الأب الروحى وأسرار الرسائل والصناديق المغلقة فى حياة "السندريلا".. ماذا قالت لربها؟

تحل اليوم ذكرى ميلاد سندريلا الشاشة العربية سعاد حسنى، الفنانة التى أبهرت الجميع فى حياتها وما زلت لأنها رمز من رموز الأناقة، وكانت كتابات السندريلا سعاد حسنى التى وجدت بعد وفاتها بخط يدها تدل عن مدى قربها من الله  وكان محتواها كالاتى :_

مع الله

" يارب ارضى عنى ..اعف عنى يارب ..باركلى فى خطواتى..سامحنى إن كنت أخطأت وإن كنت أذنبت وإن كنت أغفلت وإن كنت نسيت ..وإن كنت توهت وإن كنت غفوت , وإن كنت طمعت أو أحببت نفسى أكثر من غيرى أو محيت الآخرين من ذاكرتى أو أخذتنى لذة الحياة وجمال الدنيا وعزة النفس ونشوة الفؤاد ..سامحنى يارب وكن معى دائما".


" يارب آلهمنى الفعل الإيجابى، والإنجاز البصير، الرؤية الحسنة، والتوفيق والإيجاب، والقبول لدى ما توجد عنده مصالحي، ، يارب ألهمني الثقة بالنفس والعزيمة والإيجابية والمرح المحبب إلى النفس وأجعل في وشي القبول للانتهاء من هذه المرحلة الحرجة، المقلقة الطويلة، كي انهي مرحلة التحضير وانتقل إلى مرحلة التنفيذ، اجعل ايامي مبصرة وصائبة وخيره ومتفائلة ومرحة ومقدامة وواثقة وثابتة، شكر لك يارب".


"يارب انت عارف عاوزني ابقى ازاي، في مهنة التمثيل أو زوجة، ساعدني يارب فيما تختار لي، فأنت تعلم أني في حاجة للمساعدة، من بكرة بإذن الله احتاجك بشدة واترجاك ياربي أن ترسل الملائكة غداً في الصباح 5-1-1993 حتى استمر من بعد هذا التاريخ المبارك أن تباركلي فيه وتظل الملائكة معي إلى ما لا نهاية لكي أفتخر بنفسي وأكون كما شئت، أنت وما رسمته لي يتضح أمامي حتى أسير عليه وأنا عارفة ما هو دوري في الحياة أريد أن أرى بوضوح وأن يكون هناك يقين ومعرفة كاملة لما سوف اسير عليه وأن يكون إيماني بما أفعله قوي وحاسم وقاطع وأن لا تزعزعه الخواطر والأفعال الأخرى وأن تكون أفكاري ثابتة، وشكراً".

الصناديق المغلقة
وجد فى غرفة نوم سعاد حسني  بعض الصناديق المغلقة عقب وفاتها .
فكان الصندوق الاول به بعض الكتب التي كانت تقرؤها سعاد، بعضها مكتوب بداخله إهداء وكلمات رقيقة من المؤلف لسعاد حسني.
الصندوق الثاني كان المجلات التي كتبت عنها، والتي حملت بعض أغلفتها صورها. وهو ما يدل على تأثرها بما كان يُنشر عنها في الصحف.
أما الصندوق الثالث فكانت به سيناريوهات كثيرة، بعضها قامت بتمثيلها، والأخرى لم تقدمها من قبل. فربما كانت مشاريع مؤجلة في بعض الأوقات، لكن الأكيد أنه لم يُكتب لها التنفيذ أبدًا.
أحد السيناريوهات كان من تأليف صلاح جاهين. فيلم روائي طويل مكتوب بخط يده اسمه “تحت تهديد السلاح”. كان يوجد نسختان من السيناريو؛ النسخة الأولى كتبت سعاد عليها بخط يدها “موافقة على القيام بفيلم تحت تهديد السلاح ولكن بعد معالجة مبدئية”، والنسخة الثانية أرسلها لها جاهين ونفَّذ لها ما طلبت، وكتب عليها: “بعد المعالجة المبدئية”.
لكنها لم تقم ببطولة هذا الفيلم، لأن صلاح جاهين مات بعد كتابته فتحول من مشروعٍ إلى ذكرى.. أما باقي السيناريوهات فكان اثنان منها لرأفت الميهي أحدهما باسم "ملوخية بالأرانب"، والآخر باسم "دماء غجرية"
الصندوق الرابع كان يضم بعضًا من اسطوانات البيكاب لأغنياتها، كتبت عليها “سعاد” بخط يدها أسامي الأغنيات التي تحتويها، فمنها “الدنيا ربيع” و”بمبي”، و”الشيكولاته” وغيرهم.

رسالة انقاذ من احد المعجبين
وجدت رسالة من أحد المعجبين بالسندريلا، نشرت بعنوان “إلى سعاد حسني”، انتقد فيها القارئ تصرف أحد ملاك العقارات مع “سعاد”، بأن رفض بيع إحدى الشقق لها، فكانت الرسالة كالتالي:
"عزيزتي سعاد…
الزميلة الجديدة، الخفيفة الظل، الرقيقة الخصر، ميمي مسعد، كتبت في بابها الطريف (ميمي وراء الأخبار بمجلة الشبكة)، أنك ذهبت إلى جاردن سيتي في القاهرة لتشتري شقة ثمنها 1500 جنيه، يملكها رجل سوري. ولما عرف الرجل أنك سعاد حسني رفع السعر إلى 2500 جنيه.
هذا هو الخبر باختصار
والتفسير الوحيد لهذا الرفع، رفع الثمن، هو أحد أمرين؛ إما أن الرجل يرفض أن يبيع شقته لسعاد حسني، لذلك عمل بالمثل القائل: الذي لا يريد أن يزوج ابنتها يغلي مهرها، وإما أنه يريد أنه يبيع، ولكنه ينتهزها فرصة ليفاوضك، ويأخذ ويعطي معك، لأنه معجب إلى أبعد حدود الإعجاب.
إذن على هذا الأساس تصرفي…
وعلى أساسٍ ثانٍ، أحب أن أقول لكٍ أنني لو كنت أنا صاحب هذه الشقة لقدمتها لكٍ ببلاش.. إذ يكفيني بسعادة أن أشعر في قرارة نفسي بأن سعاد حسني تعيش في بيتي…”

