بالصور..قصة عشق نجيب محفوظ لأم كلثوم

كانت أم كلثوم من النساء اللاتي ألهمن أديب نوبل، نجيب محفوظ في مسيرته، فكان عاشقًا مولعًا بها، وحين كانت "الست" في مجدها، كان هو شابًا صغير وفرد وحيد من ضمن كتيبة عشاقها، ولم يتوقف تأثيرها عليه عند سن معين، وليس كإنسان فقط  بل كأديب أيضًا، فقد احتلت أم كلثوم مكانةً هامة في رواياته فهو يرى أن أم كلثوم وبعدها عبد الوهاب كانا آخر العمالقة في هذا المجال، أما ما جاء بعدهما ماهو إلا "خراب غنائي" .
مدى إعجاب نجيب محفوظ بأم كلثوم وصل إلى حدود تسمية ابنته الكبرى بأم كلثوم، وابنته الصغرى فاطمة، الذي كان اسم أم كلثوم في ألحقيقة، وهو أيضاً اسم والدة نجيب محفوظ هو الآخر.


يحكى نجيب محفوظ عن ذكرياته مع أم كلثوم، فقد كان يذهب إلى حفلاتها الشهرية، التي كانت تقام في مسرح اسمه "جوزيه" أو "سانتي" في شارع عماد الدين، وكان ثمن تذكرة أم كلثوم عشرين قرشاً، في حين أن ثمن تذكرة محمد عبدالوهاب كان خمسة عشر قرشاً، وعندما كانت التذاكر تباع في السوق السوداء، كان سعر تذكرة أم كلثوم يصل إلى 23 قرشاً، وعبد الوهاب إلى 18 قرشاً.
قال نجيب محفوظ بالنسبة لي كانت تكاليف السهرة التي تبدأ بمقاهي منطقة العتبة الخضراء، ثم الذهاب إلى المسرح، والخروج إلى حي الحسين لتناول العشاء في الدهان، والشاي والشيشة في مقهى الفيشاوي، والانتقال من المنزل والعودة إليه، كل هذا كانت تصل التكلفة فيه إلى 50 قرشاً، وكان مبلغاً كبيراً.
أضاف بإن الصفوف الثلاثة الأولى كانت مخصصة للمعجبين القريبين من أم كلثوم، أما هو كان يجلس في الصف الرابع أو الخامس، وهو مكان يستطيع الإنسان منه أن يتابع الغناء استماعاً ومشاهدة، وأكد أنه لم يتخلف عن حفلة واحدة لها، وربما كانت حفلات أم كلثوم هي السبب الجوهري في أنه حتى في أيام الكتابة والقراءة، ظل يتعامل مع يوم الخميس على أنه عطلة من كل شيء.


لم يرَ نجيب أم كلثوم على الطبيعة سوى مرة وحيدة، عندما أقامت مؤسسة الأهرام له احتفالاً بعيد ميلاده، حضره توفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعى ويوسف إدريس، وكان صاحب فكرة إحضار الست هو محمد حسنين هيكل الذي دعا أم كلثوم للحضور،وإن كانت لم تغن في الحفل، واكتفت بإلقاء كلمة،

ظل الانطباع الباقي في ذهن محفوظ من لقاءها، هو قوة شخصيتها، وحضورها، وحالة "الكاريزما" التي تتصف بها، وحضور البديهة، وكونها ابنة نكتة وبنت بلد من الطراز الأول.


لم تغب صورة أم كلثوم عن روايات نجيب محفوظ كخان الخيلي، بداية ونهاية، وثلاثية: بين القصرين، قصر الشوق، السكرية، ثم رواية ميرامار، وفي هذه الأعمال تظهر أم كلثوم بنفسها، ابتداء من أيامها الأولى في النصف الأول من هذا القرن، وصولاً إلى شهرتها المدوية، في النصف الثاني من القرن العشرين.
ففي رواية "خان الخليلي" كمثال، عندما يقرر بطل الرواية "رشدي عاكف" الذهاب إلى السينما، يتجه إلى دار عرض تعرض فيلم "دنانير" الذي قامت ببطولته أم كلثوم، وعُرض سنة 1940 عن قصة أحمد رامي وإخراج أحمد بدرخان.
ايضا استخدم مطلع أغنية "ياعشرة الماضي الجميل ياريت تعودي" في استهلال رواية: "صباح الورد"، وهناك في أعمال أخرى استخدامات كثيرة لأغنياتها.

التعليقات