حكاية نصّاب من أصل عربي انتحل شخصية وزير فرنسي.. جمع 90 مليون دولار بهذه الطريقة !

دار حديث بين الرئيس السنغالي ماكي سال ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، لكن الأول اكتشف خلال المكالمة أن الأخير ليس الدبلوماسي الفرنسي البارز، وذلك بسبب طريقة الحديث التي تحمل احترامًا زائدًا عن الحد.

اتضح بعد ذلك أن هذا الشخص هو جيلبير شيكلي، من أصل تونسي يحمل الجنسية الفرنسية والإسرائيلية، واعتاد الاحتيال لجمع أموال بلغت حوالي 90 مليون دولار.

يقبع حاليًا شيكلي في السجن بفرنسا بتهمة الاحتيال والنصب، لكنه ينفي تلك الاتهامات.

ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن القصة بدأت في عام 2015 حينما كان لودريان يشغل منصب وزير الدفاع الفرنسي، استغل شيكلي ذلك وقرر التواصل مع مجموعة من الأثرياء هاتفيا وأحيانا أخرى عبر الفيديو واضعًا قناعا لوجه الوزير.

ولإتقان عملية النصب، كان الإسرائيلي الفرنسي حريصًا على أن تكون الإضاءة ضعيفة في محادثات الفيديو، ومن مكتب يشبه مكتب وزير الدفاع الحقيقي.

أقنع شيكلي ضحاياه بأنه وزير الدفاع الفرنسي الذي يجمع الأموال من أجل دفع فدية لمتشددين حتى يطلقوا سراح صحفيين مختطفين، وتحدث عن أن هذا دورهم في مساعدة الحكومة الفرنسية التي تتبنى سياسة عدم دفع أموال للخاطفين.

تضيف شبكة "بي بي سي" أن الضحايا كانوا من الأثرياء، ومن بينهم أغا خان الزعيم الروحي لطائفة الشيعة الإسماعيلية، ومالك شركة شاتو مارجو، بجانب رجل أعمال تركي لم يُفصح عن هويته.

أدين شيكلي في عام 2015 بتهمة الابتزاز والاحتيال على شركات فرنسية عبر انتحال شخصية رؤساء تلك الشركات.

ما منع السلطات الفرنسية من القبض عليه في فترات سابقة هو أنه كان يعيش في دولة الاحتلال الإسرائيلي التي ترفض تسليم مواطنيها للمحاكمة في الخارج.

لكن حينما ذهب لزيارة قبر حاخام يهودي في أوكرانيا عام 2017، ألقت السلطات القبض عليه وتم تسليمه إلى فرنسا.

وفي حديث مع دولفين مييه، محامية وزير الخارجية الفرنسي، قالت لـ"بي بي سي" إن المحتال ربما اختار شخصية لودريان لأنه كان يشغل منصب وزير دفاع، ومن ثم هو الشخص المسؤول عن توفير أموال الفدى للرهائن.

مع القبض على "شيكلي" لم تتوقف عمليات النصب باسم وزير الخارجية الفرنسي الذي يطلب من "أصدقاء" بلاده أموالا، ليستمر التحقيق والقبض على 3 أشخاص يحملون الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية أيضًا في فبراير الماضي، في دولة الاحتلال وبالقرب من تل أبيب.

وذكر موقع "يورو نيوز" أن جي-بيتروس لينياك، أحد أباطرة صناعة النبيذ في فرنسا، كاد أن تنطلي عليه الخدعة هو الآخر، لكن المحتال طلب مبلغًا كبيرًا كان فوق قدرات لينياك، ما جعله يتعثر في دفع الأموال.

وقال لينياك: "لقد بدا (خلال مكالمة سكايب) وكأنه هو (لو دريان) وطلب مساعدتي كخدمة من أجل الوطن. الأمر مخيف لأنني لربما وافقت إذا طلب مني مبلغاً أقل مما طلبه".

فيما استطاع رئيس السنغال ماكي سال كشف شيكلي بعدما تحدث إليه مستخدما كلمة "حضرتك" وهو التعبير الفرنسي المستخدم بين الغرباء ولكن "سال" تجمعه علاقة صداقة بلودريان، ما يجعل استخدام تلك الكلمة أمرا غريبا.

التعليقات