صلاح ذو الفقار بطل 25 يناير "كيف أنقذ السادات "؟ .. حكايات من حياة "باشا السينما "

ولد صلاح الدين أحمد مراد ذو الفقار يوم 18 يناير 1926 بمدينة المحلة الكبرى، وكان متفوقاً في دراسته، لكن والده  الأميرالاي (العميد) أحمد مراد انتقل للعمل مفتشاً بمديرية أمن القاهرة فانتقلت الأسرة كلها للعباسية.
هناك التحق الابن صلاح بمدرسة العباسية الابتدائية ثم مدرسة القبة الثانوية، وحصل على مجموع كبير في شهادة البكالوريا والتحق بكلية الطب جامعة الإسكندرية، لكن والده خاف عليه من السكن وحده في الإسكندرية وكان عمره آنذاك 16 عاماً، فألحقه بكلية الشرطة مثل أشقائه الأكبر منه محمود وعزالدين وكمال.


وفي مدرسة القبة الثانوية تعلم رياضة الملاكمة، وفي كلية البوليس بالعباسية واصل تدريباته القوية وحصل على عدد من البطولات فانتقل إلى نادي السكة الحديد ومن بعدها  الى نادى الزمالك.
تخرج صلاح ذو الفقار من كلية الشرطة مثل باقي اخوته عام 1946، بدأ بعدها مشواره المهني من مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية ثم تم نقله للعمل في سجن طرة،

ثم عمل مدرسًا بالكلية واثناء تلك الفترة قام بالدخول الي عالم التمثيل وشارك فى اول فيلم له مع الفنانة شادية "عيون سهرانة" ولكنه تخلي عن مهنته الأساسية بعد أن قدم أستقالته عام  1957 ليتفرغ للفن ليودعه جمهوره فى 22 ديسمبر عام 1993 بعد مسيرة طويلة من العطاء .

تهريب السادات
عندما وقع حادث اغتيال أمين عثمان وزير المالية في حكومة الوفد في يناير 1946 وألقي القبض على مجموعة كبيرة من المشتبه فيهم، تم ندب عدد من الضباط من مديرية الأمن القريبة من العاصمة، وكان من بين هؤلاء الضباط الملازم أول صلاح ذو الفقار الذي كُلف بحراسة المتهم محمد أنور السادات، وكان يرافقه في سيارة الترحيلات من سجن طره إلى المحكمة، وعرف منه أثناء ترحيله أنه كان ضابطاً بالقوات المسلحة وتم فصله من الخدمة بعد اتهامه مع آخرين في مقتل أمين عثمان وبعض عملاء الإنجليز في مصر.
حاول ذو الفقار تهريب السادات أكثر من مرة من سجن مصر العمومي، ومرة من قاعة محكمة باب الخلق للجنايات، لكنه نجح في تهريبه من مستشفى مبرة محمد علي الخيرية، وبناء على ذلك أخطر حكمدار الأمن مدير البوليس السياسي بما فعله الضابط صلاح ذو الفقار، وتم إحالته إلى محاكمة عسكرية جنائية.
 

ولكن تدخل محمد حيدر باشا وزير الحربية في الوقت المناسب وأمر بإلغاء المحاكمة العسكرية.
بعدها طلب حيدر باشا من الملازم أول ذو الفقار لاعب الملاكمة بنادي السكة الحديد أن ينتقل إلى فريق الملاكمة بنادي الزمالك ، فحصل معه على بطولة الجمهورية خمس سنوات متتالية.
معركة الاسماعيلية
هو أحد أبطال معركة 25 يناير 1952 التي ظهر فيها  بسالة وشجاعة رجال البوليس ضد البريطانيين .

في ذلك اليوم تم حصار قسم الشرطة الصغير المجاور لمبني محافظة الاسماعيلية  من قبل قوات  الجنرال " أكسهام " وكان عددهم سبعة ألاف جندي أنجليزي مزودين بالاسلحة والدبابات ومدافع الميدان.


