"مذابح الأسر".. 7 جرائم "قتل جماعي" هزت المجتمع والأسباب "غريبة"

«ديون، اكتئاب، أزمة نفسية حادة» جميعها أسباب غير منطقية دفعت عدد من الآباء لذبح أسرهم بالكامل مؤخرا، في مشهد غير اعتيادي على الشارع المصري، فقبل عدة سنوات لم يسمع المصريون بتلك الجرائم التي تتزايد دون حل لها، خاصة في عام 2018، والذي شهد 7 مذابح ارتكبها آباء لإنهاء حياة زوجاتهم وأبنائهم لعدة أسباب أبرزها «الأزمة المالية».

آخر تلك المذبح ارتكبها خفير في حق زوجته وابنائه الأربعة بالشروق، حيث عثر الأهالي على جثث 5 أشخاص من عائلة واحدة «أم و4 أبناء) مذبوحين مفصول رؤوسهم عن أجسادهم، داخل شقة سكنية بمنطقة «الشروق»، وانتقلت النيابة إلى مقر الحادث، وتبين من المعاينة الأولية أن الأب تخلص من أبنائه الأربعة، وتحرر محضر بالواقعة، وتباشر النيابة التحقيقات حاليًا.

 

عائلة دمياط
«واقعة الشروق» لم تكن الوحيدة التي قام فيها الأب بالقضاء على عائلته كاملة، ففي 25 يوليو من العام الجاري، شهدت قرية شرمساح، التابعة لمركز الزرقا بمحافظة دمياط، حادثا أليما، حيث استيقظ أهالي القرية على جريمة قتل بشعة، بطلها سائق «توك توك».
وذكرت تحقيقات النيابة، أن الزوج «أ. ف. ش» 40 سنة سائق توك توك، وزوجته «ا. ر» 33 سنة، تشاجرا بمنزلهما بقرية شرمساح بمحافظة دمياط، بسبب رفضها لسلوكه وتعاطيه للمخدرات وحاجته الملحة للمال، ورفضها لطبعه الذي يتميز بالشك الشديد، ما أشعل الغضب في نفسه، فقام بإنهاء حياة زوجته ذبحًا بالسكين ودس السم لأبنائه الأربعة، ما أسفر عن مصرع 2 منهم، بينما يرقد آخران في حالة خطرة.

 

مرسي أبو العباس
بينما شهد حي «بولاق الدكرور» جريمة بشعة بطلها نجل الفنان «مرسي أبو العباس»، والذي قام بقتل زوجته وأبنائه.
وذكر في تحقيقات النيابة، أنه أخبر زوجته قبل الحادث بـ 4 أيام عن تفكيره في الانتحار بسبب ظروف البلد وغلاء المعيشة، لكنها طمأنته وهدأت من روعه قائلة له: «إحنا عايشين أحسن عيشة وربنا كارمنا والدنيا تمام وبناتك في أحسن مدارس».

وأكد المتهم أنه عقد العزم بعدها على قتل زوجته ونجلتيه، وبعدما انتهى من فعلته استقر على أن يختلق واقعة السرقة لإبعاد الشبهات عنه، وأنه يعيش حياته بصورة طبيعية ويدعو الله أن يغفر له فعلته، مضيفا أنه كان ينوي الانتحار حال كشف جريمته.

 

جريمة الرحاب
«جريمة في الحي الراقي» هكذا سميت واقعة الرحاب الأشهر في «مجازر الأسرة» لهذا العام، ففي مايو من العام الجاري، أقدم رجل أعمال بالرحاب يدعى «ع. س.»، 56 سنة على قتل، زوجته "ف" 43 سنة، وأولادهما "م" 22 سنة، "ن"، 20 سنة، "ع"، 18 سنة، ثم انتحر بالرصاص.

وتبين من تحقيقات النيابة، أن الأب قتلهم لمروره بضائقة مالية وتجاوز ديونه مليوني جنيه، بجانب تحرير محاضر ضده بسبب تأخره عن دفع الديون.

 

أزمة سبتمبر
بينما شهد سبتمبر 2017، جريمة أخرى، عندما أقدم شخص على قتل زوجته وأصاب بناته الثلاث بجروح وطعنات وأصاب نفسه بجرح في رقبته بسبب مشادة كلامية بدأت بينه وبين زوجته وبناته عن سوء معاملته لهن، انتهت بطعن زوجته وقتلها ثم طعن وجرح البنات الثلاث وجرح نفسه والهرب.

 

أزمة نفسية
لم تتوقف سلسلة مذابح الأسرة عند هذا الحد، ففي يوليو 2017، شهدت قرية فاو بحري التابعة لمركز دشنا شمال قنا، حادثًا مروعًا، حين أقدم رب أسرة على قتل 4 من أسرته وإصابة 2 من ابنائه تم نقلهما لمستشفى دشنا المركزي، وتبين من تحقيقات النيابة أن المتهم كان يمر بأزمة نفسية، ما دفعه لقتل أسرته وتحرر محضر بالواقعة.

 

عصبية الزوج
وفي يناير 2016، أقدم سائق على قتل أسرته المكونة من 4 أولاد وأمهم، داخل شقتهم السكنية بمساكن البترول داخل مقر شركة أسيوط لتكرير البترول، وفر الأب هاربًا وأغلق هاتفه المحمول.

 

 
وأكدت تحقيقات النيابة، أن الجاني كان على خلافات متكررة مع زوجته، حيث كان لا يمر يوم إلا ويسمع الجيران بخلافاتهم، وكان الزوج "عصبي" بشكل قد يصل إلى حد التهور.

 

ضائقة مالية
وجذور تلك الجرائم تمتد لعام 2009، عندما أقدم رجل الأعمال « س.ع» على قتل زوجته «م» ـ ٤٦ سنة، وابنه «أ» ١٩ سنة الطالب بكلية الهندسة، وابنته «ي» ١٦ سنة، التلميذة بالثانوي، رميًا بالرصاص ثم انتحر هو الأخر، بمنطقة مصر الجديدة بسبب مرورة بضائقة مالية.

 

ضعف العلاقات والروابط الأسرية
وبهذا الصدد، ذكر الدكتور إبراهيم عز الدين، أستاذ علم النفس والاجتماع بجامعة أكتوبر، أن هناك عدة أسباب رئيسية في زيادة الجرائم الأسرية مؤخرًا، منها ضعف العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة، وضعف الإيمان بالله والوازع الديني، والاختلال العقلى والنفسى والضغوط الاجتماعية والنفسية والظروف الاقتصادية وأبرزها الفقر، بالإضافة إلى إدمان المخدرات، وكذلك زيادة سرعة نمط الحياة والعداء بينهم، وأساليب التنشئة الاجتماعية وزيادة العنف في الإعلام، وفقدان الروابط الأسرية.
التعليقات