3 طرق للحصول على السعادة.."السهل الممتنع"

ما الذي يجعلنا سعداء ويبقينا في صحة جيدة ونحن نمضي في حياتنا؟ إذا كنت تعتقد بأنها الشهرة أو المال، فأنت لست الوحيد، ولكن، وفقاً لاراء الاطباء النفسيين فأنت مخطئ .
فقد أشارت الاحصائات عن الاشخاص الباحثين عن السعادة أن أكثر من 80% هدفهم الأساسي هو كسب الثروة، في حين أشارت أن 50% من هذه الفئة ذاتها إلى أن هدفهم الأساسي هو الحصول على الشهرة.
وذلك بسبب تلك الصور التي يروج لها حول الشهرة والثراء والتي يتم التسويق لها على أنها الشكل الذي يجب أن تكون عليه حياة الإنسان، هي مجرد صور تجارية يصعب الحصول عليها، كما أن معظم ما نعلمه عن الحياة البشرية، نحصل عليه من سؤال الآخرين عما يتذكرونه، ولكن كما نعلم، فإن الذاكرة الإنسانية ليست دقيقة بما يكفي، ويمكن أن تختلق أشياء لم تحصل بالأصل، ولكن ماذا لو كان بإمكاننا مراقبة حياة الإنسان مع تقدمه في العمر، لمعرفة ما الذي يمكن أن يعطي السعادة الحقيقة؟
هذا ما فعله الباحثون في جامعة هارفرد، حيث قاموا بإجراء ما قد يكون أطول دراسة تم القيام بها حتى الآن عن حياة البالغين، فعلى مدى 75 عامًا، وابتداءاً من عام 1938، قاموا بتتبع حياة أكثر من 700 شخصاً بالغاً، تم تقسيمهم إلى مجموعتين أساسيتين، إحداهما تضم مجموعة من طلاب السنة الثانية في كلية هارفرد ممن أنهوا دراستهم خلال الحرب العالمية الثانية، والتحق معظمهم بالخدمة العسكرية بعد ذلك، أما المجموعة الثانية، فقد كانت تضم مجموعة من الشبان من بوسطن، تم اختيارهم تحديداً للالتحاق بالدراسة لأنهم كانوا ينتمون لبعض العائلات الفقيرة والمضطربة والمحرومة.

خلال الدراسة، قام الباحثون بتتبع حياة المشاركين، وسؤالهم عن نوعية حياتهم الزوجية، ورضاهم الوظيفي، والأنشطة الاجتماعية في كل سنتين، كما قاوموا بمراقبة صحتهم الجسدية، أخذ صور للصدر بالأشعة السينية، اختبارات للدم، اختبارات للبول، وأخضعوهم لفخص الموجات فوق الصوتية كل خمس سنوات.

من خلال ذلك، خرج الباحثون بحقيقة رئيسية واحدة، وهي أن العلاقات الجيدة تبقينا أكثر سعادة وأكثر صحة، كما تعلموا ثلاث دروس مهمة عن العلاقات من هذه التجربة، وهي:

أولاً: الصِلات الاجتماعية الوثيقة يمكن أن تكون جيدة جداً بالنسبة لنا

فإن الأشخاص الذين يمتلكون صلات اجتماعية أكبر مع الأسرة والأصدقاء والمجتمع، عادة ما يكونون أكثر سعادة وصحة ويعيشون حياة أطول من الأشخاص الذين لا يمتلكون الكثير من الروابط الاجتماعية

ثانياً: نوعية العلاقات وليس عددها هو ما يهم

الوحدة لا تعني بأن يكون الشخص في معزل عن العالم، فجميعنا يعلم بأن أي أحد يمكن أن يكون وحيداً وسط حشد من الأشخاص أو أن يكون وحيداً في علاقته الزوجية، لذلك فإن عدد الأصدقاء أو كونك متزوج لا يؤثر حقاً على مدى سعادتك، إنما نوعية هذه العلاقات هي ما يهم.

ثالثاً: العلاقات الجيدة تحمي أجسامنا وأدمغتنا أيضاً

تبين بأن كون الشخص في علاقة متينة وسعيدة مع شخص آخر في عمر الـ80، يمكن أن يكون بمثابة حماية لصحته العقلية والجسدية، حيث أن الأشخاص الذين يعيشون في خضم علاقة جيدة يشعرون فيها بأنهم يستطيعون حقاً الاعتماد على الشخص الآخر في أوقات الحاجة، عادة ما تبقى ذاكرتهم أقوى ولمدة أطول

التعليقات