستقبال مياه الأمطار والسيول بما يؤدى إلى حماية الأرواح والممتلكات من المخاطر التى يمكن أن تنتج عنها.

على الجانب الآخر كشفت وزارة التضامن الاجتماعي أنها وجهت برفع درجة الاستعداد القصوى بالمحافظات وتوفير جميع التدابير سواء المادية أو العينية.

وخصصت الوزارة مبلغ 91 مليون و328 ألف جنيه للإغاثة المحلية، إذ يوجد لدى الوزارة 26 مركز إغاثة في 24 محافظة، إضافة للجان فرعية فى جميع مديريات التضامن الاجتماعى والإدارات الاجتماعية التابعة لها، إضافة إلى لجنة إغاثة بالوزارة، تعمل على تدريبات دائمة لتكون على أهبة الاستعداد لتولى المهام الإغاثية المطلوبة.

وبدأت وزارة التضامن في توفير كافة مهمات الاغاثة العينية بالمديريات على مستوى جميع المحافظات، من خيام وبطاطين ومراتب ووسائد، فضلا عن  تخصيص 3 ملايين جنيه لشراء احتياجات جديدة من مهمات الإغاثة، بعد إجراء حصر للأرصدة الفعلية الموجودة فى المحافظات، والوقوف على الاحتياجات الفعلية وبخاصة فى المحافظات الأكثر عرضة للسيول والمخاطر، وهى محافظات الوادى الجديد والبحر الأحمر وأسوان والأقصر وقنا وجنوب سيناء.

ووجهت وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة غادة والي في وقت سابق باجراء اختبارات لأجهزة ومعدات الإغاثة واستبدال التالف منها، حيث تم تزويد مديريات التضامن بمهام إغاثية بلغت هذا العام 3395 خيمة و46723 بطانية و3288 مرتبة وعدد وسائد بلغ 2948 تحسبا لحدوث أى ظروف طارئة.

وخشية تكرار كارثة نهاية شهر أكتوبر 2016 فى محافظات البحر الأحمر وقنا وسوهاج، قدم البرلمان عدد من الوصايا للحكومة من أجل اتخاذ اللازم باكرا.

وصايا البرلمان تضمنت توسيع وتطهير مخرات السيول بصفة دائمة وفقا لخطط وجداول زمنية، إنشاء مخرات جديدة فى المناطق العشوائية التى تلحق بها السيول أضرارًا بصورة دائمة، وترميم الترع والمصارف وتطهيرها خاصة التى تصرف منها مياه السيول، وتعظيم الاستفادة من مياه السيول وإنشاء أبار وسدود لتخزينها للزراعة.

كانت واحدة من أهم وصايا البرلمان للحكومة لتفادي السيول، وحتى تستطيع محاسبة المسئول، بعدها تأتي وصية محاسبة المقصرين عبر لجنة قانونية تشكل لرصد مختلف أوجه التقصير والاستماع لرأى المضارين على أن يكون من سلطتها عزل المقصرين وتقديمهم للنيابة العامة، وذلك فى حالة تكرار كارثة السيول مرة أخرى.

ويبدأ فصل الخريف في مصر 22 سبتمبر الجارى ويستمر لمدة ثلاثة أشهر قادمة، ويعتبر هذا الفصل من أجمل فصول السنة على مصر، لكن يتخلله أحيانا حالات من عدم الأستقرار فى الأحوال الجوية، وتتكاثر السحب الممطرة والرعدية التى يصاحبها عادة سقوط للأمطار الغزيره تصل لحد السيول على محافظات صعيد مصر وسلاسل جبال البحر الأحمر وسيناء نظرا لطبيعتها الجغرافية.

وتصدر هية الارصاد الجوية تحذيرات بشكل مستمر وتقوم بإرسالها للمحافظات المعنية بسوء الأحوال الجوية فيها وعلي رأسها ظاهرة السيول قبل حدوثها على الأقل بـ 72 ساعة على الأقل.

 

التعليقات