مفارقة في مذبحة مسجدي نيوزيلندا: شرطيان كانا في تدريب قبضا على الإرهابي

مفارقة غريبة كانت سببا في إلقاء القبض على الإرهابي منفذ الهجوم على المسجدين في نيوزيلندا والذي أودى بحياة أكثر من 50 شخصًا وإصابة مثلهم وقت صلاة الجمعة الماضي.

تقول صحيفة "نيوزيلندا هيرالد" إن ضابطي الشرطة اللذين قبضا على الإرهابي كانا وقت الاعتداء يخضعان لتدريب على كيفية التعامل مع المجرمين المسلحين في المدينة.

وذكرت الصحيفة انها حصلت على معلومات حصرية حول كيفية تحرك الضابطين بعد سماعهما بوجود حالة إطلاق نار في المدينة للعثور والقبض عليه.

تحدث الضابطين إلى الصحيفة – وطلبا عدم نشر اسميهما – وقالا إنهما يعملان في مدينتين صغيرتين مجاورتين للمدينة التي وقع فيها الهجوم الإرهابي.

يقول الضابط المسؤول عنهما ويدعى الرقيب بيت ستيلز، إن الضابطين سافرا إلى كرايست شيرش لحضور دورة تدريبية في مستشفى الأميرة مارغريت، وكان التدريب في طابق مهجور بالمستشفى وكان حول تخليص الغرفة والتعامل مع الجناة في الحوادث المسلحة.

وأضاف أن "كانا يتدربان في الواقع عندما جاءت الدعوة بوجود جاني مسلح نشط في كرايستشيرش، وكان لديهما سيارات عملهم ومعهم أسلحة نارية".

وتابع "استقلا سيارة واحدة وتوجها إلى طريق جانبي، بدلا من التوجه إلى قلب المدينة اعتقادا منهما بأن الإرهابي سيلك ذلك الطريق".

وصل الضابطان إلى الشارع ورصدا سيارة مشبوهة، وشخصًا يلائم مواصفته الإرهابي

وقال الرقيب ستيلز إن "الضابطين لها خبرة كبيرة في العمل الشرطي تمتد إلى 40 عاما، ولهما القدرة على مع مثل هكذا مواقف".

وأضاف "بعدما تأكدا من أن السيارة هي التي يستقلها الإرهابي، انعطافا بالسيارة لملاحقته، وخلال المطاردة كانا يتناقشان حول إيقافه قبل تورطه في هجمات جديدة".

وتابع "قررا وضع حد للمطاردة عبر شل حركة السيارة بصدمها مباشرة، وحاصرا الإرهابي بعد ذلك".

وأظهرت لقطات فيديو نشرت يوم المذبحة صورا لضباطي الشرطة، اللذين طوقا سيارة الإرهابي، وأخرجاه منها، وكانا حينذاك يشهران الأسلحة في وجهه.

من جانبها، وعدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، الثلاثاء بأن لا تلفظ أبداً اسم مرتكب المجزرة التي استهدفت الجمعة مسجدين في مدينة كرايست تشيرش، مؤكّدة في جلسة طارئة للبرلمان افتتحتها بعبارة "السلام عليكم" أنّه "سيواجه كل قوة القانون" في وقت بدأ تسليم جثث الضحايا إلى ذويهم.

وخلال جلسة طارئة عقدها البرلمان وافتتحتها بتحية "السلام عليكم" التي نطقتها باللغة العربية، قالت أرديرن إنّ منفّذ المجزرة "سيواجه كل قوة القانون في نيوزيلندا".

وأضافت أنّ المتطرّف الأسترالي برينتون تارنت الذي ألقت قوات الأمن النيوزيلندية القبض عليه عقب تنفيذه أسوأ مجزرة في تاريخ بلدها المسالم "سعى من عمله الإرهابي إلى الحصول على أشياء كثيرة، أحدها الشهرة، ولهذا السبب لن تسمعوني أبداً أذكر اسمه".

وأضافت "إنّه إرهابي. إنّه مجرم. إنّه متطرّف. لكنّه، عندما أتكلّم، سيكون بلا اسم!".

وتارنت، مدرّب اللياقة البدنيّة السابق البالغ من العمر 28 عاما، جاهر بكونه فاشياً من دعاة تفوق العرق الأبيض وقد مثل السبت أمام محكمة وجّهت إليه تهمة القتل بعدما أطلق النار داخل مسجدين في كرايست تشيرش أثناء صلاة الجمعة ما أدّى إلى مقتل 50 شخصاً وجرح 50 آخرين.

وقالت أرديرن التي حضرت إلى البرلمان مرتدية ملابس سوداء "أناشدكم أن تلفظوا اسماء الذي قضوا وليس اسم الرجل الذي قتلهم".

وأشارت في ختام كلمتها إلى أن "يوم الجمعة سيصادف أسبوعا على الهجوم، وسيتجمع المسلمون لأداء الصلاة في ذلك اليوم. فلنقر بحزنهم".

وأنهت أرديرن كلمتها بعبارة "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته" التي نطقتها أيضا بالعربية مضيفة "فليكن سلام الله ورحمته وبركاته معكم أيضا".

التعليقات