قصة صورة الراهب الذي حرق نفسه واختيرت ضمن "أفضل" 100 لقطة في التاريخ

في اختياراتها لأفضل 100 صورة في التاريخ، وضعت مجلة تايم الأمريكية صورة "الراهب المحترق" بين صورها المائة، باعتبار أن تلك الصور من أكثر الصور التي حركت العالم، وأحدث تفاعلا كبيرا معها، لكن لا يعلم كثيرون في الوقت الحالي قصة صورة الراهب المحترق رغم وجودها بين أفضل 100 صورة في التاريخ.

يجلس والنار تشتعل في جسده، دون أن يحرك ساكنا، أو يتحرك من مكانه، بينما يلتف حوله العشرات من الرهبان يشاهدون ولا يتحرك أحد منهم لمساعدته.. للوهلة الأولى تظن أنها صورة لأحد الأشخاص الذي يقام عليه الحد، أو تم إشعال النيران فيه جزاء لما فعله، لكن واقع القصة على النقيض تماما.

 

في فترة الستينيات من القرن الماضي، عانت فيتنام من العنصرية والتفرقة الكبيرة من قبل النظام الحاكم بقيادة "نغو دون ديم"، والذي مارس نظامه حملات واسعة للاضطهاد ضد البوذيين، والذين عانوا معاناة شديدة تحت نظام الحكم الكاثوليكي الذي كان يتحكم في جنوب فيتنام، رغم أن البوذيين كانوا يمثلون 80% وقتها من سكان فيتنام.
لم ينقذه أحد.. قصةالصورة التي اختيرت ضمن أفضل 100 صورة في التاريخ، توثق لحظة إشعال الراهب الفيتنامي "تيتش كوانغ دوك" للنيران في نفسه حتى الموت وأمام جمع كبير من الناس في أحد الشوارع العامة والمزدحمة، في مدينة سايجون الفيتنامية، في شهر يونيو 1963، واللي التقطها المصور مالكوم براون، والذي كان يعمل بوكالة أسوشيتد برس، وخلقت حالة كبيرة من التعاطف وقتها مع البوذيين للحصول على حقوقهم.

 

الغريب في تلك الصورة أن الراهب خلال إشعال النار في نفسه لم يتحرك من مكانه ولم يحرك ساكنا، والنار تلتهم جسده دون أن تصدر منه أي صرخة أو استغاثة، وهو ما كان سبب في تسمية الصورة باسم صورة "الراهب المحترق".
لم ينقذه أحد.. قصةالسبب الرئيسي الذي دفع الراهب البوذي لإشعال النيران في نفسه، كان احتجاجا على الاضطهاد الذي تعرض له البوذيون في جنوب فيتنام والتضييق عليهم من قبل النظام الحاكم بقيادة "نغو دون ديم"، ومحاولة من الراهب للفت الأنظار لمشكلة الرهبان البوذيين الذين يعانون تحت نظام ديم الكاثوليكي الذي تحكم في جنوب فيتنام على حساب البوذيين.

حرق الراهب البوذي لنفسه جاء خلال مسيرة احتجاجية للرهبان البوذيين والتي شارك فيها 350 راهبا، للتنديد بحكومة ديم وسياستها تجاه البوذيين، وبعد أن التهمت النار الراهب دوك، أخذ الرهبان ما تبقى من رفاته إلا أن الغريب في تلك القصة أنهم وجدوا القلب سليم لم تمسه النار لذلك تم أخذه وضعه في كأس زجاجي في معبد باجودا واعتبر قلبا مقدسا ورمزا للرحمة.

التعليقات