بينما كان عدد الجنود المصريين لا يزيد عن 800 جندي في الثكنات و80 جندي داخل مبني القسم والمحافظة لايتعدي تسليحهم البنادق القديمة ،  صمد رجال الشرطة في تلك المعركة وقاوموا ببسالة حتي أستشهد منهم خمسون جندي وظل ثلاثون أخرون مصابون يقاومون القصف حتي نفذت ذخيرتهم .
وبعد أنهيار جدران القسم والمحافظة طلب الجنرال" أكسهام " من الجنود والضباط الخروج من القسم رافعي الايدي مستسلمين ألا أنهم رفضوا  وقرروا المقاومة لاخر قطرة دماء  وصنعوا بشجاعتهم ملحمة فداء ووطنية في حب مصر وكان صلاح ذو الفقار أحد الضباط الصامدون بتلك الموقعة الشهيرة عام 1952.

ثورة يوليو
ولما قامت ثورة 23 يوليو أصدر البكباشي زكريا محيي الدين وزير الداخلية قراراً بنقل صلاح ذو الفقار من مصلحة السجون إلى كلية البوليس التي تغير اسمها بعد الثورة إلى كلية الشرطة، وعمل مدرساً بها حتى تقدم باستقالته عام 1957 وهو برتبة صاغ "رائد" وقد حصل علي نوط الواجب من الدرجة الاولي تقديراً لدوره الوطني في معارك العدوان الثلاثي 1956 .


لم تنقطع الصلة بين صلاح ذو الفقار وبين أنور السادات الذي صدر الحكم ببراءته وعاد للخدمة ضابطاً بالقوات المسلحة وشارك في قيام الثورة وتولى عدة مناصب، منها رئاسة منظمة الشعوب الإفريقية والأسيوية واختار صديقه ذو الفقار مديراً تنفيذياً للمنظمة، ولما تركها وتولى رئاستها يوسف السباعي قدم صلاح ذو الفقار استقالته وانخرط في التمثيل السينمائي بضغط من شقيقيه محمود وعزالدين ذو الفقار، خاصة بعد وفاة والدهم الأميرالاي أحمد مراد ذو الفقار .

حياته العائلية
تزوج في بداية حياته من السيدة نفيسة بهجت، وهي من رائدات العمل الاجتماعي وابنة محمود بك بهجت، وكانت تربطهما علاقة قرابه وتزوجها عام 1947، وهي أم أبنائه أحمد ومنى المحامية، ورغم أنه تزوج عليها وانفصلا شكليًا إلا أنه لم يطلقها لأنها أم أولاده إلى أن توفاه الله.


وزوجته الثانية كانت من الوسط الفني، وهي الفنانة زهرة العلا، وقد عاشا معاً قصة غرام وزواج دامت 18 شهرًا، ولكنها انتهت بالطلاق ولم ينجب منها.


والزوجة الثالثة كانت الفنانة شادية، حيث تزوجا عام 1964 واشتركا معا في عدة أفلام سينمائية، وقدما معًا العديد من الأفلام التي تعتبر من أنجح ما قدما خلال مشوارهما الفني، ولكن لم يدم زواجهما كثيرًا رغم الحب الذي كان بينهما، وانفصل عن شادية نهائيًا عام 1972 وظلا زملاء ولم ينجب منها أيضًا.


أما الزوجة الرابعة، فكانت من السيدة بهيجة مقبل، من خارج الوسط الفني، وهي أم أبناء من زوج سابق وليس صلاح ذو الفقار اعتبرهم صلاح أبناءه وكان يعاملهم بحنان كبير، وتشاركا الكثير من الاهتمامات منها السفر، والالتقاء بالأصدقاء ودام زواجهما 18 عامًا حتى وفاته، وأوصى أبناءه بها قبل وفاته لتظل علاقتهم قوية، وفعلوا ما أوصاهم به.

التعليقات