رغم المذاق الجيد والحالة المزاجية السعيدة التى يشعر بها الكثيرون بعد تناول وجبات مثل البرجر والبطاطس والبيتزا بجانب مشروب غازي "ساقع"، إلا أن كل ما سبق أكدت دراسة فرنسية حديثة أنه ليس طريق السعادة، وإنما نفق يؤدى في نهايته إلى "الموت" بأمراض مختلفة على رأسها السرطان.

أكثر من 45 ألف شخص في منتصف العمر، أجريت عليهم دراسة حديثة وثبت أن أسباب الوفاة المتعلقة سواء بتوقف عضلة القلب أو السرطان وغيرها من الأمراض المزمنة مرتبطة بشكل كبير بتناول الوجبات السريعة والتي تشمل "البطاطس، الهوت دوج، البرجر، البيتزا، والحبوب السكرية"، بالإضافة إلى تناول المشروبات الغازية.

ووفقا لما نقلته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن الدراسة التي أجراها علماء فرنسيون، فإن البريطانيون هم الفئة الأقرب للوفاة دون غيرهم من الأوروبيون بسبب اعتمادهم بشكل كبير في وجباتهم على تلك الأطعمة التي تشكل بالنسبة لهم "أسلوب حياة" ما يسهم في موتهم قبل الأوان بسبب عادتهم الخاطئة.

الدراسة أكدت أن الشخص الذي يعتمد في نظامه الغذائي على زيادة بنسبة 10% من الوجبات السريعة، يرفع نسبة وفاته في 8 سنوات المقبلة بنسبة 14% تقريبا.

ووفقا للصحيفة البريطانية، أظهرت الأبحاث السابقة أن تناول الأطعمة الغنية بالدهون والألياف المنخفضة تسبب ارتفاع ضغط الدم وتنذر بالإصابة بالسرطان؟

وقال الدكتور "لور شنابيل"، مؤلف مشارك في علم الأوبئة بجامعة باريس سوربون: "تحتوي تلك الأطعمة فائقة المعالجة على مكونات متعددة، والتى تساهم بشكل جزئي في تطور الأمراض المزمنة".

وأكد "شنابيل"، أن تلك الأطعمة تحتوى على معدل أعلى من الدهون الكلية، والدهون المشبعة بالإضافة إلى السكر المضاف.

وأشار إلى أنه رغم احتواء معظم هذه الأطعمة على مكونات صناعية قانونية ومسموح بها لكنها مثيرة للجدل مثل نتريت الصوديوم وأكسيد التيتانيوم.

الدراسة أثبتت أيضًا أن المحليات الاصطناعية -التي توجد عادة في الوجبات الخفيفة- تعمل على تغيير بكتيريا الأمعاء، ما يزيد من خطر الإصابة بالسكري من "النوع 2" وغيرها من الأمراض الاستقلابية التي تعد من الأسباب الرئيسية للوفاة المبكرة، حسبما أكدت "ديلي ميل" البريطانية.

وذكرت الصحيفة البريطانيةـ أنه في سبتمبر الماضي، جرى تقديم تقرير برلماني إلى الجمعية الفرنسية بشأن المخاوف المتعلقة بزيادة استهلاك الأغذية المعالجة، وشدد التقرير على ضرورة تحسين الجودة الغذائية وتخفيض الاستهلاك للوجبات السريعة بحلول عام 2021، وإلا سيزيد معدل الوفيات الفترة المقبلة.

وعادة ما يرتبط تناول تلك الوجبات بالأشخاص الأصغر سنًا عن كبار السن، بسبب انخفاض الدخل والمستوى التعليمي، بجانب العيش بمفرده، ما يتسبب في ارتفاع مؤشر كتلة الجسم، وقلة النشاط البدني.