لماذا كان نجيب محفوظ يحب فصل الشتاء؟!

فضّل نجيب محفوظ في حياته فصل الشتاء على الصيف، فكان فيه أكثر نشاطًا وحيوية من غيره من الفصول، فقد أنهى فيه العديد من رواياته، قبل أن يحصل الصيف ويسافر كعادته إلى الإسكندرية للتأمل وحضور ندوة الأديب توفيق الحكيم.
«ماذا حدث للدنيا؟ هل كل شىء انقلب حاله حتى الطقس؟ كان الشتاء فى الماضي يأتي تدريجيًا فتبدأ الحرارة تنخفض رويدًا رويدًا إلى أن تصل معدلاتها الطبيعية، أما هذا العام فقد ظل الجو حارًا حتى منتصف شهر نوفمبر، ثم فجأة وبين يوم وليلة صحونا لنجد أننا فى برد قارس تهطل فيه الأمطار».. هكذا تحدث أديب نوبل نجيب محفوظ، عن فصل الشتاء.
يقول"محفوظ" في مذكراته، التي كتبها رجاء النقاش: "أفضل فصل الشتاء على الصيف، فالشتاء هو فصل النشاط بالنسبة ليّ، سواء علي مستوي النشاط الذهني أو البدني، فقد كتبت أعمالي كلها فى الشتاء، ودخل فصل الشتاء فى بعض مشاهدها أو فى عناوينها مثل "السمان والخريف"، و "الحب تحت المطر" وغيرهما.
وقال أنه يشعر بنشاط بدني كبير فى الشتاء، فكان يخرج من منزله فى حدود السادسة صباحًا يمشى على النيل حتى مقهى على بابا بميدان التحرير، يتناول القهوة ويقرأ الصحف، حيث تزول لسعة البرد الأولى بمجرد أن يبدأ فى المشي ويشعر بالدفء في كل أوصاله فور وصوله للمقهى.
أما عند حلول الربيع تصيبه بعض أمراض الحساسية الجلدية، حيث يعاني من الرمد الربيعي في عينيه ويبدأ مزاجه "يقريف" إلى أن يحل الصيف فيمتنع عن الكتابة تمامًا ويسافر إلى الإسكندرية.

التعليقات