الاب الروحى وقصة حزينة
الملف الذى لم يلتفت إليه الكثيرون هو علاقة السندريللا بنزار قبانى خاصة أن الأخير كان كاتم أسرار السندريللا والبداية عندما كان نزار قبانى يزور لندن بعد أن قدم استقالته عام 1966 من العمل الدبلوماسى فى سوريا وتفرغ للأدب والشعر، ووقتها أنشأ دار النشر باسم «منشورات نزار قبانى» والتقته سعاد وحكت له مخاوفها.بل مجمل علاقتها بحليم. وكان نزار بالنسبة لها بمثابة الأب.. وزوجته بلقيس كانت بمثابة أم لسعاد.
حينما كان نزار يزور بريطانيا كانت سعاد تنزل ضيفة فى منزلهما الخاص وكان نزار يستيقظ ليعد طعام الإفطار لسعاد، فقد كان يرى فيها صورة أخته الصغرى المنتحرة، يقول إنها كانت تشبهها تماماً.
وقف شاعر الحب نزار أمام السندريللا وهو يقص عليها القصص قائلا إنه كان يتابعها منذ الطفولة وإنه من أطلق عليها لقب «أخت القمر» تلك الأغنية التى اشتهرت بها سعاد وهى طفلة تغنى فى برنامج بابا شارو بالإذاعة المصرية.. و«أخت القمر» مصطلح أخذه نزار من عنوان قصيدة شهيرة له اسمها «خبز وحشيش وقمر»، وهو نفس التشبيه الذى أطلقه نزار على أخته المنتحرة قديماً. ومنذ ذلك الحين قرر نزار أن يكتب قصيدة تضم حكاية قصة حب حليم بسعاد الخالدة فكانت قارئة الفنجان لكن نزار طلب من سعاد أن تبتعد عن حليم وتنهى حكايتها به .


حينما سافر حليم التقى سعاد ثم التقى نزار الذى حكى له ما أخبرته به سعاد فكان أن نصحها بالابتعاد عنه وقتها قام نزار بقراءة قصيدة «قارئة الفنجان» على حليم الذى انهار وبكى بشدة خاصة من مطلع «يا ولدى قد مات شهيداً من مات فداء للمحبوب».
ظلت كلمات الأغنية مع محمد الموجى لمدة عامين حتى أتمها فى لحنه الرائع والجميل وغناها حليم فى عيد ربيع 1976 وهى ذات الأغنية والقصيدة التى بسببها تم منع دخول نزار قبانى لمصر فترة طويلة.
حكت سعاد أن نزار اتصل بمنزل عبدالحليم عقب الحفل حيث كان متأثراً للغاية مما حدث من جمهور البلطجية فى المسرح وقال له جملة واحدة عزاه فيها على حبه لها بقوله «البقية فى حبك يا حليم لقد كنت رجلاً نبيلاً.. وخلدت حبك لها وسوف يعرف العالم فى يوم ما الحقيقة»، سعاد تذكر هنا أنها علمت بما حدث بمنزل حليم أثناء المكالمة من «سهير محمد على» سكرتيرة حليم الخاصة التى عملت معه منذ عام 1972 حيث أكدت لسعاد أن حليم أغلق السماعة وهو يبكى حبه فعلاً .
وقد علمت سعاد من سهير محمد على أن حليم بكى على كتف نزار فى أول لقاء بينهما فى لندن عقب قارئة الفنجان وأنه أعلن لنزار أنه لم يحب أحداً مثل سعاد وكان نزار قد طلب منه كلما غنى قارئة الفنجان أن يغنيها من قلبه من أجل حبه لسعاد.
ظلت سعاد تحتفظ بحبها لنزار ولكنها كانت تعتب عليه دوما فى قضية واحدة وكان العندليب طرفها أيضاً وهو«الوصية» لأن حب حليم لسعاد لخصه يوم وفاته فى ورقة صغيرة وجدت فى أغراضه بعد أن توفى فى مستشفى «كنجز كولدج» بلندن مساء الأربعاء فقد حكت سعاد أن حليم قبل وفاته وربما قبل دخوله غرفة العمليات لآخر مرة كتب بخط يده مقطعا صغيرا من قارئة الفنجان هو: «وبرغم الجو الماطر والإعصار.. الحب سيبقى يا ولدى.. أحلى الأقدار» وكان يعلن لها وهو يموت أنه مات وهو يعشقها وأنها كانت المرأة الوحيدة فى حياته.
وقالت سعاد إن نزار اتصل بحليم قبل دخوله غرفة العمليات ليشجعه فأوصاه حليم بأنه لو مات لابد أن يكتب قصتهما معاً عندما يسجل مذكراته فيما بعد فطمأنه نزار ووعده بأنه سيعيش ليكتب بنفسه القصة.
لكنها قالت: لقد أخلف نزار وعده لحليم مرتين الأولى عندما وعده بأنه سيعيش والثانية عندما مات ولم يسجل مذكراته وكان قدرى أن أحكى قصتنا.. فأنا قارئة الفنجان
 

التعليقات